بطاقة فنية عن الكتاب:
العنوان: العطر ( قصة قاتل)
الكاتب : باتريك زوسكيند
الترجمة للعربية : نبيل الحفار
دار النشر : المدى للثقافة و النشر
الطبعة الثالثة : عام 2003 م
عن الكاتب:
هو كاتب روائي ألماني درس التاريخ في جامعة ميونيخ , في الفترة من عام 1968 حتى 1974. عمل بعد ذلك في أعمال وأماكن مختلفة، وكتب عدة قصص قصيرة وسيناريوهات لأفلام سينمائية وكان يفضل العزلة والاختباء من أضواء الشهرة، وكذلك كان يرفض قبول جوائز أدبية كانت تمنح له، مثل جائزة توكان . وفي ليلة العرض الأول لفيلم العطر المأخوذ عن روايته, لم يحضر زوسكيند. في عام 1987 حصل الألماني على جائزة جوتنبرج لصالون الكتاب الفرانكفوني السابع في باريس. وهو يعيش حاليا ما بين ميونيخ و باريس متفرغا للكتابة
مراجعة الكتاب:
رواية مخضبة بالعطور تقحم أنفك في قراءتها و تجعلك تتحسس الروائح من حولك كما لو أنك تكتشف حاسة الشم الخاصة بك لأول مرة، وتعد هذه التحفة الفنية العطرة واحدة من أشهر أعمال باتريك زوسكيند وأهمها على الإطلاق، تروي قصة فتى يتيم بحاسة شمية خارقة يدعى ” جان باتيست غرنوي” ولد في ظروف مربكة وترك لمصيره بين فضلات السمك وأسراب الذباب، بيد أن إغماء والدته وصراخه استثنياه من مقصلة الموت التي حصدت إخوته الأربعة السابقين، وفيما كانت والدته تواجه عقوبة الإعدام بسبب تكرار جرائم القتل في حق أبنائها كان غرنوي ينتقل من مرضعة إلى أخرى ليس بسبب الضيق الذي يثيره نهمه الشديد فقط بل لكونه رضيعا بلا رائحة ! ما يثير ذعرهن و يدفعهن للنفور منه، لينتهي به المطاف إلى مرضعة فاقدة لحاسة الشم ولكل المشاعر الإنسانية التي تغذيها هذه الحاسة، فيكبر غرنوي معها متكيسا على نفسه منزويا بذاته بعيدا عن نفور الكبار والصغار منه بسبب اختلافه، غير أنه امتلك في المقابل حاسة شم خارقة قادرة على تحسس أدق الروائح وتمييزها لتكون بوابته لاكتشاف العالم.
هنا ينطلق غرنوي في رحلة ارتشاف الروائح وتشربها وتخزينها، إذ كان قادرا على شم الروائح حال تذكرها فضلا عن قدرته على مزجها وصناعة مركبات جديدة بخياله فقط مستعينا بذاكرته الشمية الخارقة وحدها. وقد دفعته رغبته في صناعة عطر خاص به يكسبه محبة الناس واحترامهم إلى دخول عالم العطارين لتعلم أساسيات صناعة العطور برهن فيه على نبوغه وتميزه، إلا أن هوسه بالروائح وطرق تحصيلها جعله يقدم على قتل الفتيات العذراوات الحسناوات واستخلاص الروائح من أجسادهن الغضة العطرة متجردا من كل المعايير الأخلاقية، الأمر الذي يشيع الفوضى والخوف في نفوس الأهالي ويقوض أركان البلدة بعد العثور على جثث فتيات عاريات حليقات الرأس .
يقع غرنوي أخيرا في الأسر ويُقرر إعدامه في الساحة العامة غير أن موازين القوى تنقلب تماما وتكشف عن مفاجأة يبدع باتريك زوسكيند في تصويرها في قالب يزخم بالمشاعر المتضاربة التي تطرأ على الجميع وتحيل غرنوي إلى نهاية تراجيدية غير متوقعة.
تدقيق لغوي: سليم قابة.