بطاقة فنية عن الكتاب:
اسم الكتاب: فلسفة العلم فى القرن العشرين: الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية.
اسم الكاتب: د.يُمنى طريف الخولي.
دار النشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت عام 2000م، والهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2009م.
التصنيف: إبستمولوجيا، فلسفة العلم.
عن الكاتب:
د.يمنى طريف الخولي (1955- ) أستاذ فلسفة العلوم والرئيس الأسبق لقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة. أسهمت في نشر الثقافة العلمية وأصول التفكير العلمي والعقلاني بالعشرات من الكتب والترجمات والمقالات والمحاضرات العامة.
عن الكتاب:
“ظاهرة العلم أخطر ظواهر الحضارة الإنسانية وأكثرها تمثيلا لحضور الإنسان فى هذا الكون. ولئن يمثل العلم الحديث مرحلة شديدة التميز من مراحل تطور العلم والعقل والحضارة إجمالا، فإن القرن العشرين أتى فى إثرها ليضاعف مردودات العلم بمعدلات غير مسبوقة، وبات العلم العامل الحاسم فى تشكيل العقل والواقع، ومن ثم باتت فلسفة العلم أهم فروع الفلسفة فى القرن العشرين، والمعبرة عن روحه العامة وطبيعة المد العقلى فيه وحواراته العميقة التى يتلاقى فيها الرأى بالرأى الآخر.” وبهذا تقدِّم المؤلفة واحدا من أهم كتب فلسفة العلم باللغة العربية.
يحاول الكتاب طرح إجابة متكاملة عن السؤال: “كيف تَسلَّم القرن العشرون فلسفة العلم؟ وكيف تطورت على مداره؟ وكيف سَلَّمها إلى القرن الحادي والعشرين؟”، فيستعرض الكتاب مراحل تطور العلم ومشكلاته على مر العصور، فيصف البدايات الأنثروبولوجية للعلم، وتطوره عبر الحضارات القديمة حتى وصل إلى أوروبا، والظروف الحضارية والمعرفية التى أدت إلى ازدهار العلم فى أوروبا، وكيف استقامت فروع العلم المختلفة فى نسق العلم الحديث وتطور فلسفة العلم وارتباطها بتاريخ العلم فى القرن العشرين.
تلخيص الكتاب:
ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول يصف بعضها مراحل تطور العلم أو فلسفته والعلاقة بين فلسفة العلم وتاريخه حتى يتسلمها القرن العشرين ثم مراحل تطور فلسفة العلم وارتباطها بتاريخه فى القرن العشرين.
الفصل الأول: العلم بين فلسفته وتاريخه. يصف الفصل الأول من الكتاب العلاقة المتوترة بين فلسفة العلم وتاريخه والأسباب التى أدت إلى هذة العلاقة، وأهم هذة الأسباب سيطرة الحتمية العلمية الشاملة -نتيجة للفيزياء النيوتونية- وانبثاق الحتمية الاجتماعية والتاريخيه منها والتي أدت إلى النظر إلى المراحل المنقضية من تقدم العقل البشري على أنها سجل لإزاحة الجهل، لن يضيف إلى إبستمولوجيا العلم جديدا. ثم تستعرض أصول تاريخ العلم، وتعرض آراء إثنين من أبرز مؤرخي العلم فى القرن العشرين وهما ج.ج. كراوثر و ج.د. برنال، وأخيرا يتناول الكتاب العلم عبر الحضارات فيذكر مراحل تطور العلم عبر الحضارة الفرعونية وبلاد الرافدين والإغريق وعند العرب.
الفصل الثاني: العلم الحديث. يدور الفصل الثاني من الكتاب عن نسق وإبستمولوجيا العلم الحديث، فيبدأ بعرض فلسفة فرانسيس بيكون وكيف جسَّد بيكون منهج العلم الحديث وتجريبيته فى كتابه “الأورجانون الجديد“، فاعتبر الأب الشرعي للحركة العلمية الحديثة على الرغم من أنه لم يكن عالما، ولم يعترف بالإنجازات العلمية فى عصره، ولم يستفد من كتاباته أي من العلماء الذين صنعوا حركة العلم الحديث!.
ثم ينتقل الكتاب إلى نسق العلم الحديث وتطوره، فيبدأ بفرضية مركزية الشمس لكوبرنيكوس كنقطة البدء في نسق العلم الحديث، ثم المراحل التي مر بها نسق العلم على يد جاليليو ونيوتن وأنطوان لافوازييه وكونت وغيرهم.
ثم ننتقل إلى إبستمولوجيا العلم الحديث -نظرته إلى طبيعة المعرفة العلمية ومسلماتها وأهدافها-، وقد كانت إبستمولوجيا العلم ترتكز على مبدأ الحتمية المطلقة والذي دعمته الفيزياء الكلاسيكية، فأصبح العلم يقينيا والغرض منه التوصل إلى القوانين التي يمكنها التنبؤ يقينا بما سيحدث فى المستقبل، وينتقل الكتاب إلى أزمة الفيزياء الكلاسيكية وكيف أنها أدت إلى سقوط الحتمية الكونية أو الميكانيكية وأصبح العلم يعترف بالمصادفة!.
