حوار مع هاورد زن

هاورد زن (Howard Zinn) ولد في 24 أغسطس 1922 وتوفي في 27 يناير 2010 وهو مؤرخ أمريكي، و ناقد اجتماعي، وسياسي عالمي. تدمج فلسفة زن ما بين الفكر الماركسي والاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية. وكان حتى وفاتـه مـن أبرز المدافعين عن الحقوق المدنية والحركات المناهضة للحرب منذ الستينيات. وألـف مـا يزيد عن 20 كتاباً من أكثرها انتشاراً كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو كتاب ما زال يطبع منذ عقود وقد بيع منه أكثر من مليون نسخة.

  • أنت مولع بالاقتباس من تشومسكي و إدوارد هيرمـان مـن كتاب “صناعة الإذعان”، حول كيف أنهم قد انتبهوا إلى صعوبة برهنة التلاعب الذي يمارسه الإعلام حين يجدون أنهم على استعداد للإذعان إليه.

أحب ذلك الاقتباس لأن العديد من الناس يذعنون للإعلام حين يفيد بسيطرة الحكومة على المعلومات وبرغبته الشديدة في نقل الحقيقة إلى العامة. لكنه ببساطة لا يفعل. ففي الحرب مع العراق أظهر الإعلاميون كم أنهم ضعفاء. ومثيرون للشفقة، ومخادعون متملقون لمعـدي التقارير في واشنطن. فقد واصلوا إظهار الجنرالات ورؤساء هيئة الأركان المشتركة السابقين والخبراء العسكريين على الهواء كي نبتهج بشأن القنابل الذكية التي كانت ترمي. بينمـا لـم يظهر الإعلام أي شخص يمكنه تقديم خلفية تاريخية أو من قد ينتقد الحرب.

  • لقد تقدمت بذلك التعليق المذهل القائل بأن الموضوعية والدراسة الأكاديمية المجردة في وسائل الإعلام أو أي مكان آخر ليست فقط “مؤذية ومضللة. بل إنها غير مرغوبة”.

لقد قلت أمرين بشأنها. الأول: أنها غير ممكنة. الثاني: أنها غير مرغوبة. هي غير ممكنة لأن التاريخ كلـه مـا هـو إلا انتقـاء مـن عـدد لا نهائي من الحقائق. حالما تبدأ في الانتقاء، فستختار وفقا لما تعتقد أنه مهم. ولذلك فهو بالفعل غير موضوعي، ومنحاز في الاتجاه الذي تعتقـد أنـت كمحدد لهذه المعلومة، أن على الناس أن تعرفه. إذا هي حقا غير ممكنة. بالطبع يدعي بعض الناس بأنهم موضوعيـون. إن أسوأ شيء هو ادعاء الموضوعية. طبعا لا يمكنك أن تكون كذلك. على المؤرخين أن يقولـوا مـا هي قيمهم، وما الذي يهتمون بشأنه، وما هي خلفياتهم، ويدعونـك تعرف ما المهم بالنسبة لهم وهكذا يكون الشباب وكل من يقرأ التاريخ منبهين مسبقا، لا ينبغي لهم مطلقا أن يعتمدوا على أي مصدر واحـد. بـل عليهم أن يتجهوا لعدة مصادر. إذا ليس من الممكن أن تكون موضوعيا، وليس مرغوبـا حتى إن كان ممكنا. يجب أن نمتلك تاريخا يعكس مختلف وجهات النظر والقيم، بكلمـات أخـرى، تاريخـا غيـر موضوعي. ينبغي أن نمتلك تاريخا يعزز القيم الإنسانية، وقيم الأخوة. والسلام والعدالة والمساواة. يمكنني تقريبها للقيم المنصوص عليها في إعلان الاستقلال. أي المساواة

وحـق جميع الناس في الحصول على حياة والحرية وسبيل السعادة، هذه فيم ينبغي على المؤرخين أن يتحروا نشرها أثناء كتابة التاريخ، عند القيام بهذا، هم ليسوا بحاجة لتشويه أو إغفال أمور مهمة، ولكن هذا يعني انهـم لـو أخذوا هذه القيم في الحسبان، فإن ذلك سيؤكد على تلك الأمور في التاريخ، مما سيخلق جيلا جديدا من الناس الذين يقرأون كتب التاريخ ويهتمون بمعاملة الآخرين بمساواة، وبالتخلص من الحرب، وبالعدالة في كل شكل.

  • انت مولع أيضا باقتباس القول الماثور لأورويل “أولئك الذين يسيطرون على الماضي يسيطرون على المستقبل، والذين يسيطرون على الحاضر يسيطرون على الماضي.”

إن أورويل هو أحد كتابي المفضلين بشكل عام حين مررت بهذا الاقتباس علمت بان على استخدامه، نحن الكتاب سراق حقيقيون، نرى شينا جيدا وتستغله، وإذا كنا لطفاء فإنا نذكر مصدره. لكن أحيانا لا تفعل، ما يعنيه اقتباس اورويل بالنسبة لي هو ملاحظة في غاية الأهمية بان إذا كان بإمكانك السيطرة على التاريخ، وما يعلمه الناس عن التاريخ، وإذا كان بإمكانك تحديد ما يجب تضمينه وما يجب تركه، يمكنك التحكم بطريقة تفكيرهـم وقيمهم يمكنك في الحقيقة تنظيم عقولهم بالتحكم بمعرفتهم. أولئك الذين يمكنهم فعل ذلك، أي السيطرة على الماضي، هم الذين يسيطرون على الحاضر، هم أنفسهم الذين يسيطرون على الإعلام هم من ينشرون الكتب المدرسية. والذين يبتون بشان الأفكار السائدة في ثقافتنا، ما يجب أن يقال وما لا يجب.

  • ماذا عن مفهوم التاريخ كبضاعة. كشيء يمكـن أن تباع وتشتري؟ هل تؤيد ذلك؟

كثبت ذات مرة مقالا بعنوان “التاريخ كمؤسسة خاصة، ما قصدته هو انني اعتقدت أن الكثير من التاريخ قد كتب دون وعي اجتماعي كامن خلفه وحتى لو كان ثمة وعي اجتماعي لدى المؤرخ، فإنـه قد وضع جانبا اثناء كتابة التاريخ، لأن هذه الكتابة قد تمت كواجب مهني، لقد تمت لنشر عمل ما، أو للحصول على وظيفة في الجامعة، أو التثبيت في منصب مرموق, أو لنيل دعاية ما، أو لبناء مكانة شخصية.

لقد طبع عن طريق ناشرين في كتب من شانها أن تباع وتحقق ربحاً، ودافع الربح هذا قد شوه نظامنا الاقتصادي والاجتماعي بأكمله من خلال جعل الربح المعيار لما ينتج، وبالتالي إنتاج أشياء غبية وترك أشياء مهمة غير منتجة، مخلفين أناسا فقراء وآخرين أغنياء، هذا النظام الربحي ذاته الذي توسع لهذا العالم، والذي اعتقدت عندما كنت طالباً شاباً برينا انه منفصـل عـن عالم التجارة والأعمال، ولكـن عالم الجامعة والنشر والتاريخ والدراسة الأكاديمية، غير منفصـل ابـدا عـن عـالـم البحث عن الربح، لا يفكر المؤرخ به بهذه الطريقة بشكل واع، ولكـن هنـاك حقيقة الأمن الاقتصادي التي تتدخل في كل مهنة. قد يكون الكاتب المحترف والمؤرخ واعيا، أو شبه واع. أو منجرفاً مع التيار، ولكنه سيفكر دوما بشأن الأمن الاقتصادي وبالتالي سلوك الطريق الأمن، وهكذا نكون قد حصلنا على تاريخ أمن في جزء كبير منه.

  • كيف تميز التحيزات، أو هل بإمكانك تمييزها؟

كما قلت سابقاً. نعم، كما أن لدي تحيزاتي أيضا، ودروسي الخاصة، لذا إذا كنت أكتب أو أتحدث عن كولومبوس. لن أحاول أن أخفي أو أحـذف حقيقة أن كولومبوس قد أدى عملاً استثنائيا في عبور المحيط وخوض مغامرة في المياه المجهولة. لقد تطلب الأمر شجاعة جسدية ومهارة ملاحية. لقد كان حدثا مميزاً. علي قول ذلك حتى لا ألفي الجانب الإيجابي الذي يراه النـاس مـن كولومبوس لكن بعدها علي المضي قدما في ذكـر أمـور أخـرى بخصوص كولومبوس و هي أكثر أهمية من مهارته الملاحية ومن حقيقة كونه رجـلا متدينا. وهي كيفية معاملته للناس الذين وجدهم في النصف الآخر من الكرة الأرضية. حيث استعبادهم وتعذيبهم وقتلهم وتجريدهم من إنسانيتهم. هذا أمر مهم.

يوجد طريقة مثيرة للاهتمام يمكنك من خلالها صباغة جملة تفصح من خلالها عن ما تشدد أو تركز عليه والتي تنتج عن نتيجتين مختلفتين، وهذا ما اعنيه، فلنأخذ كولومبوس كمثال، وتلك الطريقة التي صاغ بها المؤرخ سامويل ايليوت من جامعة هارفارد جملته عن كولومبوس في سيرته الذاتية عنه قائلاً: ارتكب كولومبوس إبادة جماعية، لكنه كان بحاراً عظيما لقد أدى عملا مميزاً واستثنائياً في إيجاد هذه الجزر في نصف الكرة الأرضية الغربي ” أين التشديد هنا؟ ارتكب إبادة جماعية, لكن… كان بحارا جيداً. وقد أصيغها أنا على النحو الآتي: كان بحارا جيداً، لكنه عامل الناس بأبشع قشوة هانان طريقتان مختلفتان لقول الحقائق ذاتها، يعتمد الأمر على الجانب الذي تميل إليه، أي جانب تحيزك، واعتقـد بأن من الأفضل لنا أن نستلك في تحيزاتنا الاتجاه الإنساني من التاريخ،

  • ما رأيك في المحاولات المختلفـة اليـوم لإثبات افتراض باكونين الأنطولوجي علميا بأن البيشر لديهم غريزة الحرية”، ليس فقط الإرادة ولكن أيضا الحاجة البيولوجية؟

في الواقع. أنا أؤمن بهذه الفكرة، لكني أعتقد أنه لا يمكن أن يكون لديك دليل بيولوجي على ذلك. هل يجب أن تجد جينا للحرية؟ لا. اعتقد أن الطريقة الأخرى الممكنة هي الرجوع إلى تاريخ السلوك البشري. يوضح تاريخ السلوك البشري هذه الرغبة في الحرية. وأن متى ما عاش البشر تحت وطأة الاستبداد، فإنهم بتمردون ضده.

  • تأتي معظم الطاقة الإبداعية للسياسة الراديكالية في الوقت الحاضر من الأناركية. لكن قلة فقط من الأشخاص المنخرطين في الحركة يطلقون على أنفسهم اسم “أناركيين”. أين ترى السبب الرئيسي لذلك؟ هل يخجل النشطاء من تعريف أنفسهم بهذه المدرسة الفكرية، أم أنهم مخلصون للالتزام بأن التحرر الحقيقي يقتضي التحرر من أي تسمية؟

أصبح مصطلح الأناركية مرتبطا بظاهرتين لا يريد الأناركيون الحقيقيون الارتباط بهما. الأولى هو العنف، والأخرى هي الاضطراب أو الفوضى. ويتمثل المفهوم الشائع للأناركية في إلقاء القنابل والإرهاب من ناحية، وفي غياب القواعد و الأنظمة حيث يفعل الجميع ما يريد وتفشي الفوضي وما إلى ذلك من ناحية أخرى، ولهذا السبب هناك ممانعة لاستخدام مصطلح الأناركية، لكن في الواقع، لكن أفكار الأناركية في الواقع مشتقة من الطريقة التي بدأت بها حركات الستينات في التفكير.

اعتقد أن أفضل تجلي لهذا على الأرجح كان في حركة الحقوق المدنية مع لجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية (SNCC) فال SNCC لم تعرف الأناركية كفلسفة، لكنها جسدت خصائص الأناركية، فقد كانوا لا مركزيين، بينما منظمات الحقوق المدنية الأخرى، على سبيل المثال، مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية، كانت منظمات مركزية بزعامة مارتن لوثر كينغ، وكذلك الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP) التي مقرها في نيويورك كان لديها نوع من التنظيم المركزي، بينما كانت ال SNCC من ناحية أخرى لا مركزية تماماً، كان لديها ما يسمونه بالأمناء الميدانيين، الذين عملوا في مدن صغيرة في جميع أنحاء الجنوب بقدر كبير من الاستقلالية، كان لديهم مكتب في أتلانتا – جورجيا، لكن المكتب لم يمثل سلطة مركزية قوية، فالأشخاص الذين كانوا يعملون في الميدان – في ألاباما وجورجيا ولويزيانا وميسيسيبي – كانوا بمفردهم كثيرا، وكانوا يعملون مع السكان المحليين الشعبية. فلا يوجد زعيـم وبالتالي كانوا محل شكوك كبيرة لدى الحكومة. القاعدة ومع SNCC

لم يكن بإمكانهم الاعتماد على الحكومة في مساعدتهم ودعمهم، على الرغم من أن الحكومة في ذلك الوقت . في أوائل الستينيات – كانت تعتبر تقدمية وليبرالية، برئاسة جون كينيدي على وجه الخصوص، لكنهم لاحظوا تصرفات جون كيندي، فلم يكن كينيدي يدعم الحركة الجنوبية من أجل حقوق متساوية للسود. كان يعين قضاة التمييز العنصري في الجنوب، وكان يسمح لممارسي الفصل العنصري الجنوبيين بفعل كل ما يريدون. لذلك كانت ال SNCC لامركزية. مناهضة للحكومة، وبدون قيادة، لكن لم يكن لديهم رؤية لمجتمع مستقبلي مثل الأناركيين. لم يفكروا على المدى الطويل. ولم يسألوا عن نوع المجتمع الذي سيكون لدينا في المستقبل. لقد كانوا يركزون على مشكلة التمييز العنصري. لكن موقفهم, طريقة عملهم، والطريقة التي تم تنظيمهم بها. كانت متوافقة مع مبادئ الأناركية.

  • هل تعتبر الفنانين ثوريين؟ أو كما اسماهم مارك توين “الوطنيون الحقيقيون ؟

يوجد التباس بشأن مصطلح “وطني”، كما هو بالنسبة لمصطلح “ثوريين”، استطيع فقط تعريفه على طريقتي الخاصة، أفترض أن الثوري هو شخص يريد قلب الأمور إرجاع الأمور إلى نصابها، تغيير الأمور جذرية، عندما تخطر لي كلمة ثوري أفكـر بـه كشخص يريد وبشكل جذري تغيير ظروف قائمة يتعرض فيها الناس للاستغلال، حيث جماعات صغيرة من الناس تهيمن على الاقتصاد، و جماعات صغيرة تتخذ قرارات بشأن إرسال الشباب إلى الحرب، لذا تتطلب الثورة تغييرا جذرياً، من الاستغلال والحرب والسيطرة إلى مجتمع ديمقراطي بحق، لذا عندما اتحدث أنا أو الآخرون عن العلاقة بين الفن والتغيير الاجتماعي، يكون الأمر مشجعاً جداً للفنانين الذين ربما يكونون قلقين وغير متأكدين مما يفعلونه، لأن ما يفعلونه يتعارض مع الاتجاه السائد والعالم التجاري، (وهذا العالم) من المرجح أن يسعى لإيقافهم.

يحتاج الفنانون إلى كل القوة والتعزيز والدعـم الذي يمكن الحصول عليه. لذا أولئك من الذين يعلقون على دور الفن يحاولون تزويدهم بكل ذلك.

  • يقول بابلو بيكاسو: “الفـن كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة”، كيف تتفاعل مع هذا الاقتباس في وصف دور الفنانين في إلهام التغيير وإظهار كيف يجب أن يكون العالم؟

حسنا، بطريقة ما، عندما تصف ما يجب أن يكون عليه العالم، فأنت لا تخبر الحقيقة. أنت لا تصـف واقعا بـل خيـال. تصف المستقبل، شيئا مثاليا لا يتواجد سوى في المخيلة. لذا، بمعنى آخر، إنها كذبة مهمة للغاية في الكشف عن الحقيقة. إنها ليست مجرد مسألة فنانين يتحدثون عن المستقبل أو كيف يمكن أن تكون عليه الحياة في المستقبل، وهو ما يعتبر نوعا من الكذب. كل خيـال هـو نـوع مـن الكذب. فأنت تروي قصصا غير حقيقية، لكنها تضيف بطريقة ما حقيقة مهمة جدا.

