يخطط رجل هندي يبلغ السابعة والعشرين من العمر لمقاضاة والديه على إنجابه دون موافقته. وصرح المدعو رافاييل سامويل للـ BBC والذي يعد تصريحاً مرتكزاً على فكرة اللاإنجابية، صرح قائلاً بأنه من الخطأ جلب الأطفال إلى العالم لأنهم بهذا سيُحكم عليهم بالتعايش مع المعاناة المستمرة لمدى الحياة. كما قال بأنه لا فائدة تُرجى من وراء الجنس البشري لذا يعاني العديد من البشر، وأضاف “إذا إنقرض الجنس البشرى، ستكون الأرض والحيوانات بحالة أفضل وسعادة أكبر. وكذلك لن يعاني أي إنسان، إذ أن الوجود البشرى أمر عبثي ليس له أي مبرر إطلاقاً.”
ماهي اللاإنجابية؟
اللاإنجابية هي الفكرة التي تقول بلاأخلاقية جلب أُناس آخرين إلى الوجود لأن هذا سيكون مسبباً للأذى لهم. وتنسب اللاإنجابية قيمة سلبية للولادة. وهذا المصطلح عكس الإنجابية التي تقول بأن الإنجاب والأبوة مرغوب فيهما لأسباب إجتماعية وبالتالي يجب تعزيزهما.
ماهي أنواع اللاإنجابية؟
يوجد نوعان لهذه الفلسفة عموماً وهما :
-اللاإنجابية الباغضة للبشر : تشير إلى أن للبشر واجب مفروض عليهم بالكف عن جلب أناس آخرين إلى الوجود لأنهم يسببون الضرر. وتؤمن “اللاإنجابية البيئية” والتي تتفرع عن هذا النوع بأن التناسل أمر خاطئ بسبب الضرر البيئي الدائم الذي يتسبب به الجنس البشري والمعاناة التي نلحقها بالكائنات الحية الأُخرى.
يظهر مايكل مينسانا في فيلم “First Reformed” بشخصية اللاإنجابي البيئي. كما أن حركة إنقراض البشر التطوعية “Voluntary Human Extinction Movement” تمثل هذا النوع من اللاإنجابية.
-اللاإنجابية الإنسانية : تشير إلى أن على البشر عدم إنجاب المزيد من الأطفال، لأنه بجلب الأبوين للأطفال فإنهم يعرضونهم إلى الألم والمعاناة والمرض ثم الموت أخيراً.
عبرت شخصية سيبتيمس وارين سمث في رواية “السيدة دالواي” لفرجينيا وولف عن فكرة اللاإنجابية الإنسانية، بقوله: “لا يمكن لأحد أن يجلب أطفالاً إلى عالمٍ كهذا. لا يمكن لأحد تخليد المعاناة وزيادة تكاثر هذه الحيوانات الشهوانية التي لا تملك أي عواطف دائمة عدا الهوى والغرور والتي تجعل معيشتهم أشبه بدوامة..”
هل اللاإنجابية فكرة جديدة؟
كلا، بالرغم من أنها عاودت الظهور مجدداً بشكل خجول إلا أنها رأي فلسفي قديم. لقد ظهرت أشكال الفكر اللاإنجابي في الفلسفة اليونانية القديمة كما ظهرت لدى البوذية والهندوسية والمانوية. كما تبنى هذا الفكر الطوائف المسيحية الغنوصية الهرطوقية مثل البوغملس والكاتار والإنكراتيين.
يعد ديفد بينتار وهو رئيس قسم الفلسفة في جامعة كيب تاون جنوب أفريقيا من أكثر اللاإنجابيين الأحياء تأثيراً. وفكرة بينتار كما هي ملخصة في هذا الكتاب “من الأفضل لو أننا لم نكن :الضرر من أننا موجودون” كالتالي :
-القدوم إلى الوجود يسبب دوماً أذى كبير.
-إنجاب الأطفال أمر خاطئ دوماً.
-عدم إجهاض الأجنحة في المراحل المبكرة من الحمل أمر خاطئ.
-سيكون من الأفضل لون إنقرضت البشرية نتيجة لعدم إنجاب المزيد من البشر.
المصدر : هنا
*مترجم بتصرف /تم حذف الجزء الذي يتحدث عن رأي المسيحية بهذا الفكر من الترجمة.
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي