مراجعة رواية ” سجين المرايا” لسعود السنعوسي

بطاقة فنية عن الكتاب:

عنوان الكتاب: سجين المرايا

الكاتب : سعود السنعوسي

دار النّشر: الدّار العربيّة للعلوم ناشرون -بيروت
الطبعة الأولى: عام 2011م

عن الكاتب:

سعود السنعوسي (مواليد 1981) كاتب وروائي كويتيّ، عضو رابطة الأدباء في الكويت ورابطة الصحفيّين الكويتيين. توِّج سنة 2013 بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته ساق البامبو. وهي رواية تتناول موضوع العمالة الأجنبية في دول الخليج. والتي تمّ اختيارها من بين 133 رواية مقدمة لنيل الجائزة. كاتب مقالات في جريدة القبس الكويتية. آخر أعماله: رواية “حمام الدّار” التي صدرت سنة 2017.
تُرجمَت بعض أعماله إلى الإنجليزيّة والإيطاليّة والفارسيّة والتركيّة والصينيّة والكوريّة والرومانيّة.
 
مراجعة الكتاب:
“إنّ من يحمل مصباحه خلف ظهره لا يرى غير ظله أمامه.” طاغور
إنّها أوّل عبارة ستقع عيناك عليها حالما تفتح الكتاب…عبارة تختزل مضمون الرّواية بأعمق ما فيها من معانٍ، هي كما وصفتها سعدية مفرّح: “…رواية البحث عن الذّات من خلال الآخر، والنّظر إلى العالم من خلال عيون القلب وحدها”.
يروي الكاتب تفاصيل الرّواية بصيغة الأنا من خلال تجسيده لشخصيّة “عبدالعزيز” بطل قصّتنا الفريد من نوعه، في خمسة فصول مع مقدّمة وخاتمة موجزتَيْن، تبدو للوهلة الأولى أنّها مجرد قصّة تضاف إلى مجموع القصص الرومانسيّة البائسة، لكن ما إن تَغُوص في تفاصيلها حتّى يظهر لك جليّا أنّها ليست سوى أرضيّة يبرز فوقها جوهر الرّواية: رحلة في أغوار نفس عبد العزيز المضطربة نحو اكتشاف ذاته.
تدور أحداث الرّواية بداية في الكويت، بالضّبط في قاعة سينما، يقود القدر عبد العزيز نحو مأساة مفصليّة قلبت موازين حياته، هاتفٌ خلويٌ وردي اللّون تركته صاحبته سهواً في القاعة، ليلتقطه بطلنا وتبدأ بذلك قصة حبّه بخطأ أو كما تفضّل بطلتنا أن تقول: “By mistake” صاحبة الصّوت الطفوليّ “ريم”.
عبد العزيز ذو الواحد والعشرين سنة، شخص انطوائيّ كثير التشاؤم، فاقد للثّقة، شديد الخجل قد ألِف العيش في قفصه الآمن، ظهرت أولى مخاوفه، بعد أن فارقته لفترة لا بأس بها، حول ماهية التعامل مع الجنس الآخر، الذي لم يقتحم عالمه مُذ فقد أمه بسبب تشخيص طبي خاطئ، الّتي أخذت هي الأخرى أيضًا من تفاصيل الكتاب نصيب الأسد، ذلك الطّفل في داخله قد أوقف نموّه مع هذه الفاجعة الّتي لازمته ما تبقى من أيّام حياته، خاصّة بعد أن كان له يد في موت والده -كما يقول- في الحدود بين الكويت و السعودية، بعد ما تمخّضته تلك الحرب بينهما. فبقي الحبّ في داخله يتلقى ضربات الحزن الموجعة إلى أن فتحت ريم أبواب قلبه على مصراعيها، لتغزوه بالكامل.
وما بين الماضي والحاضر تتأرجح أحداث الرّواية بنمطٍ سرديٍّ وصفيٍّ سلسٍ تتخلّله بعض الحوارات بالعامّية الكويتية، يُظهِر فيه أسلوب الكاتب البديعي القصة وكأنّها أمامك، لتكشف لنا تفاصيل تلك العلاقة المحيّرة وما أنجرّ عنها.
تملأ (ريم) التي تبدو غامضة في الرّواية؛ بسبب عدم تركيز الكاتب عليها، ذلك الفراغ في روحه لتختفي فجأة بلا سبب وتبدأ بذلك رحلة صاحبنا الفعليّة للبحث عن ريم، والبحث من خلالها عن نفسه، نحو وجهةٍ مختلفةٍ تماماً: بريطانيا.
في خواتيم الرّواية يعود بِنَا الكاتب إلى نقطة الانطلاق، إلى المصباح والظلّ والسجَّان والمرايا، وما كان لهم من أثر في حياته، والتغيّيرات الجذرية التي طرأت عليها، ويكشف فيها أخيراً المعالم الحقيقيّة لكل شخصيّة ارتبطت به ومغزى وجودها في الرّواية.
 
تدقيق لغوي: آية الشاعر 
تعديل الصورة: عمر دريوش

كاتب

الصورة الافتراضية
Chemseddine Fatma Zahra
المقالات: 2