  • إذا ما هي مسؤولية المثقفين؟

تكمن مسؤولية المثقفين في نبذ مفهوم الموضوعية ومفهوم الدراسة الأكاديمية الانعزالية. فمع الدراسة الأكاديمية الانعزالية انت تقول أن الجميع مهتم بالقضية ما عداي أنا، فلتكن منخرطاً. وسأقول لك امرأ أخـر تعـرف أنك ستصبح معلماً أفضل و أكثر إثارة للاهتمام، إذا تواصلت مع تلاميذك حول ما يجري في العالم وإذا رأى تلاميذك انك على اتصال بما يحدث في العالم.

  • لقد تطرقت إلى أهمية التمسك برؤية حـول عالم مختلف، ما هي رؤيتك الخاصة؟

رؤيتي هي عالم لا تهيمن فيه الشركات النافذة على الاقتصاد.. حيث المشاريع الاقتصادية تحت سيطرة أولئك الذين يعملون فيها.. حيث حقوق العمال والمستهلكين ممثلة لدى هيئات صنع القـرار، هو عالم تسود فيه الديمقراطية القاعدية التي كانت سائدة إبان حكم كومونة باريس عام 1871..حيث المشاركة المستمرة.. واجتماعات الناس في كل مكان، حيث المشاركة السياسية للشعب غير مقيدة بالتصويت كل سنتين أو أربع سنوات. للاختيار بين احتمالين بائسين… حيث المشاركة القاعدية وصنع القرار في كل مرحلة ممكنة.

ليس من السهل تحقيق كل هذا في المجتمعات الكبيرة والمعقدة جدا، لكني أعتقد بأنه من الممكن بالتأكيد التمتع بديمقراطية أكبر مما هي عليه اليوم. حيث يكون الهدف هو المساواة بين ظروف الناس في العالم، وحيث استغلال الثروة الفاحشة الموجودة في العالم في إطعام الناس ورعاية الأطفال. حيث يحظى الجميع ہمتطلبات الحياة الأساسية من مكان ملائم للعيش وطعام كافي ورعاية صحية بلا قلق من الفواتير أو الاستمارات أو التوقيعات.

كما علينا تحطيم الحواجز الوطنية – حيث عالم بلا جوازات سفر أو تاشيرات, حيث الناس أحرار بالتنقل عبر الحدود الوطنية, من الواضح أنها رؤية يصعب التفكير فيها، لكني أعتقد بأن مـا لـم تكن لديك رؤية كهذه، فإنك لست في موقع يؤهلك لتقييم ما يحدث اليوم.

إذا لم تكن لديك رؤية، لعالم بلا حدود وطنية على سبيل المثال، فأنت لست في موقع يؤهلك لتقييم أمور محددة جـداً، مثل إذا ما كان على الكونغرس تمرير قانون الهجرة، وإن كان علينا تقييد الهجرة إلى هذا الحد أو ذاك، لكن إذا كانت لديك رؤية حول العالم الذي تريده. عندها سيكون من الواضح أي المواقف ستتخذها بشأن الهجرة، على سبيل المثال سيكون موقفك أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على التنقل. بالتالي لا يجب أن يكون هنالك أجنبي أو دخيل أو مهاجر.

أعتقد أن من أجل خلق ظروف يسود فيها التوزيع العادل للموارد، ويتمتع فيها الناس بعيش كريم، يتحتم علينا تقويض العنصرية والتمييز الجنسي والجريمة. ليس من الصعب فهم جرائم العنف التي نشهدها في الولايات المتحدة عند ملاحظة ظاهرة الفقر المدقع والثراء الفاحش فيها. فإذا ألقينا نظرة على الدول التي تمتلك معدلات جريمة أقل بكثير، نجد أنها دول تتمتع بنسب أكبر من التوزيع العادل للثروة.

لذا أعتقد أن من المهم امتلاك رؤيـة عـن عـالـم مختلف من أجل مساعدتنا في معرفة ما تفعله من يوم الآخر

Authors

الصورة الافتراضية
NEZLI Rami
المقالات: 0

اترك ردّاً