بطاقة فنيَّة عن الكتاب:
العنوان: وحدها شجرة الرمان
تأليف: سنان أنطوان
النوع: رواية
عدد الصفحات: 280
دار النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
سنة النشر: 2013
الرقم الدولي للكتاب: 9789953363394
عن الكاتب:
روائي وشاعر عراقي، ولد عام 1967م في بغداد، وهو أستاذ مساعد للأدب العربي في جامعة نيويورك، له عدة روايات ودواوين شعرية، وله تجارب إخراجية أيضاً.
عن الرواية:
عند عتبة العنوان في رواية سنان أنطوان، ربما يأتي السؤال: “لمَ وحدها شجرة الرمان؟“، لم هذا العنوان ولم شجرة الرمان بالذات؟
ومع تتابع أحداث الرواية سنعرف أنّ هذهِ الشجرة ستكون أحد أجزاء “مغسل الأموات” الذي يعمل بهِ والد بطل الرواية وسارد أحداثها: “جواد” الذي حاول الهروب مراراً وتكراراً من مهنة أبيه القاسية.
من خلال حياة “جواد” وصراعه مع قدره المحتوم، تُسلط الرواية الضوء على جزء من تاريخ العراق المعاصر امتداداً من حرب الثمانينيات مع إيران ومروراً بحربِ الخليج واجتياح الكويت، وصولاً إلى الحرب الطائفية في العراق، حيث يفتح جواد عينه في مطلع شبابه على فقدان أخيه في الحرب مع إيران، وقبلها يفتح عينه ليجد نفسه ابناً لرجلٍ يمتهن “غسل الأموات” ويحاول توريث مهنته لابنه.
يحاول جواد الهروب من الموت إلى الحياة من خلال الفن، يحترف الرسم، ويُغرم بالنحت ويختصّ به، ثم تدفعه الحياة وظروفها إلى صبغ الجدران واستخدام الألوان عليها بدلاً من اللوحات، ثم غسل أجساد البشر “تماثيل الآلهة ” التي تتحطم بدلاً من نحت التماثيل بيده، وفي خضم كل هذا تكون شجرة الرمان هي الشاهد الوحيد على رحلته.
يوظف الروائي “الحُلم” في الرواية بشكلٍ مُكثف، يدخل الحُلم على المشهد فيفاجئ القارئ ليضيف لمحة عن الصراع النفسي الذي يعيشه البطل، إضافة مفاجئة وصادمة لكنها تُضيف عنصر التشويق للأحداث وتغنيها بنوع من الفنتازيا أيضاً، يتداخل الحُلم مع شخصيات أخرى كشخصية “الفرطوسي” أو الُحلم الذي التجأت بسببه “غيداء” إلى أحضان “جواد” تلك الشابة التي أحبته لكنه كان غارقاً بقيود لا حصر لها، وقد أصبح بعد كل ما مرّ به رجلاً لا يستطيع الحب ليصبح قلبه: “ثقب يتسلل منه الآخرون” كما جاء على لسانه.
يبحث الروائي الكثير من القضايا السياسية في خضم حياة الشخصية الرئيسية والشخصيات الثانوية في الرواية، وينجح في الربط بينهما: الحرب وتبعاتها، إهمال المواقع الأثرية، انتشار الامراض السرطانية وربطها بشبهة استخدام السلاح الكيميائي في العراق، الحريات المفقودة، والانعزال التكنولوجي عن العالم في فترة حكم حزب البعث، الطائفية وضلالها المقيتة، أساليب الموت المختلفة وأسبابه، وغيرها من الأحداث التي يعرضها الكاتب بشكل عابر أو مكثف خلال الرواية.
يسيطر ضمير المتكلم في سرد أحداث الرواية على لسان “جواد”، ولا يشكل الحوار جزءاً كبيراً من تشكيل الحدث فنحن نرى كل شيء من خلال عين واحدة وهي عين بطل الرواية، أما الجانب الديني فيمر عليه الكاتب بشكل استثنائي، ابتداءً بالإيمان التقليدي، أو الفاتر، أو الذي تتخلّله الشكوك.
بالنهاية وعلى الرغم من كل الأحداث سنكتشف أن الرواية لا تسلط الضوء على حياة استثنائية، وإنما هي حياة إنسان طبيعي في ظروف استثنائية حاول أن يسير بعكس اتجاه الموت لكنّ الأخير ينجح دائماً بتطويعه وإعادته إلى دربه.
تدقيق لغوي: آية الشاعر