بطاقة فنيَّة عن الكتاب:
الكتاب : عشق
الكاتب : أحمد عبد المجيد.
دار النشر : دار ن للنشر و التوزيع.
سنة النشر : الطبعة الأولى 2015.
عدد الصَّفحات : 403.
عن الكاتب:
أحمد عبد المجيد هو روائي مصريٌّ شابٌّ، صدر له قبل رواية عشق، ترنيمة سلام عام 2013 ومن بعدها روايته التَّابع عام 2017. وقد حقق شهرةً لا بأس بها، ككاتب شابٍّ.
عن الكتاب:
“عشق” حين ألقيتُ لمحةً على تصنيف الرواية قبل البدءِ بها، ألفيتها في مصفِّ الأدب الصُّوفيِّ، وإن كان ينبغي التنويه قبلًا، إلى أنَّ الكاتب قد أغفل دقيقةً لغويةً مهمَّةً، عند اختيارهِ عنوان روايته، وعند الحديثِ عن هذا المفهوم الذي أراد تصويره من خلالها. يقول يوسف زيدان في فقه العشق: ” قولهم الـ”عشق” الإلهي خطأ لا يصحُّ، فالصحيحُ لوصف الصِّلة بين الإنسان والإله، هو الحبُّ. ” ويقول أيضًا: “فلمَّا انتقل الكلام والمعنى للأعاجم من الأولياء ذوي الأًصول الفارسيَّة والتركيَّة، خالفوا الفصيح المُفصَّح، وأسموه الـ”عشق”.”. فالـ”عشق” لغويًّا مشتقٌّ من العشقة، وهو يشتمل في مفهومه على علاقةٍ حسِّيَّة، لا تكون بين الإنسان و الإله.
تتحدَّثُ الرِّواية عن نفسِ كاتبٍ شابٍّ، مشهورٍ، بين تأليهه لذاته، وما يتعلَّقُ بها إلى مروره بتجربةٍ روحيَّة، كانت التغيير الأكبر في حياته، وكان الحبُّ مفتاح التجربة، وكان مفهوم الحبِّ الرِّسالةَ الأولى التي يسعى الكاتب – من الواضح – تقديمها، هل الحبُّ هو من نحب أم ما نحب؟ أم ما هو تحديدًا؟
كما أن الكاتب تطرَّق لنقاط أو قضايا أخرى في عمله الذي بين أيدينا، كقضية أطفال الشَّوارعِ في بلاده. وكما تحدَّث عن الوعي، و عن فكرة نشره تحت راية تنظيماتٍ وجماعاتٍ. من خلال النَّشر، المجالِ الذي اختصَّه بالذِكرِ بحكم عمل الشخصيَّة الرَّئيسيَّةِ فيه، ليكشف عنه أمورًا تهمُّ أصحاب الميدانِ.
وسائل التواصل الحديثةِ، بتأثيرها على واقعنا المعيش، منحت الرواية شيئا من الواقعيَّة، كما لو أنها تصور أحداثا يوميَّة نمر بها جميعنا، انتظارنا لردٍّ على رسالةٍ أرسلناها، متابعتنا لمنشورٍ قمنا بنشره، أو لتفاعلِ شخصٍ معيَّنٍ عليه، نقاشٌ جماعيٌّ في مجموعة. إدخال الكاتب كل تلك التفاصيل في عمله الأدبي، بلغته اليسيرةِ و أسلوبه السَّرديِّ السَّلسِ، يساعد على يسر متابعة الأحداثِ.
الكاتب على ما يبدو استلهم من قصص الصوفيَّة القدامى، في ترك العالم والدُّنيا للعثور على النَّفس، والتمكُّن من زمامها، في صورة عصريَّة قريبة من واقعنا، في شابٍّ عاديٍّ، ناجح بمعايير معينة، يخسر عند لحظةٍ ما كلَّ شيءٍ حتى لا يخشى على شيء بعدها، فيترك كلَّ ما لم يعد يملك، ليبحث عمَّا لم يكن يعلم أنه يفتقد، ثمَّ يعود وقد حصل على كلِّ شيءٍ في نهايةٍ سعيدةٍ، مثالية إلى حدٍّ ما غير أنَّها؛ ولم لا، قد تكون -من وجهة نظر شخصٍ ما- واقعيَّة .!
في النهايةِ، محاولةُ الكاتب التي كستها روحانية بسيطة في مراحلها، مع تجربةٍ إنسانيَّة وبشريَّة في مراحل أكثر، هي عملٌ قد لا يكونُ شعريًّا وأدبيًّا بتلك الطرَّيقة العميقةِ التي اعتدناها في الأدب أو العمل الصُّوفيِّ الرَّوحانيِّ، إلَّا أن فيها منه مسحةً، و فيها من غيره أيضًا.
مراجعة الإعداد: عمر دريوش
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي