بطاقة فنية عن الكتاب:
اسم الكتاب: ليون الافريقي – leon l’africain
اسم الكاتب: أمين معلوف
عدد الصفحات: 451
الترجمة: عفيف دمشقية
سنة النشر باللغة الفرنسية : 1986 أما النسخة العربية سنة 1997 لدار الفارابي
عن الكاتب:
أمين معلوف صحفي و روائي لبناني الأصل ولد سنة 1949، يقدِّم انتجاه الأدبي باللغة الفرنسية، يبني مؤلفاته على وقائع تاريخية فعلية ويضيف عليها لمسته من الفانتازيا، يتميَّز باجتهاده في بناء جو مليء بالأحداث، الافكار، الفلسفة و الثقافة. يركز في كتاباته على منطقة الشرق الأوسط، افريقيا و حوض البحر الابيض المتوسط، تعتبر رواياته رحلة عبر الزمن في العالم القديم .
من مؤلفاته: الحروب الصليبية كما رآها العرب، ليون الافريقي، سمرقند، حدائق النور، القرن الأول بعد بياتريس والتائهون .
عن الرواية:
تدور الأحداث ما بين سنة 1488 الى غاية 1527 و تبدأ من الأندلس حيث وُلد ليون الافريقي وتنتهي على سفينة مُبحِرة إلى تونس عائدة من روما .
يستهل الكاتب روايته على لسان بطلها الرحالة:” أنا حسن بن محمد الوازن، يوحنا-ليون دومديتشي،ختنت بيد مزين وعمدت بيد أحد البابوات، وأدعى اليوم “الافريقي”: ولكنني لست من افريقية ولا من أوروبة ولا من بلاد العرب. وأُعرف أيضا بالغرناطي والفاسي والزيَّاني، ولكنني لم أَصدر عن أيِّ بلدٍ ولا عن أيِّ مدينة، ولا عن أيِّ قبيلة. فأنا ابن السبيل، وطني هو القافلة وحياتي هي أقل الرحلات توقعا….. دغدغات الحرير واهانات الصوف، ذهب الأمراء وأغلال العبيد. وأزاحت أصابعي آلاف الحجب ولونت شفتاي بحمرة الخجل آلاف العذارى، وشهدت عيناي احتضار مدن وفناء امبراطوريات.
ولسوف تسمع في فمي العربية والتركية والقشتالية والبربرية والعبرية واللاتينية والعامية الايطالية لأنَّ جميع اللغات وكل الصلوات ملك يدي، ولكنني لا أنتمي الى أيٍّ منها. فأنا لله وللتراب، واليهما راجع في يوم قريب.
وستبقى بعدي يا ولدي، وستحمل ذكراي، وستقرأ كتبي. وعندها سترى هذا المشهد: أبوك في زي أهل نابولي على متن هذه السفينة التي تعيده إلى الشاطئ الافريقي وهو منهمك في الكتابة وكأنَّه تاجر يعد لائحة حساباته في نهاية رحلة بحرية طويلة. ”
للوهلة الأولى قد يبدو الكتاب سيرة ذاتية إلا أنَّه يجب التنويه أنَّ أمين معلوف صرّح بأنَّه قام بأبحاث معمقة حول شخصية حسن الوزان (مؤلف مجلدات تصف افريقيا باللغة الايطالية) و عند اكتمال الحقائق قام بملئ فراغات حياة هذه الشخصية المجهولة من مخيلته.
قُسِّمت الرواية الى أربعة كتب : كتاب الأندلس، كتاب فاس، كتاب القاهرة و أخيرا كتاب روما، قسِم كل كتاب الى سنوات معنونة على حسب ما ميَّز تلك السنة من أحداث و شخصيات .
ما يجذب القارئ هو التشويق في أسلوب الطرح، فتبقى في فضول دائم، ماذا سيفعل الوزان، الى أين تذهب به القافلة، حياة مليئة بالمغامرة، الثقافة، الترحال في افريقيا القديمة الغنية المفعمة بالحياة، الصراعات، الثراء، العادات والثقافات الجملية.
يشهد الرحالة أهم الأحداث التاريخية بالمنطقة على مدار 40 سنة حيث يُظهِر الكاتب الصراعات الدائمة التي تعيشها المنطقة بين المسلمين , العرب و القبائل. كما يشهد القارئ على حياة ليون الافريقي العجيبة حيث تتداول عليه الأيام من تاجر غني الى عبد عند البابا ليون العاشر .
رغم المعاناة و الماآسي التي يُعايشها البطل والشخصيات التي ساهمت في تشكيل كيانه إلا أنَّ ميول الكاتب نحو جعل الوزان في صورة الانسان العالمي المتسامح الذي يترك بسهولة كل ما وراءه وينطلق نحو بناء جديد في بلد آخر تجعلك تشعر بانسلاخ شخصيته وذوبانها الدائم كما لو أنَّه بدون هويَّة وهذا ما جعله يعيش حياة البحث و الترحال.
إنَّها رواية متميزة، تستشعر من خلالها مهارة الروائي، حسَّه المفكر و بحثه عن الحقيقة، ستدفعك الى الاعجاب بافريقيا الغنية و الأهم الى أن تحاول حل لغز هوية حسن الوزان الفريدة .
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي