مراجعة كتاب الصراع الفكري داخل الدول المستعمرة لمالك بن نبي

“يجب علينا أن نفكر كيف نعطي لأفكارنا أقصى ما يمكن من الفعالية، ومن ناحية أخرى أن نعرف ما الوسائل التي يستخدمها الاستعمار لينقص ما يمكن من فاعلية أفكارنا، وهنا نصبح أمام مشكلتين: الأولى تتضمن كيف ننشىء أفكاراً فعالة في مجتمعنا، والثانية كيف يجب أن نفهم أسلوب الاستعمار في الصراع الفكري حتى لا يكون له أي سلطان على أفكارنا.”

بطاقة فنيَّة عن الكتاب:

اسم الكتاب: الصراع الفكري داخل الدول المستعمرة.

الكاتب: مالك بن نبِّي

دار النشر: دار الفكر

عدد الصفحات: 144

تاريخ صدور الكتاب: 1959

اللغة: العربية

عن الكاتب:

في أوائل يناير 1905م، شهدت مدينة قسنطينة ميلاد أحد أعلام الحركة الفكرية التي غيرت المفاهيم الإجتماعية داخل وخارج التراب الوطني. حياة بين تبسة وقسنطينة وأساتذة، زرعت في نفس بن نبي حبّ النزعة الوطنية لينجذب بفكرة الحركة الإصلاحية للشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس لتأثره منذ صغره بالفكر الثوري ضد الاستعمار الفرنسي بالجزائر. مؤلفاته كثيرة منها سلسلة مشكلات الحضارة التي لاقت صيتاً واسعاً داخل وخارج البلاد.

عن الكتاب:

كتاب الصراع الفكري داخل الدول المستعمرة هو كتاب تحليلي وتفسيري لما تقوم عليه سياسة المستعمر للتحكم في الشعب. التحكم الفكري والتغليط والتضليل. ماهو دور الفرد؟ ما دور الصحافة المكتوبة؟ ما دور الصحافة الوطنية؟ وهل عليك أن تكون مدنيّا كي تتحدث عن الحرب؟

إذا القوة خابت في مقاومة فكرة متجسدة فإنها ستخيب حتما في مقاومة فكرة مجردة ويجب إذاً اتّباع خطط أكثر دقة، وهنا يبدأ الصراع الفكري على حقيقته، إذ أن الاستعمار سيبدأ في الاجتهاد لامتصاص القوى الواعية في البلاد المستعمَرة بأي طريقة ممكنة، حتى لا تتعلق بفكرة مجردة لأنّه يمكنه مقاومتها إما بوسائل القوة أو بوسائل الإغراء أو في مستوى آخر تراه يفضل لغة الدين، لأنها تسدّ بصورة محكمة منافذ وعي الشعب إزاء الفكرة. وهو يستغل جهل الجماهير لينشىء حول الفكرة منطقة فراغ وصمت لعزلها عن المجتمع وهكذا حتى يصل إلى أكثر المستويات انحطاطاً، فيستخدم سلاح المال مكوِّناً لنفسه بهذه الوسيلة صداقات -أو كما يقال بلغة الحرب- اتفاقيَّات في البلاد المستعمَرة.

وفي سعيه لإتقان خطته أكثر، تراه يسدل ظلاماً شاملاً على تلك الجبهة كي يعزلها عن ضمير الشعب المستعمَر نفسه وعن الضمير العالمي. وبهذا يصبح وضع الأشياء وكأننا في قاعة غارقة في الضوء، بينما يبقى المسرح ذاته غارقا في الظلام. تلك المسرحية مخرجها الاستعمار، وهذا المخرج لا يريد أن يشاهد الجمهور فعلا ما يجري على خشبة المسرح. هذا هو الأسلوب الخاص بالصراع الفكري في البلاد المستعمرة.

يعتبر مالك بن نبي من أفضل المفكرين الذين خلفوا كلاًّ من ابن خلدون وعبد الحميد ابن باديس حيث حمل أفكار النهضة ومشكلاتها على عاتقه لكن أُسئ فهمه، خاصة حين تحدث عن فكرة «قابلية الاستعمار» حيث حمّل الشعب مسؤولية جهله وعدم وعيه التي أوصلته لتدخل قوى خارجية داخل أوطانهم.

تدقيق لغوي وتنسيق: بشرى بوخالفي

كاتب

الصورة الافتراضية
BELABBAS Amina
المقالات: 0