من إيحاءات الحياة الخفيَّة والجليَّة ينبعث الأدب، ويولد العمل الأدبي، مُولِّدًا بذاته لونًا من ألوان الفنون التي تمنحُ الوجود الإنسانيَّ معناهُ المُتعدِّد الفريد. ومن هنا كان الأدب الحقيقُ بهذا النَّعتِ، هو ما يبعثُ فينا معاني الحياة تلك، وهو ما كان يحمل في طيَّاتهِ كلَّ فوضاها وأسرارها. ومن هنا كان الأديب الحقيق بهذه الوصفِ هو من يحسن تصوير الإنسان، رسمه أو نحته، كظاهرةٍ فرديَّة، وكسياقٍ مجتمعي وحدثٍ كونيِّ.
وإننا في هذا المقال بصددِ انتقاءِ واحدةٍ من اللوحاتِ الإنسانيَّة التي افتُتن بها أهل الأدب لزمن، نُحتت معالمها في صفحاتِ روايةٍ، ثلاثيَّة، لكاتبٍ انبهرَ به كبارُ زمانه، وزمان غيره، وأثبت عبقريته على معايير عالميَّة.
نجيب محفوظ الأديب المصري الذي حظي باهتمامِ النُقَّادِ قبل وبعدَ احتفال عالم الأدب العربي بنيله جائزة نوبل للأدب عام 1988. وإن الكُتب والمقالات التي قُدمت في نقد أدبه ودراسته لموفورة وكثيرة، غيرَ أننا سنتعرض في هذا المقال لقراءة سريعةٍ غير متخصصة، في ثلاثية الأديب التي قدمها في عناوين ثلاثة: “بين القصرين“، “قصر الشوق“، و”السكرية”
عند نقطة هادئة من الحياة الرتيبة التي حظيت به عائلة “أحمد عبد الجواد” تنطلق أولى مشاهدِ الرواية، وهي الأخرى رتيبة تتبع ذات النمط الذي تعيشه الأسرة، وتصف بذلك وتمهِّد لدخولنا الخفيف على الأحداث، هكذا يبدأ بوصفِ ليال السيدة “أمينة” حرم تاجر النحاسين، وفي ذات أجواء الليل المظلمة المستكينة، يُعرِّج على حياة السيدة المسالمة الخاضعة، بكلِّ الأحداث التي اشتغلت في نفسها واشتعلت، بذات السكون الذي يكسو ليلتها وهي تنتظر عند المشربيَّة عودة الزوج.
فكأنَّ الكاتب قد اختار ستر الليل، الذي يفرض علينا خشوعه وهدوءه؛ ليكون مقرَّ تقديم نفس أمينة ومخاوفها التي ظلت مستترة، في خشوع الهيبة والخوف.
هذه المرأة التي عاشت حياتها خلف جدران الدار الكبيرة، ومن قبل دار والدها، لا تعلم ما يقبعُ خلفها، ويصوِّرُ لنا الأديب تساؤلاتها، وهي فوق سطح الدار تتخيَّل طريق الأولاد وتقدِّر المسافات، وتمنّي نفسها بزيارة مسجد الحسين الباعد بينها وبينه خطواتٌ وسلطة قاهرة.
يطلع الصباح، مع تصوير وتوصيف مشهد ضربات وطقطقات الخادمة أم حنفي للعجين، ومشاهد استيقاظ أفراد العائلة تباعاً، من الأم فالأب والأولاد، تحضيرًا ثم انتقالا لمشهد اجتماع الفطور المتكرِّر وهو من المشاهد التي تعلق بالأذهان، والتي عُني بها المخرجون وأهل التمثيل، هذا المشهد الذي وقف عنده د.محمود الربيعي في “النقد الأدبي وما إليه” وخلص منه أو استدَّل به على استقلالية النص المحفوظي وعلى أنه نص مغلق على ذاته، مكتملٌ فيها، من حيث هو نصٌّ جزء من كلٍّ هو الرِّواية، إذ له بداية ووسط وخاتمة* ولعلَّه بنفس الطريقة، تستقل الرواية المحفوظية بذاتها وإن كانت جزءا من ثلاثية، كأجزاء الثلاثية الثلاث.*
ولعلنا إذا وقفنا عند هذه النقطة في تحليل أدب نجيب محفوظ، خرجنا بفكرة أن هذا الأدب مبنيٌّ من لبنات أساسية، كلُّ لبنة هي لوحة منحوتة بذاتها، قائمة بنظامها، يمكن استخراجها وتأملها بشكل مستقل، كما يمكن أن تتضح بها لوحة أكبر إن هي جُمعت وصُفَّت إلى بعضها، وهذه نقطة مهمة في بناء هذا الأدب الفريد.
تنتقل مشاهد الرواية بهدوءٍ ورويَّة، وتسير برتابة الأيَّام، كأن الأديب يُلقي بك مباشرة في دوحة حياة الرواية كما لو كنت بينهم، في لحظة محددة من حياة عائلة اختارها لتكون أرضية المسرح الذي يعرض فيه الأدوار التي انتقاها للعرض.
فتجده ينقلنا من الحديث عن أفراد العائلة مجتمعين، في اجتماعهم الصباحي، للحديث عن كلٍّ فرد منهم وقد خلا إلى حياته الخاصة الظاهرة ومن ثمَّ إلى عالمه الداخلي الباطن، كما لو أننا قد انتقلنا مع كل واحد منهم لما تفرقوا بعد مشهد الصباح، ومن هنا تبدأ رحلتنا معهم، وإن في نقلنا بين جنبات الأحداث وأطراف الشخصيات على هذه الطريقة لبراعة مُلفتة، فبعد خروج الأب إلى عمله، والأولاد إلى مدارسهم وعملهم، والأم والبنات إلى شغل الدار.
كما يأخذنا مع الأب إلى محلِّه ليكشف لنا جوانب شخصيَّة هذا الرجل التي لا يدري بها أهل داره، ويطلعنا على أسرار هذه الجوانب ومنابت أسبابها، كما يعرج بنا على حياة الابن الأكبر ياسين، والابن فهمي طالب مدرسة الحقوق، وعلى الطفل كمال، في نسقٍ يناسب طور كلِّ واحدٍ منهم، ويطلعنا على حياة الأم مع البنتين بعد انصراف الجميع.
ثم يعود بنا آخر النهار وقد جمع الأفراد -الذين رافقناهم منفردين- في مجلس القهوة المسائيِّ، لنرافقهم مجتمعين مرَّة أخرى، في مجلس منافرٍ، مخالفٍ لذاك الذي تركناهم عليه صباحا! فبينما يصف الأول العلاقة الظاهرة بين أفراد العائلة والأب الجبار، والتي يخفى فيها عن الأب حقيقة وطبيعة عائلته، كما يخفى عليهم الجانب الذي لا يواجههم الأب به هم وحدهم.
هكذا ينقلنا لمجلس القهوة الذي يكشف فيه الأديب ما يكشف ويصف فيه ما يصف من أسرار العلاقة الجامعة بين هؤلاء الأفراد، ومن دقائق صفاتهم منفردين ثم ملتحمين في بناء الأسرة. ليعود بعد ذلك ويفرقهم وينقلنا لصحبة كلِّ واحدٍ منهم بعد مجلس القهوة، ليُلمَّ الأديب وصفًا والقارئ ملاحظةً وتتبعًا باليوم الرتيب لعائلة كاملة، مجملة ومنفردة، ظاهرة وباطنة، منفصلة ومتواصلة فيما بينها بأسباب التواصل، وبواعث وخفايا أشكال هذا التواصل.
