بطاقة فنية عن الكتاب:
عنوان الكتاب: إبليس
المؤلِف: عباس محمود العقاد
الناشر: دار المجدد للنشر و التوزيع
سنة النشر: 2016
عن المؤلِف:
عباس محمود العقاد (1889 – 1964)
كاتب ومفكر مصري يلقب بعملاق الفكر العربي، أحد رواد المدرسة الرومنسية الجديدة من أبرز أعماله الفكرية: سلسلة العبقريات، أفيون الشعوب، الديوان.
عن الكتاب:
“يوم عرف الإنسان الشيطان كانت فاتحة خير..
وهي كلمة رائقة معجبة تروع المسامع، وتستحق في بعض الأذواق أن تقال، ولو تسامح القائلون والسامعون في بعض الحقيقة طلباً لبلاغة المجاز، ولكنها في الواقع هي الحقيقة في بساطتها الصادقة التي لا مجاز في لفظها ولا معناها ولا تسامح في مدلولها عند سامعٍ ولا قائِل، بل هي من قبيل الحقائق الرياضية التي تثبت بكل برهان وتقوم الشواهد عليها في كل مكان.”
هكذا كانت العقائد البدائية كما ذكرها العقاد في كتابه، غياب تام لاصطلاح الخير والشر، كل ما عُرف هو الضرر والنفع فما يصيب بالضرر الآن قد يصيب بالنفع في آن لاحق، والاختلاف بين الشر والضرر بعيد كما يقول الكاتب: “فالشر لا يصدر منه خير بإرادته ولكن الضرر قد يصيب أُناسًا ولا يصيب آخرين وقد يأتي من عمل، ولا يأتي من عملٍ غيره، وقد يكون الضّار بهذا نافعا بذاك.” إلى أن تقررت المقاييس الإلهية في الأخلاق والأعمال، وتقررت حينئذ المقاييس الشيطانية، وحددت معالم لشخصية الشر (شخصية الشيطان) عندها صار للأخلاق ميزانٌ يكون معيارًا للتمييز، فظهرت العقائد التثنوية وصيّرت للعالم إلهين: إله للخير (هو إله النور)، و إله للشر (هو إله الظلام)، وبرز الشيطان كشخصية سائدة لهذا الأخير.
يحكي العقاد قصة الشيطَنة، وتاريخ الأفعال الصادرة عن الشخصية التي جعلت الإنسان يميز بين النور والظلام، بداية من الأمم الكبرى إلى الشريعة الموسويّة، ثم من الديانات الكتابية إلى عبَدَة الشيطان وحلفائه في العصور المتأخرة.
ويختم كتابه بالحديث عن علاقة الشيطان بالفنون وبالشِّعر خاصة، كما يعرض صورته في الأدب العربي القديم والحديث.
ولعلّ القارئ يتساءل: لماذا اختار العقاد “إبليس” كعنوان للكتاب، بدل اصطلاح “الشيطان” الذي تعج به صفحاته؟
والراجح هو اختلاف تسميات هذه الشخصية بين الديانات وترجمتها بين اللغات؛ فكلمة الشيطان عبرية الأصل، والتسميات الأخرى كبعلزبول، أو عزازيل، أو لوسيفر ورد استخدامها في عدة معاني وتأصلها إلى عدة ديانات كما ذُكر في الكتاب، أما إبليس فهو اسم الشيطان في اللغة العربية.
تدقيق لغوي: آية الشاعر
تعديل الصورة: طارق ناصر