بطاقة فنية للكتاب:
اسم الكتاب: The Outer Limits of Reason – what Science,Mathematics, and logic cannot Tell us.
بالعربية: الحدود القصوى للتفكير/ الإدراك: ما لا يمكن للعلم، الرياضيات والمنطق أن يخبرنا.
اسم الكاتب: نايسون س. يانوفسكي – Noson S. Yanofsky
عدد الصفحات: 428
سنة النشر: 2013
دار النَّشر: MIT Press
عن الكاتب:
للقراءة عن المؤلِّف: هنا أو هنا
عن الكتاب:
لو رأى أغلبنا عنوانا كهذا لتم تجاهله، فأغلبنا يعتقد أن العقل البشري بصفة عامة والعلم بصفة خاصة يستطيعان إجابتنا على أغلب الأسئلة الكونية المتعلقة بالماديات –بصفتها ما يتم معالجته من قبل العلم-، غير أن هذا الكتاب كفيل بتحطيم تلك الآمال والأحلام التي فحواها أن ما يحتاجه البشر هو الوقت والوسائل فقط.
الأمر ليس بتلك البساطة حسب رأي الكاتب، وقد يدرك القارئ ذلك تماما بعد إنهاء أول فصل بعد مقدمة الكاتب، أين سيعرض فيه أستاذ علوم الحاسوب-Computer science في جامعة بروكلين بضعة قضايا تكون فيها النتائج تتعارض مع المقدمات أو ما يمسى ب”المفارقة” أو “التناقض”، كل القضايا المذكورة في هذا الفصل هي لغوية وتنتج في الأخير مشاكل منطقية لا يجد العقل البشري سبيلا لتجاوزها أو حلها..
فيما يستعرض الفصل الثاني ألغازا فلسفية تمس الحياة اليومية، طرحت قديما ولا تزال مطروحة ليومنا هذا، أهم القضايا المذكورة في هذا الفصل هي “قضية الهويّة” ثم بعدها الألغاز الفلسفيّة التي تتعلق بالزمان والمكان والتي بدورها تعطي نتائج متناقضة في نهاية المطاف ليغيّر الأسئلة من “ماهي طبيعة الزمان والمكان؟” إلى “هل يمكن تحديد طبيعة الزمان والمكان؟” يتم الانتقال يعدها لجزء فلسفيّ متعلق بالتعريفات والغموض المحيط بها، أين لا يمكن تحديد مفاهيم يومية رغم بساطتها.
الفصل الثالث يتناول موضوع المالانهايات أين يعرض يانوفسكي حالات تبدو متناقضة في المالانهايات والحلول المقترحة من طرف الرياضيين، قد يجده القارئ من أصعب الفصول التي سيقرأها… فيما يمثل الفصلان القادمان مرجعا مهما لعلوم الحاسوب، يستعرض في أولهما مسائل لا تستطيع الحواسيب إكمالها في مدة معتبرة من الزمن، أما الثاني فيستعرض فيه مسائل لن تستطيع الحواسيب الوصول فيها إلى النتائج أبدا. من أمتع الفصول في الكتاب ،حسب رأيي، الشرح كان واضحا وبسيطا لدرجة أن علم الحاسوب حينها يبدو كأنك تقرأ أحداث رواية.
الفصل الذي بعده قد يكون هو الأفضل لمحبي العلم تحت عنوان “حدود العلم” يقدم فيه الكاتب شروحا فيزيائية تبدأ من الميكانيك الكلاسيكية ثم الكوانتم والنسبية في نهاية المطاف، يشرح بضعة مسائل ومشاكل فيزيائية متعلقة بالكلاسيكية تبدو بسيطة في ظاهرها غير أن الوصول لنتائجها كان ولا يزال شبه مستحيل، الفصل المتعلق بميكانيكا الكم سيجيب على كل الأسئلة التي قد نطرحها حول مبدأ الريبية والتراكب الكمّي ليمحو كل أثر شك حول صحة ما قدمته الرياضيات والتجارب في الكم.
الجزء الأخير من هذا الفصل يتحدث عن النسبية بشقّيها ويشرح أساسيّاتها التي يجدها الكثيرون في الوهلة الأولى غير مقنعة (كحدود سرعة الضوء مثلا)، هذا الفصل غنيّ بالمعلومات والمصطلحات الجيّدة وكذا الشروحات البسيطة التي يستطيع الجميع استيعابها باختلاف درجات علمهم، وخاصة المتعلقة بميكانيك الكم.
الفصل قبل الأخير يمثل مقدمة مهمة لفلسفة العلم الحديثة وأهم أسسها، يستعرض فيه أولا منعرجات تاريخية مهمة في فلسفة المعرفة “الابستمولوجيا” وخاصة المشاكل الاستقرائية برعاية ديفيد هيوم لينتقل تدريجيا نحو كارل بوبر أحد أكثر المؤثرين في فلسفة العلم، يطرح في النهاية أسئلة حول منهج بوبر العلمي، وهل نستطيع في يوم ما الوصول لحقيقة باستعمال منهج بوبر، وكيف سنعرف أنها الحقيقة أم لا؟
شمل هذا الفصل أيضا حديثا عن الرياضيات وعلاقتها بالعلم (هذه الفقرة من أهم الفقرات بالكتاب) ويرفقها بأمثلة عديدة أين توجد اكتشافات فيزيائية تقابلها معادلات رياضية سابقة لها تاريخيا.. يختتم هذا الفصل بطرح أسئلة حول الكون، وهي أسئلة تبدو وجودية في ظاهرها لكنها تناقش في الكتاب بطريقة فلسفية-علمية جيدة وممتعة، هذا الفصل هو أطول فصل في الكتاب والأغنى بالمعلومات أيضا.
أخيرا وليس آخرا، موضوع العوائق الرياضيّة، وفي هذا الفصل يحاول الكاتب أن يهدم بالاستعانة بـ” غودل” كل ما ينص على أن الرياضيات علم مطلق أو علم كامل صحيح، براهين غودل التي نجحت في اثبات استحالة البرهان على الرياضيات كعلم كامل كانت أهم ما ذكر في هذا الفصل، بدون نسيان مشاكل وأمثلة رياضية تاريخيّة تمثل تطور الرياضيات عبر كامل التاريخ، الفصل هنا يناقش مبادئ الرياضيات وتعريفاتها واستحالاتها وسيجده كل محب للرياضيات مهما جدا.
ما ينقص في الكتاب: غياب الشرح للكثير من النظريات التي استند عليها الكاتب في تفسيراته، غير أنها متوفرة على النت بشكل كبير.
ملاحظة: الكتاب غير متوفر باللغة العربية -على الأقل حتى هذه اللحظة، لا ندري إن كان هناك مشروع لترجمة الكتاب-.
إعداد: إدريس قوادري بوجلطية
تدقيق ومراجعة: عمر دريوش