يقول د. حسن محمد عبد الله في كتابه “الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ”:
ومن تجليَّات ذلك أنه يدفعك بين صفحات الرِّواية للانغماس مع الشخصيات، والتيه فيها عن الراوي، فتدرك كقارئ أن الكاتب كراوٍ قد ألغى حضوره وطغيانه على الشخصيات؛ فتجده وقد وقف من بعيد يصفُ ويحلِّل دون أن يمد يده ليرسم مسارًا يعكس رأيه وكيانه ككاتب وإنسان؛ فلا تشعر بأُثر للكاتب، إلا كملاحظ مفتش في الأنفس والخبايا، ملاحظة لا تقف عند زمن بعينه فقط بل تمتد على طول سنوات، لتشمل المتغيرات التي تجري بتغير الزمن وما تحدثه معها في النفس، إلى نفوس الجميع، وفي بيت واحد، منه إلى بيوت متفرقة.
هذه النظرة الحيادية والموضوعية في الأدب هي من مميزات أدب نجيب محفوظ وعلاماته، وقد عبّر شخصيًا عن ذلك معتبرًا أن الشخصية ينبغي أن تبقى حرة مستقلة لا يفرض عليها الكاتب شيئاً، وأنه في اللحظة التي يفرض فيها عليها آراءه أو غير ذلك تموت الشخصية، فهو يمكن أن يوفر لها الظروف لتكون خيرًا مطلقًا أو شرًا مطلقاً، ولكن دون التدخل فيها* غير أن موقف الكاتب لابد أن يظهر في النهاية، في مجمل العمل.*
وهو إلى هنا يقف عند دقائق الأحداث اليومية التي اتسمت لتكرارها بالعادية، ويشترك فيها البشر، من أصغر الأشجان، من سبب ضحكة وسبب رقة، فتجده يعقب على ضحكة إحدى الشخصيات، محللا إياها ورادها إلى سببها، وهكذا يقف عند أصغر مشعر يفصله ويدرسه إلى أكبر المآسي والأزمات. يصور الحب كيف يدق قلوب أهل هذا البيت، وكيف يردُّ عليه كل قلب. يصور تلك الروح التي تطرب للفن، تصارع الجسد وتهذبه بطريقة ما تتشابك الظروف والعوامل النفسية وحجج الرجل في صنعها.
يصور الشاب الحالم الهادئ، كما يصور الطفل المندهش المتسائل المتطلع للعالم، يصور الشيخ والعالمة، والأم المستسلمة، والابنة النزقة والمدللة، والابن الذي يعيش مأساته لوحده بين ماضيه ولهوه، يصور في كلٍّ منهم صور الأب والأم الموروثة..
(الوراثة) التي من الملاحظ اهتمام الأديب بها، فيعرضُ لها بين كلِّ حين وآخر، مستعيناً بها على فهم طبائع الشخصيات وأحوالها، كما يركز في ملامح الشخصيات على مظاهرها، فكأنَّها مثلت قاعدة هامة يستند عليها نجيب محفوظ في رؤية البشرية، وفهمها، أو التساؤل حيالها.
ويصور لنا نجيب محفوظ الشخصيات، كل واحدة منها من زاويتها الخاصة، يمنحها حقها من التأمل في الدوافع، والظروف المحيطة بها، التي اقتضت عليها حالها الذي آلت إليه، أو الذي وُجدت عليه، وربما يكون هذا مقصده من قوله: بتهيئة الظروف للشخصية لتكون خيرًا مطلقاً أو شرًا مطلقًا، فتجده بذلك يصور لنا خلفية شخصية كمال أحمد عبد الجواد ويهيئ لظهور ملامحها ومعالمها في قصر الشوق والسكرية منذ طفولته في بين القصرين، ما بين تربية أمه على الخرافات، وفضوله وشغفه بعالم الأدب الذي كان يجده لدى ياسين في مجلس القهوة، إلى أخيه فهمي وشقيقتيه وخوفه من أبيه مع حبه له، وتأثير الأحداث التي عاشتها الأسرة وانطباعها عليه، وفي نفسه.
كل تلك التفاصيل التي يرسمها الأديب في لوحات متفرقة مجملة في لوحة واحدة هي لوحة العائلة الكبرى، هي ذات التفاصيل التي يعيد ترتيبها في لوحة شخصية كمال، فتراه يقلب الحدث الواحد، على وجوهه المتمثلة في الشخصيات، ثم يسمعنا صداه ويرينا أثره على إحداها.
وتجده قد مضى من التنقل بين رحيق الشخصيات في بين القصرين، ليحط لفترة عند كمال في قصر الشوق وقد أضحى شاباً يافعاً. فكأن الأديب نقلنا بهذا التطور الزمني، من زمن النظرة الخارجية الموضوعية لبقية أفراد العائلة، إلى النظرة الداخلية والشخصية التي تبناها ناظر واحد تمثل في شخصية كمال، الشخصية التي راحت تصف وتطلق الأحكام على من حولها، فتجد الكاتب نقلنا من اللا حكم والمشاهدة العامة كمشهد درامي إلى مشاهدة خاصة تجلت في نظرة كمال لعائلته، على ضوء تجربته القلبية، نظرته المثالية للأمور.
ثم ما يلبث الأديب أن يعيدنا لدورة التنقل بين الشخصيات، فكأنه بهذه النقلة الوهمية، يلفتنا إلى إمكانية وحقيقة احتكامنا نحن البشر لأحكام ذاتية، وبعد هذه اللفتة يعيدنا إلى الصورة كاملة، وإلى الحياد الذي يحكم المشهد، لنكمل المشاهدة على ضوء الخلفيات الجديدة، وما سبق منها.
يحيك نجيب محفوظ نسيج الرواية بخيطين زمنيين، فالخيط الأول، يتمثل في الخط الزمني الطبيعي للأحداث، وهو خط مستقيم، يمر من الماضي ويعبر بالحاضر إلى المستقبل، والخيط الثاني هو الدائرة الزمنية التي تعيشها الشخصية بداخلها وتتخبط فيها، أو كما سماهما نجيب محفوظ نفسه بـ”الزمن التاريخي وزمن الشخصية”*
فنجده ينتقل في الزمن التاريخي بأحداث الرواية، ما بين بين القصرين والسكرية، فمن زواج عائشة وخديجة إلى زواج أولادهما، ومن طفولة كمال إلى شبابه ومراهقته الكهولة، هذا الشاب الذي صوَّره لنا في زمنه الخاص أو في وعيه، وهو يعايش أزمته الوجودية، أزمة الشك، وتساقط مفاهيمه الواحد تلو الآخر، تلك التي جعلنا نكون شاهدين على أصل نشأة بعضها في طفولته ومراهقته، فبكرة شبابه، وجعلنا نكون شاهدين على لحظة انكسارها وتحطمها. وعلى اتخاذه الشك منهجًا والألم ديدناً، لا يفضل السعادة والراحة على طلبه الحقيقة وحبه لها.
