مراجعة رواية “مملكة الفراشة” لواسيني الأعرج

بطاقة فنية عن الكتاب:

العنوان: مملكة الفراشة.
الكاتب: واسيني الأعرج
دار النشر: دار بغدادي.
الطبعة: الثامنة عشر -طبعة خاصة- جوان 2014
عدد الصفحات: 423

عن الكاتب:

واسيني الأعرج جامعي وروائي جزائري. يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السربون في باريس. يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي.

عن الكتاب:

مملكة الفراشة (نحب التانغو، ونرقص على جسر الموتى).

سبعة فصول كوّنت لنا أكثر من 400 صفحة بقلم “واسيني الأعرج”، كانت كفيلة بفوز الرواية بجائزة كتارا العربية، ولكن ماذا يوجد بين طيات هاته الرواية التي أحدثت ضجة في وقت إصدارها؟

إنّ أول ما قد يشدك لهاته الرواية هو (العنوان)، حيث أنّ واسيني، وبانتمائه للمدرسة الأدبية التجديدية، يخلق لك في كل رواية جديدة يطرحها لوناً جديداً لم تعهده. يمكن القول أن عنوان الرواية كان خالياً من عدو الحياة (الابتذال)؛ فمملكة الفراشة هي وصف لما كان يقوله المحتال “فاوست” أو “فادي” للبطلة “ياما”.

طرح الكاتب أبعاداً ثلاثة في اللغة العربية الفصحى، والفرنسية، واللهجة الجزائرية، كما أنه أبدع في استغلال هوامش الكتاب؛ لشرح التعابير اللفظية، والمواصفات التي يتحدث عنها أبطال الرواية من أماكن وفنانين.

وقد حازت على مزيج ضخم من الثقافة، والتي أجاد الكاتب شرحها وفك رموزها المعقدة؛ لتبسيطها لقارئ الرواية.

عالجت الرواية عدة قضايا في شكل روائي فني، ولعل أهمها: الفضاء الأزرق “الفيس بوك”، والحبّ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، الثقافة، سرقة الأدوية، السياسة، وما يخلفه فقد الأشخاص من اختلالات نفسية للأحياء.

هذا الكمّ الزاخر من القضايا المعالَجة، جعله “واسيني” في شخصية ياما التي تنقلك أحياناً بين حياتها الخاصة، وعلاقتها مع أصدقائها، وأحيانا أخرى مع حبيبها الافتراضي، وفي خِضمّ كل هذا تلتقي أحياناً بذكرياتها فتسردها لك، لتظن نفسك أحياناً تعرفها، أو عِشتَ حياتها، ولتسبح بك في ماضيها الذي ارتبط -بشكل أو بآخر- بماضي الجزائر خلال الحرب الأهلية.

ما يمكن قوله عن هاته الرواية، أنها تناولت مشكلات العصر بالنسبة للشباب، الحرب الأهلية التي جرت في الجزائر، وراح ضحيتها والد “ياما”، وما خلّفته هاته الحرب على نفسيات المحيطين بالضحايا.

تحدّثت عن الحب، وكيف يتم الهروب إليه بطرق مختلفة. ولو شئنا أن نتعمق في السرد الفلسفي للرواية، فيمكن الاستخلاص أنها عالجت إشكالية الحب والحرب، رغم الظاهر الذي يوحي، بأنها تسرد قصة حب فتاة بالغة طائشة. إذاً فالرواية حاورت العقول البسيطة والعميقة، في شكل هو الأخر مبسط  وعميق، ليشكل لنا الكاتب تحفته الرائعة (مملكة الفراشة).

تبدأ الرواية بـ”ياما” بطلة القصة وتنتهي بها، حيث أنّها الراوية للقصة، تبدأ بإيجاد ورقة من الإدارة بخصوص مهنتها -الصيدلة- وتسترسل في باقي الرواية بوصف علاقتها مع أهلها والناس القريبين منها، وما عانته من ويلات الحرب الأهلية وموت حبيبها، ووالدها، إلى مرض أمها التي تعاني من التعلق المرضي، وهوس العشق بشخصية ميتة مشهورة، إلى العديد من الأحداث والعلاقات، والتي خلّفت بعدها مجموعة من الارتباطات الأخرى، فتبحث أنت عن ذاتك بين شخصياتها المختلفة، لتجد نفسك في النهاية أحد هذه الشخصيات.

في العموم، الرواية كانت رائعة من حيث كمية المواضيع، وكيفية الربط والتبسيط، وهي تحفة من تحف الفنان الروائي “واسيني الأعرج”.

تدقيق لغوي: آية الشاعر

كاتب

الصورة الافتراضية
Bilal Morsli
المقالات: 0