The Haunting of Hill House أكثر من مجرد مسلسل رعب.

ذا هانتينغ أوف هيل هاوس هو مسلسل رعب من إنتاج نتفلكس، مستلهم من رواية للكاتبة شيرلي جاكسون Shirley Jackson، نُشرت عام 1959 (قد تكون على معرفة بواحدة من قصصها ال200 المشهورة، اليانصيب)، كتب المسلسل وأخرجه صانع أفلام الرعب مايك فلانغان Mike Flanagan. من على السطح نرى أن المسلسل يرتكز حول منزل مسكون وعائلة سيئة الحظ يحدث وأن تعيش فيه، لكن المسلسل يمتد إلى ما وراء الماضي المضطرب إلى الحاضر المشحون بالقلق، متعاملًا مع عواطفَ غالباً ما تكون أفلامُ الرعب خجولةً من التعامل معها.

إن مسلسل هيل هاوس مرعب كما تكون الأفلام التي تدور حول الأماكن المسكونة بالأشباح عادةً، مليئ بمفاجأت مرعبة وصراعات في ظلمة الليل، لكنه أيضاً نابع من القلب ومثير للمشاعر. ينطوي على حزن وعاطفية أكثر عمقاً من غالبية أفلام الأشباح، كما يضم ممثلين قاموا بأداء عظيم وفيلموغرافيا مبهرة، وتكبيرات بطيئة للمشاهد تجعلك في حالة من الانسجام مع كل ما يقوله الممثل، أيًّا كان.

في صيف عام 1992، ينتقل الوالدان أوليفا (كارلو جوغينو) وهوغ كرين (هنري توماس) إلى منزل، مكلَّفيْن بإصلاحه مع أولادهم الخمسة. وهذا المنزل هو هيل هاوس، ملكية ضخمة مسكونة بالأشباح يرفض آل ديدلي، الذين كانوا يعملون لدى العائلة المالكة قديماً، البقاء فيه بعد حلول الظلام.

ما يميز هذا المسلسل هو خط سير الحبكة الذي ينتقل بين الأماكن والأزمنة، وبالتالي يربط بين مشاهد من صدمات الأخوة في الطفولة في منزل هيل هاوس ومشاهد من الوقت الحاضر، ومن خلال هذا الترابط، بربط عقودا متفرقة من الزمن، بهذا يوصل فلانغان رسالته الأولى حول تأثير الصدمة.

القصة هي تحليل للتأثير الدائم الذي تلقي به الصدمات على حياة الأفراد، كما هو معبر عنه بوضوح عبر الحياة التي يعيشها كلٌّ منهم بعد الرعب الذي خبروه في طفولتهم: إحدى الأخوات هي طبيبة نفسية، بينما تملك الأُخرى مشرحة وتتزوج الثالثة من أخصائي النوم الذي تلتقيه أثناء بحثها عن علاج للكوابيس وشلل النوم الذي تتعرض له، يدمن الآخر على الهيروين، أما الأكبر فيكتب قصص أشباح، بينما صدماتهم من منزل هيل هاوس تؤثر على علاقاتهم، يبقى السؤال المحوري المعقد: هل هم مسكونون فعلاً بالأشباح، أم أنهم، كما يحتج بعضهم، مجرد مرضى، مختلين عقليّا، ميالين إلى الهلوسة؟

إن فكرة الأشباح المهيمنة على منزل هيل هاوس أقل حرفية مما تبدو، على خلاف معظم الأفلام من هذا القبيل وهو ما يجعله أكثر تأثيرا، ويجعل الرعب فيه أكثر واقعية. فالشبح قد يكون ذاك الشعور الدائم بالذنب أو الخوف أو الكراهية، أو الفقدان الذي يسيطر على حياة الأفراد كنتيجة لتجارب طفولتهم.

كما يركز على الصًراعات النفسية التي تشكل شخصية كلٍّ من الإخوة: فهنالك ستيفن (مايكل هويسمان) المشكّك، شيرلي (إليزابيث ريزر) ذات المزاج الحاد، ثيودورا (كيت سييغيل) العصبية، إيلينورا (فكتوريا بيدريت) اللطيفة ولوك (أوليفر جاكسون-كوهين) الخائف. يكرهون ويحبون ويؤلمون ولا يتحدثون إلى بعضهم البعض، عائلة حقيقية جدا مليئة بالحيوية يسيطر عليها ماهو خارق للطبيعة وخارج عن المألوف.

بينما يكمن عامل الخوف في المفاجآت المرعبة بين الحين والآخر، فإن هيل هاوس يتغلب عليك عندما تكون منغمسًا في توترات العائلة حتى تنسى أمر الرعب الذي شجعك على رؤية المسلسل في المقام الأول. مشاهد أفراد العائلة وهم يصرخون ويتجادلون مع بعضهم البعض -كيف أمكنها فعل ذلك؟ لماذا قال ذلك – ثم فجأة صوت حاد لآلة كمان وشخص ميت يظهر من حيث لا نتوقع.

وفي خضم كل تلك التوترات والصراعات العائلية، فإن هيل هاوس ليس مجرد مسلسل مرعب، إنه تحفة تراجيدية، حيث لحظات من المأساة الحقيقية والحنان والعطف تعزف على أوتار القلب، وبالتالي يملأ المسلسل تلك الفجوة العاطفية التي غالباً ما تخلقها أفلام الرعب بين المشاهد والقصة. نعم، إنه حول الأشباح، وحول الصدمة، لكنه أيضاً حول الحب. ولد هذا المسلسل من رحم الحب العائلي. وخاصّةً، رغبة الوالدين في الحفاظ على أطفالهم بأمان من العالم الخارجي المليء بالشرور.

إنه مسلسل مرعب، محزن، وأحياناً مفرح. الأمر الذي يمنحنا شعورا بالواقعية والانتماء بغض النظر عن كونه مرتكزا على الخوارق. في المشاهد النهائية قدمت الشخصيات ما هو أعظم وأكثر واقعية من مجرد كونهم ضحايا للأشباح: كانوا ناجين من صدمة كامنة، وربما خالقين أملاً للعديد منا اليوم.

المصدر

تدقيق لغوي: كرنيف ربيحة.

كاتب

الصورة الافتراضية
Samah Salah
المقالات: 0

اترك ردّاً