مراجعة رواية “السكك الحديدية السرية”

بطاقة تعريفية:

الكتاب: السّكك الحديديّة السريّة
الكاتب: كولسون وايتهيد
دار النشر: روايات
ترجمة: جعفر سماح
الجوائز:
القائمة الطويلة لجائزة المان بوكر 2017
الفائز بجائزة بوليتزر 2016
الفائزة بجائزة National Book Award 2016 Oprah’s Book Club pick

عن الكاتب:

في 6 نوفمبر 1969 ولد وايتهيد في مدينة نيويورك، ونشأ في مانهاتن. درس في مدرسة ترينيتي – مانهاتن. تخرج من جامعة هارفارد في عام 1991.
بعد التخرج نشر سبعة أعمال طويلة، ستة روايات وكتاب. ومقالات غير الروائية، ومراجعاته في العديد من المنشورات، بما في ذلك نيويورك تايمز، ونيويوركر، غرانتا، وهاربر. في ربيع عام 2015، انضم إلى مجلة نيويورك تايمز لكتابة عمود عن اللغة.

عن الرواية:

السكك الحديدية السرية، رواية تعود بنا الى القرن الثامن عشر زمن العبودية في أمريكا.
الهروب …

“إنتاب كُورا شٌعور مختلف شعور لم تخبره منذ سنوات، منذ ان جلبت الفأس و حطمت بيت الكلب الذي اقامه بِليك و تطايرت شظاياه في الهواء كانت قد رَأت رجال معلقين في الأشجار و متروكين للصُقور و الغِربان و نِساء جُروحهن مفتوحة حتى العظم بواسطة السّوط اجسادا حية وميته تُشوى في المحارق اقداماً تم تقطيعها لمنعها من الهروب وايدٍ قُطعت لمنعها من السرقة لقد رأت فتيناً وفتيات اصغر سنا من هذا الصبي يتم ضربهم دون سبب و في هذه الليلة استقر ذلك الشُعور في قلبها مرة اخرى تمكن منها ذلك الشُعور و اختلط الجزء العَبيدي من روحها بالجزء البَشري”.

كورا، البالغة من العمر 16 سنة، عبدة في مزرعة قُطن في جورجيا، سنوات قبل نشوب الحرب الأهليّة الأمريكيّة، والدتها مابيل التي فرت بحثا عن الحرية وتركت كورا طفلة في عمر صغير، عاشت كورا بعدها مع جدتها التي كانت تملك مكانة في مجتمع السود، بعد موت الجدة تعيش كورا منبوذة حيث الكل يتطلع لأخذ ما تملكه العبدة وكيف لعبدة أن تمتلك شيئا ذا قيمة، كانت ثلاث ياردات من أرض ورثتها عن جدتها، مسألة كورا لم تكن في أنها عبدة فقط لقد عانت من ظلم مجتمعها فحتى السود لم يرأفوا بها وأرسلوها الى الفرن طمعا في أخذ أرضها، هناك حيث يسكن السود المنبوذين أو ربما المجانين.

سيزر العبد شاب، جُلِب من فرجينيا، يبحث عن الحرية، الهرب والعيش بعيدا في الشمال حيث يعيش السود أحرارا، يسمع عن قصة مابيل أم كورا ونجاحها في الهرب، يرى في كورا تميمة الحظ، لقد سمع عن السكك الحديدية تحت الأرض، ويعرف من يوصله اليها، هكذا سترافقه كورا في رحلته الى المجهول هربا من شبح العبودية.

السّكك الحديديّة السريّة لم يُعرف من قام بانشائها ولا قصتها، إنَّها أمل السود للهرب من المآسي التي يعيشونها في مزارع البيض، أنفاق تحت الأرض لا يُعرف من حفرها أو مَن سعى إلى جلب القاطرات إليها، سمع البِيض اشاعات عنها لكن هل من عقلٍ يصدق أن السود المستعبدين يمكن لهم أن يفكروا في إنشاء شبكة نقل سرية تحت الارض !

جنوب كارولينا

“لم يعدن مجدر بضائع مثل السابق بل ماشية تلد ويقطع نسلها و تقفل عليهن المهاجع التي كانت مثل التعاونيات أو الاقفاص”

الخُدعة بشأن المساواة في جنوب كارولينا.

فبعد نجاحهما في الهرب من المزرعة ، يقرر الثنائي كورا وسيزر أن يستقرا فيها ظنا منهما أن الحياة مع البيض في هذه المدينة ستكون هادئة بعيدا عن هول ما عاشوه في السابق، يعمل السود ويتقاضون أجوراً لهذا الغرض، لكنهم يظلون محصورين في دوائر منفصلة. مع مرور الوقت تكتشف كورا حقائق مظلمة حول استغلال السود، لقد كانوا مجرد فئران تجارب يستغلهم البيض في أبحاثهم العلمية، ينتهي وهم الحرية في جنوب كارولينا لتبدأ من جديد في رحلة هرب بحثا عن الحرية والامان.

إلى أين ؟


من ولاية كارولينا الجنوبية إلى ولاية إنديانا إلى ولاية تينيسي، ستعيش كورا رحلة لا تصدق. مطاردة من الوحش أرنولد ريدجواي أشهر صائد عبيد في الجنوب.

الحياة ليست نهرًا جاريًا سلسًا، بل هي مليئة بالسّخام والتراب والمستنقعات، وخطوات الهرب إمّا إلى المشنقة، أو الشّمس.

تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي

كاتب

الصورة الافتراضية
Asma Abadlia
المقالات: 0