مراجعة رواية في قلبي أنثى عبرية للكاتبة التونسية خولة حمدي


بطاقة فنية عن الكتاب:

العنوان: في قلبي أنثى عبرية.

الكاتبة: خولة حمدي.

عدد الصفحات: 388 صفحة.

دار النشر: دار كيان للنشر والتوزيع

سنة النشر: 2012.

عن الكاتبة:

خولة حمدي كاتبة تونسية من مواليد عام 1984. خارج عالم الأدب هي أستاذة جامعيّة في تقنيّة المعلومات بجامعة الملك سعود بالرّياض، كما أنّها متحصّلة على شهادة الدّكتوراه في “بحوث العمليّات” من جامعة “التكنولوجيا” بمدينة تروا بفرنسا. روائية لها شهرة لدى القرّاء، خاصة بروايتها “في قلبي أنثى عبرية” التي سنتحدث عنها في هذه المراجعة، كما لها مؤلفات أخرى:

  • غربة الياسمين: سنة 2015.
  • أن تبقى: سنة 2016.
  • أين المفرّ: سنة 2017.
  • أحلام الشّباب: سنة 2006، وهي نسخة إلكترونيّة غير رسميّة.

عن الكتاب:

تمّ اقتباس أحداث هذه الرّواية من قصّة حقيقيّة كتبتها صاحبتها في أحد المنتديات فحازت اهتمام الكاتبة وحوّلتها إلى رواية مع بعض التغييرات والإضافات، كما أنّها منحت الشخصيات أسماءََ مغايرة للأسماء الحقيقيّة لتحافظ على خصوصيّتهم.

تستهلّ الكاتبة روايتها بنبذة تاريخيّة عن اليهود في جزيرة جربة التونسيّة، إذ تفيد القارىء تاريخيًا بتعريفه على “يهود جربة” (يهود يتحدثون بالعربية ولديهم معبد خاص بهم ويعيشون كالعرب)، وتعطينا فكرة عن المنحى الذي ستأخذه الأحداث بما أنّها تطرّقت إلى قضية الأقليات الدينيّة في العالم العربيّ، متوافقة مع العنوان الغريب وتصميم الغلاف المثير لحيرة القارئ العربيّ خاصة.

 تبدأ الرواية في أول خط سردي من تونس، بالحديث عن ريما، الطّفلة المسلمة الّتي كفلتها عائلة يهوديّة في جربة بعد وفاة والدتها، وكيف أنّ جايكوب وهو أحد أفرادها تعلّق بها وعاملها كأنّها ابنته الصّغيرة. ولعل أن هذه الشخصيّة لم توفّ حقّها في الرواية، فقد كانت عنصرا مؤثّرا لا يجب أن يتوقف ظهوره بتلك الطريقة.

من تونس تنتقل بنا الكاتبة إلى جنوب لبنان (قانا)، لتحكي في خط سردي ثان عن عائلة تعيش هناك، والرابط المشترك بينها وبين العائلة الأخرى هو الديانة اليهوديّة. أين تحدّثت عن الفتاة اليهوديّة المتديّنة ندى، التي تعيش مع والدتها وأختها وزوج والدتها المسيحيّ.
أضافت الكاتبة جانبا عاطفيّا إلى كل هذا، تمثّل في شخصيّة “أحمد” الذي يكفي اسمه ليشير إلى أنّه مسلم. لترسم لنا صورة المجتمع الذي يحوي ديانات كثيرة، وكيف يتعايش أصحابها وسط هذا الاختلاف.

قد يتجلى إليك الآن أن الكاتبة ربما بالغت -نوعًا ما- في الاختلاف العقائدي في الرواية؛ فهذا عبري وذاك مسلم وذاك مسيحي، وغيره تزوج من الأخرى، كل هذا يسبب ارتباكاً للقاريء، لعل اختلافا عقائديا واحدا فقط كان كافٍ لتخريج رواية مميزة ومعتدلة.

لم تتوقّف خولة عند التعدد الديني فقط، بل أشارت إلى المقاومة اللّبنانيّة في الجنوب ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، وكأنّها حاولت القول بلسان الحال في السرد أنّ الاحتلال الإسرائيليّ أمر، والمجتمع اليهوديّ أمر آخر.

هذا ما يجذب القارئ لمواصلة القراءة، إضافة إلى التشويق الذي نجحت الكاتبة في بنائه بشكل مستمر في الرواية؛ فكانت تعرف أين يجب أن تتوقف الأحداث، وكيف تستفز القارئ بتوقيفه عند ذلك الحد الذي تحتدم فيه الأحداث؛ لذا ليس من الصعب أن تنهي ما يقارب 400 صفحة في وقت وجيز، لأن التشويق الذي يفرضه سردها المتناوب (إزدواجية الأحداث) ما بين ما يحصل في تونس ثم عودتها إلى لبنان لتخلق تساؤلا واحدا: ما العلاقة التي تربط هذه الشخصيات ببعض؟ وما الذي سيحصل لتلتقي؟

استطاعت الكاتبة أن تصوّر حياة غير المسلمين في المجتمع المسلم كمواطنين مندمجين مع عاداته وتقاليده. كما أنّها أشارت إلى المشاكل التي تحصل بسبب التمازج، كالحب بين أفراد من دينين مختلفين، والتشدّد الدّينيّ بمختلف أشكاله.

لكنّها منحت الشّخصيات لمحة ملائكيّة بعض الشّيء تختلف عن النّفس البشريّة في الواقع الحقيقيّ، إضافة إلى وجود بعض الأحداث غير الواقعيّة بعض الشّيء، كسهولة تغيير المعتقد لدى عدد كبير من شخوص الرّواية. إضافة إلى أنّ القارئ سيلتمس بعض الضّعف في البناء اللّغويّ وهو يقرأ كل هذه الأحداث.

سلمى: تبقى الرواية محاولة جيّدة تخدم التقارب بين الأديان في المجتمع العربيّ.
طارق: أعجبتني الرواية، لكن لم تكن بالمستوى المتوقع، أقيمها بأربع نجوم إلا ربع، قرأت من قبل لخولة رواية “أن تبقى” وأجزم أنها أفضل من “في قلبي أنثى عبرية”، خولة وفقت في موضوع الهجرة غير الشرعية أكثر من الاختلاف العقائدي.

إعداد: طارق ناصر وسلمى بوقرعة.
تدقيق لغوي: عمر دريوش.

تعديل الصورة: طارق ناصر.

كاتب

الصورة الافتراضية
طارق ناصر
المقالات: 4