مراجعة رواية مون تايجر

بطاقة تعريفية بالكتاب:

الكتاب: مون تايجر

الكاتب: بينلوبي لايفلي

اسم المترجم: إيناس التركي

مراجعة: عبد الله الزعبي

عدد الصفحات: 317

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ( إبداعات عالمية )

سنة الترجمة: 2018

سنة النشر الأصلي: 1987

عن الكاتب:

بينلوبي لايفلي. روائية إنجليزية، وُلدت بالقاهرة عام 1933. درست في جامعة أكسفورد، وحققت نجاحها الأدبي الأول في مجال أدب الأطفال، ثم رواية مون تايجر التي حصلت على المان بوكر ثم رُشحت للمان بوكر الذهبية. لها مذكرات عن طفولتها في مصر في كتاب باسم: أشجار الدفلى والجاكاراندا.. رصد لذكريات الطفولة. ونشرت عدة أعمال، أهمها: الطريق إلى ليتشفيلد، وتبعاً لمارك، وكلاهما ترشحا للبوكر.

عن الكتاب:

“أنا أكتب تاريخ العالم”. هكذا تبدأ روايتنا مون تايجر. رواية تحكي التاريخ عن طريق سرد تاريخ كلوديا. حكاية تاريخ العالم عن طريق امرأة لتعيد مكانة الفرد، إن لم تنتم للكل، فهي لا تنتمي لشيء.

بأصوات عدة تخرج رواية تحكي عن كلوديا المؤرخة، عائلتها وحياتها، عن سنوات الحرب العالمية، وسرد لأثر الحرب وما بعد الحرب على العالم، على مصر التي عاشت فيها فترة الطفولة، مصر التي تمثل الجانب الشرقي. نجد أعراقاً وأقلياتٍ في الرواية لتنتصر لهم كلوديا، وتبتعد بانتصارها لهم في التاريخ إلى العهد الفرعوني، حيث نجد ملكاً في إِشارة لقتله لألوف البشر، كانت هي تنظر لهذه اللحظة بعين الناقد. تنظر للتاريخ الاسباني، لتاريخ الحروب، وللحرب العالمية وما خلفته من آثار مدمرة.

ترسم بينلوبي بنية روائية معقدة، تختلط فيها الأشياء، حيث علاقة الفرد والكل واضحة، تختار أن تنتصر للفرد وترفض اختزاله في الجموع. تتحرك في وصفها لكلوديا السيدة الجميلة العنيدة، التي فقدت حبيبها وتزوجت من شخص أرستقراطي ناجح، أنجبت في النهاية إليسا، وكانت هذه العلاقة فاشلة. كانت تعد نفسها أماً فاشلة. نعيش علاقتها بأخيها والشجارات الدائمة بينهما، حيث يوضع مفهوم التاريخ وأحداثاً عديدة تحت المجهر. نرى هنا وجهات مختلفة للتاريخ ولنظرياته. نرى سيدة ترى نقيضها وما يكملها في أخيها، وبأن الموت هو الوسيلة التي يكتمل بها الجميع، وتكتمل بها الذكريات.

تسرد كلوديا في روياتها تاريخ العالم، وهي ترقد على فراش مرض السرطان في عقدها السابع. الشعور بالنهاية تقترب، تبدأ هنا باستحضار ماضيها وماضي الأحداث التي عاشتها. ماضي جسدها الذي عاشر، أنجب وأصيب عدة مرات. الجسد الذي يحوي بدوره تاريخاً أكثر غموضاً.

ترينا الرواية مصر وطبيعتها، لكننا لا نرى أي شخصيات مصرية، ولا تهتم فيها بجانب الأقليات، لكنها تشير للعلاقة الجافة والمتعالية من قبل البريطانيين والفرنسيين في معاملتهم. ترى كلوديا بأن المصريين لا يعتبرون الحرب سوى تلك مع إسرائيل، وأن العدوان لا يعد لهم شيئا بتلك الأهمية. نخوض في علاقتها الفريدة مع توم، ويلات الحرب التي حلت عليه وعلى علاقتهما ليحيا في ذهنها أبداً وإن قبع تحت التراب.

توضع مصر كخلفية أحداث في تلك الفترة، لكنها تكتسب معانٍ مختلفة مع ارتباط كلوديا بما حدث لتوم هناك. يتغير مفهوم المكان لديها وتتضح معانٍ أخرى، حتى يبرز كأنه شخصية مستقلة لها دور ومكانة صارخة. لا يوجد تسلسل زمني في رأس كلوديا. الحرب نفسها التي نالت من والديها لا تكف عن السلب. يظهر أيضاً مفهوم اللغة وكيف قد تخون الكلمات حين لا يمكننا التعبير عن شيء ما أمامنا. كما يبرز مفهوم الأمومة والحب بشكل مغاير.

لعل الرواية تمتليء بالعديد من المفاهيم ولها بنية صعبة، لكنها ممتعة، كوننا نرى بنية مختلفة لكل شخصية. بنية معقدة، تجعلنا نشعر بأنهم جالسون معنا، وهنا تكمن متعة العمل، فنحن نغرق في صخب الشخصيات والأحداث، بل صخب التاريخ، نشعر بأنهم شخصيات معنا على مقهى يحدثوننا عن حياتهم وزمن غائب. نرى علاقة الفرد وضياع الأحلام، بل حتى رسم المستقبل والرغبة في التغيير، التاريخ، الحب والأمومة. نلمس عشرات المفاهيم التي تختلط كعجين مشكلة تلك الرواية.

تدقيق لغوي: حفصة بوزكري

كاتب

الصورة الافتراضية
Marwan Mohamed Hamed
المقالات: 0

اترك ردّاً