بطاقة فنية عن الكتاب :
اسم الكتاب: مقارنات الأديان – الديانات القديمة
اسم الكاتب: محمد أبو زهرة
طبعة دار الفكر العربي: 2006
عدد الصفحات: 95 صفحة
عن الكاتب:
محمد أبو زهرة. مفكر وباحث مصري، أحد أبرز علماء القرن العشرين، تدرج في مراتب كلية الحقوق حتى بلغ درجة رئيس قسم الشريعة، كما شارك في إنشاء قسم الشريعة الإسلامية بمعهد الدراسات الإسلامية، ومعهد الدراسات العربية العالي التابع لجامعة الدول العربية، وعمل به مدرسًا ورئيسًا، ثم اختير عضواً لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سنة 1961، وشيخاً في لجان التقنين للمذهبين الحنفي والشافعي.
توفي عام 1974م تاركاً أزيد من ثلاثين مؤلفًا، أبرزها: تاريخ المذاهب الإسلامية، تفسير زهرة التفاسير، مقارنات الأديان، الخطابة وتاريخ الجدل.
عن الكتاب :
إنّ المصريين أشدّ البشر تديّناً، ولا يعرف شعب بلغ في التدين درجتهم فيه، فإنّ صورهم بجملتها تمثل أناسًا يصلّون أمام إله، وكتبهم في الجملة: أسفار عبادة، ونسك.
هيرودوت
خصّ “محمد أبو زهرة” كتابه هذا بالديانات القديمة الباقي بعضها إلى اليوم؛ حيث يعتبر الكتاب خلاصة للمحاضرات التي ألقاها في كلية أصول الدين، ومعهد الدراسات الإسلامية، ومجمل المحاضرات كان عن تاريخ الديانات بشكل عام، فقسّم ما ألقاه إلى قسمين، نظمهما في كتابين: القسم الأول (الديانات القديمة) بمؤلفه هذا، وفي القسم الثاني (النصرانية) بوصفها الحاضر تحت عنوان “محاضرات في النصرانية” (مراجعة الكتاب من هنا ).
تناولت الدراسة بداية الديانة المصرية القديمة، وشدة تدين المجتمع المصري القديم، والنقلا ت الطارئة على الدين نتيجة احتكاك الحضارات ببعضها؛ فينتج التغيير الكلي للدين عبر مراحل وفترات زمنية متعاقبة، فنجد اعتقاد المصريين يتبلور من وجود قوى مسيطرة على العالم إلى تجسيد هذه القوى في عالم منفصل من الآلهة، بداية بالاعتقاد بالثالوث (أوزيريس الأب، وهوروس الابن، وإيزيس الأم)، ثم بتقديس التاسوع: (رع إله الشمس، وسرا إله الهواء، وتيفينيه (الفراغ)، و جيب (الأرض)، وتوت (السماء)، أوزيريس (النيل)، إيزيس (الأرض الخصبة)، سيت (الصحراء)، ونيفتيس (الأرض القاحلة)).
وكذا تقديسهم للحيوانات، فتنفرد كل قبيلة بعبادة حيوان معين لميزات وخوارق يعتقدونها فيه، حتى ينتهي الأمر بتحريم قتل ذاك الحيوان لأن روح الإله تتجسد به؛ فيتخذون له هياكل ورموز، أو ما يسمى الطوطم. حيث انتهج في عرض هذه الديانة على المنهج الوصفي، لينتقل الكاتب بعد ذلك إلى عرض الديانات الأخرى، والتي كانت مغايرة لديانة مصر القديمة، فنجدها تملك كتابا خاصًا وأشخاصًا تنسب إليهم الديانة؛ فالبرهمية تنسب إلى براهما، وأقدم كتبهم الفيدا، والتي ينقسم المعتقدون بها إلى قسمين: عامة، وخاصة. إذ يقولون بهذا الشأن كما جاء على لسان الكاتب: “إنما اختلف اعتقاد الخاص والعام في كل أمة؛ بسبب أن طباع الخاصة تنازع المعقول، وتقصد التحقيق في الأصول، وطباع العامة تقف عند المحسوس وتقتنع بالفروع، ولا تروم التدقيق، وخاصة فيما افتتنت فيه الآراء، ولم تتفق عليه الأهواء “.
وكذا الديانة البوذية نسبة إلى سداثنا أو جوتاما الملقب ببوذا، ليتفصل أبو زهرة في آراء بوذا في الإلهيات، وكتبه والخطب أو الوصايا التي قالها في حياته، ثم يعرج إلى أخر ديانة بالكتاب، وهي “الكونفوشيوسية” نسبة إلى الحكيم كونغ فوست؛ حيث تطرق إلى حياته، وعقيدته، ومختلف آرائه، إذ انتهج الكاتب في عرض هذه الديانات منهج الوصف، والمنهج المقارن، فنجده يقارن بين بعض نصوص كل ديانة، وما يوازيها من نصوص من الديانة المسيحية، وجعل هذه الموازنة بجدول مبسط مذيل بمصادر النصوص مما يسهل على القارئ فهم أوجه هذه المقارنات.
تدقيق لغوي: آية الشاعر