وقد كان من بين الأصوات، تلك التي تقول أن شخصية كمال عبد الجواد قد شابهت شخصية الكاتب في مرحلة من مراحل حياته* وقد انتقد محمود الربيعي في “النقد الأدبي وما إليه” هذا الأمر من استعمال الإسقاط في النقد، واعتبر أن النقد الحقيقي ينبغي أن يكون استنادًا ومبنياً على النص المحفوظي ذاته، لا عن معلومات قد تستخرج من الكاتب أو حتى شروحات ولو أقرها هو نفسه!* وفي هذا يحسن الاستشهاد بموقف شخصية رياض قلدس الأديب من الرواية، إذ قال:
ويجعلنا الخيط الثاني، أو الزمن التاريخي، نشهد انقضاء الزمان ودورته، ونشهد كيف نشأ جيلٌ جديد من الأحفاد، تبنى ومثَّل كل واحد منهم فكرًا وأيديولوجية مختلفة عن الآخر، فبين عبد المنعم الإخواني وشقيقه أحمد المؤمن بالاشتراكية تنشب المشاكسات، في ظلِّ كل التغيرات السياسية التي تمرُّ بها البلد، والتي يعرضها الأديب -بمواظبة- منذ بداية العمل الأدبي، فلا تكادُ تخلو الحوارات من حديث السياسة، وها هي العائلة قد قدمت للوطن فدية سؤال: “ما الوطنية؟”، مفهوم حفَّه الأديب باهتمامٍ بالغٍ وانشغال ظاهر.
حتى قضية المثلية، قد حظيت باهتمام أو لفتة من الكاتب، تمثلت في شخصية الحفيد رضوان و سؤال الحيرة الذي شابهه فيه عبد الرحيم عيسى باشا.
كما تأخذنا دورة الزمان، لما كان من تغير نظام البيت الصارم، ومن تغير معاملة الأب لأبنائه، من السلطة للصداقة، وتعرضه لمفهوم التربية وعقد المقارنات بين طريقة الأب وطريقة الابن ياسين التي كانت على طرف النقيض منها، فكأنها جاءت تعكس محاولات ياسين في تقليد والده ليجد نفسه في كل مرة في الطرف المخالف له، مع فشله.
كما يعرض الأب في أزمة الشيخوخة، التي قد تكون بدايتها تجلت في ظاهرة حبه لـزنوبة! ومن ثمَّ لأزمة مرضه، وقد كان الكاتب، قد عني بتتبع أحمد عبد الجواد بالتحليل، والمراقبة، ما بين طبعه بين أصحابه، ومفهوم الصداقة عنده وما يبنيه من شخصيته، وما بين أبوته، وعلاقته بأبنائه، وفي نفسه وإيمانه، وولعه بالجمال، والشهوات على حدٍّ سواء.
يختم نجيب محفوظ رواياته الثلاث بحضور الموت، يحوم حول ذكره دون أن يضعنا وجهًا لوجه معه، ثم هو ينقلنا في الرواية التالية للحديث عن آثاره في النفوس، فيذكر ما خلّفه في الأم والأب، والأخ والأخت، ثم يمضي في دوامة الحياة، ولعله قد حدد الموت كنهاية للرواية، كرمز للنهاية، نهاية كلِّ شيء، ثم تستمر الحياة بعده.
على الصعيد المجتمعي* فها هو يختم السكرية بانتظار الموت في الغرفة المجاورة، والاستعداد لحياة قد تأتي بنفس ونظرة جديدة خلصت إليها نفس كمال بعد رحلة الشك، كنفس متعب قرر الاتّكاء على رأي ابن شقيقته أحمد إذ قال له:
إن اللغة المحفوظية، تبقى بعد كل ذلك سرّاً من أسرار العمل الأدبي، وهي لغة فصيحة، في زيٍّ قريب من العاميَّة، معجونة بواقع البيئة التي نشأت فيها، لتعبر عنها!* واللغة هي المشرط الذي يخترق به الأديب شرائح المجتمع والطبقة التي يعبر عنها، وهي القالب الذي يقدم به قلب تلك الطبقة ولُبّها.
وفي النهاية، يقول يحيى الرخاوي:
*المصادر:
– مقال: “الله: التطور: الإنسان: الموت: الله عبر نجيب محفوظ”
–لقاء مع نجيب محفوظ
-كتاب “في النقد الأدبي وما إليه” د.محمود الربيعي.
-كتاب “الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ” د.حسن محمد عبد الله.
-كتاب “الموت في قصص نجيب محفوظ” ناهدة فضلي الدجاني.
تدقيق لغوي: آية الشاعر