الفصل الثالث: فلسفة العلم الحديث الكلاسيكي. يستكمل هذا الفصل مراحل تطور فلسفة العلم. فيعرض ظهور رواد التجريبية كديفيد هيوم وجون ستيوارت مل. ثم سيطرة النزعة الاستقرائية، ومن ثم بروز مشكلة الاستقراء والصراع بين مؤيدي الفرض ومعارضيه. وأخيراالانتهاء بانتصار الفرض ويختتم الفصل بمقولة ستيفن هوكنج: “لم أسمع عن أي نظرية كبرى قد طُرحت على أساس من التجربة فقط، فالنظرية هي التى تطرح أولا”.
الفصل الرابع: ثورة الفيزياء الكبرى. يعرض نَظرتَي الكوانتم والنسبية وما سَببتهُما من تهاوي لمبادئ الفيزياء الكلاسيكية كالحتمية والعلية، وتطور الرياضيات وظهور نسق الهندسة اللا إقليدية ويظهر كيف أثرت الرياضيات وتأثرت بثورة الكوانتم.
الفصل الخامس: التجريبية أصبحت منطقية. يوضح الفرق بين المادية التجريبية -وأحيانا المتطرفة- والمثالية العقلية، ثم ينتقل إلى تاريخ المنطق، ونشأة وازدهار المنطق الرياضي والفلسفة التحليلية ودور برتراند رسل فيهما. ثم قيام الوضعية المنطقية من التيار التحليلي وسيطرتها على الفلسفة العلمية حتى ظهور الأداتية التى خلطت بين العلم والتكنولوجيا فانتزعت الدلالة الأنطولوجية -الوجودية- عن العلم.
الفصل السادس: منطق التبرير إلى منطق التقدم. يأتي الفيلسوف الفذ كارل بوبر فينقل فلسفة العلم من منطق التبرير المعرفة العلمية إلى منطق التقدم. عند بوبر لم يعد هناك داعٍ لتبرير المعرفة العلمية أو وضع مبررات لنجاح العلم، بل كانت فلسفته فلسفة منهج، فتستند فلسفة بوبر بأسرها إلى إمكانية اختبار وتكذيب الفروض العلمية وبالتالى اكتشاف الاخطاء وتصويبها, والاقتراب أكثر من الصدق, وإن لم يكن هناك يقين. وبواسطة القابلية للتكذيب لم يعد التحليل النفسى لفرويد وعلم النفس الفردي لآدلر علوما. ومع بوبر سقط الاستقراء كما سقطت الوضعية المنطقية والأداتية. وأصبح الفرض هو الخطوة الأولى فى منهجية العلم.
الفصل السابع: فلسفة العلم والوعي بتاريخه. يعرض الفصل بعض المدارس التى أهملت تاريخ العلم، ثم يبرز آراء الفلاسفة حول ثورية العلم، هل العلم تراكمي أم ثوري؟.
ثم يعرض آراء ثلاثة من أكبر فلاسفة العلم فى القرن العشرين نتيجة لفلسفة بوبر, وهما توماس كون والذي مثل حلول الوعي التاريخي فى صلب فلسفة العلم، ثم إمري لاكاتوش وكان ذروة الوعي التاريخي، وأخيرا فيير آبند ونسبويته.
ملاحظات:
“بعد أن لفت هيزنبرج الأنظار إلى تأثير الأجهزة المعملية فى الظواهر المرصودة”،”وهكذا لم يعد من الممكن إغفال أثر أدوات القياس والرصد والتجريب فى الظواهر موضوع الدراسة -كنتيجة لمبدأ اللاتعين”. يبدو من هذة العبارات أن معنى مبدأ اللاتعين أو الشك مختلط فى الكتاب بعدم كفاءة أجهزة القياس أو تأثير المراقب!.
مبدأ الشك أو اللاتعين غير مرتبط بعدم كفاءة أجهزة القياس أو تداخل أجهزة القياس مع النظام الجارى قياسه، ولكنه نتيجة للطبيعة الكمية للمادة.
وأخيرا بالرغم من وجود بعض التفاصيل وأحيانا الفقرات التى لا تقدم الكثير لهدف الكتاب، وبالرغم من عدم سهولة أسلوب الكتاب التى قد تحتاج إلى بذل بعض الجهد، وأن الكاتبة ذكرت فى غير موضع آراء شخصية غير جديرة بمحتوى الكتاب، إلا أن النتائج مجزية، فالكتاب غني بمعلوماته الوفيرة عن فلسفة العلم وتاريخه ومراحل تطورهما، وهو أفضل بداية فى فلسفة العلم.
إعداد: عبد الحميد يوسف
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي.