مراجعة كتاب ’’الأولى أهمّ‘‘ للكاتب الأمريكي ستيفن آر كوفي.

بطاقة فنية عن الكتاب:

الكاتب: ستيفن آر كوفي وآخرين
الكتاب: الأشياء الأولى .. أولا (الأولى أهمّ)
عدد الصفحات: ٥١٨
دار النشر: مكتبة جرير

عن الكاتب:

ستيفن كوفي، المولود في أكتوبر 1932، واحد من أهم كتّاب وروّاد علم الإدارة والتّنمية البشرية، ذاع صيته بعد كتاب العادات السّبع للناس الأكثر فاعلية.
هو صاحب مركز كوفي للتدريب ولتقديم الخدمات الاستشارية في مجال القيادة وتطوير الذات، كان اسمه “مركز كوفي للقيادة” وبعد فترة اندمج مع إحدى المؤسسات الكبرى ليغيّر اسمَه إلى “مركز فرانكلين كوفي“.

عن الكتاب:

النجاح ليست له وصفةٌ سحريةٌ، بل منهجٌ للارتقاء والتّطوير المستمر في إدارة الذّات أولًا، ثم إدارة العلاقات مع الآخرين. وهذا لا يتطلّب الجهدَ والعملَ فقط، وإنّما يحتاج الصّبرَ أكثر.

كانت هذه إحدى العبارات المهمّة في كتابه العاداتُ السبع، التي لم يمر عليها كوفي مرّ الكرامِ، بل أدرجها في كتابه: الأولى أهمّ وتعمّق فيها أكثر؛ حيث ركّز على الذات البشرية وكيف لها أن تستثمر في وقتها وفي أولوياتها من أجل النجاح. هذا ما يميّز كتب كوفي عن غيرها، كونَه لا يركّز فقط على كيفية النّجاح بل على فهم الشخص لنفسه أوّلا كي يستطيع فهم غيره، وكيف يستفيد الإنسان من نفسه ووقته كي يستطيع أن يتقاسمه مع الآخرين.

لم يتوقّف كوفي عند هذا الحد، بل غاص في حياة الإنسان، وشكّك في مبادئ النّجاح المتوارَثة؛ حيث قال أنّنا كبشر تعوّدنا على أنّ الإنسانَ الناجحَ عليه العمل بكدّ وجهد كبيرين وبسرعة، كي يستطيع النجاح، لكنّ الأمرَ بحدّ ذاته خطأ. فعلى الإنسان أن يقوم بالمهمة الصّحيحة فقط، وفي الوقت المناسب فقط.

وهنا قسّم الكاتب أولويّات الإنسان إلى أربعة أقسام:

• عاجلة و هامة: كالردّ على المكالمات الهاتفية، حضور الإجتماعات، حضور مقابلات العمل، …
• غير عاجلة وهامة: مثل مكالمة هاتفية مع أمك، قضاء وقت ممتع مع أطفالك وعائلتك، الرياضة، الأكل الصّحي، زيارة الطبيب للفحص المبكر، …
• عاجلة وغير هامة: الرد على مكالمة غير هامة مثلا، …
• غير عاجلة و غير هامة: النّميمة، الإنترنت وتصفح مواقع لا علاقة لها مع عملك، …

ركّز كوفي على القسم الثاني، الأولويات غير العاجلة لكن الهامّة في حياة كل شخص فينا، و قد دعّم رأيه بقصصِ و تجاربِ رواد الأعمال الذين كانوا يعانون جدّا من ضغوطات العمل، والذين لم يتسنَّ لهم حضورُ اللحظات الأولى لأطفالهم، وسماعُ كلمة “بابا” لأول مرة.
هناك لحظاتٌ لا تعوّض، قد لا تكون عاجلةً لكنّها مهمةٌ جدًّا. وقد أولى كوفي اهتماما كبيرا لهذا القسم و تحدّث عنه في أكثر من مئتي صفحة، يشرح فيها كيف لأيّ شخص أن يحدّد أولوياته في الحياة، وكيف يعطي لكل ذي حق حقه من الجهد والوقت، ويؤكّد أنّ لا علاقة للعمل الجيّد بالسرعة كما هو متوارث منذ القدم. فالمهم عند كوفي هي النتيجة، وأن تكون وجهتُك نحو هدفك واضحةً.

هنا تحدث عن فصل مهم جدا وهو ” السّاعة والبوصلة” كيف للوقت أن يتماشى بالتوازي مع الوجهة التي نريد المُضي إليها، كيف نختصر الوقت والجهد، ثم انتقل إلى فكرة أخرى قد لا نُلقي لها بالا، هو الفخ الذي يمكن أنّنا وقعنا فيه جميعا، وهو عدم التّفرقة بين ما هو جيّد وما هو أفضل.

تقسيم المهام مثلا لدى رواد الأعمال والإدارة ليس بالأمر الهيّن، فهو يحتاج إلى حِنكة حسب كوفي، الذي دعّم فكرته بذكر مثالٍ على مديرٍ ترأّس مؤسسة كانت تعاني من ذبذبة وركود في مردوديّتها المالية، وسعى إلى دعم خزينتها، فركّز كلّ تفكيره على المستثمرين الذين يمكن أن يرفعوا من ميزانية خزينته، أمّا الأمورُ الإداريةُ وكلَّ ما يتعلّق بالنظام الداخلي للمؤسّسة والانضباط فقد تركها لشخص غير كُفءٍ بتلك المهمة.
في الأخير امتلأت الخزينة لكن عمّت الفوضى داخل المؤسسة، وشعر العمّال بالضّجر وأحسّوا أنّهم أخطؤوا في اختيارهم له، وقاموا بمواجهته وهدّدوه بالطرد.
تفاجأ المديرُ و حاول شرح رؤيته إذ ظنّ أن رفع ميزانية الخزينة أمر مهم وجيّد، لكنّه نسي أن الحفاظ على النظام الداخلي لمؤسسته كانت هي المهمة الأفضل.

تدقيق لغوي: كرنيف ربيحة.

كاتب

الصورة الافتراضية
بلعباس أمينة
المقالات: 2