بطاقة فنية عن الكتاب:
العنوان: تقرير الهدهد
الكاتب: حبيب عبد الرب سروري
النوع: رواية
عدد الصفحات: 400
تاريخ النشر: 2012
الناشر: دار الآداب
عن الكاتب:
حبيب عبد الرّب سروري، بروفيسور في علوم الحاسوب وروائيٌّ يمنيّ، يعيش ويعمل حالياً في فرنسا. وقد أعطى حبيب عبد الرّب اهتماماً أكبر للكتابة الأدبية منذ عام 1992، واليوم يُعدُّ واحداً من أهم الروائيين اليمنيين إن لم يكن أهمهم.
بدأ بنشر كتاباتهِ الأدبيّة مُنذ العام 2000، برواية الملكة المغدورة التي كتبها بالفرنسية، وصدر له إلى اليوم عشرات الكتب والمقالات العلمية.
تقرير الهدهد:
لربّما لن يخطرَ ببالكَ عند قراءة اسم الرواية، أنَّها ستكون قاموساً غنيّاً بالعلم والشّعر والحكمة والخيال الخصب البديع.
إذ يستهلُّ الكاتبُ روايته في رحابِ السّماء السابعة والسبعين وفي مقهىً صغيرٍ يدعى “مقهى الكوكبة”؛ حيثُ يجتمع عظماء الأرض عادةً من آينشتاين وماركس وداروين إلى بيكاسو و ابن رشد وأبو العلاء المعرّي وهذا الأخير هو بطل تقرير الهدهد المبجّل .
فَيُرينا الكاتب من خلالِ روايته هذه مدى تأثّره و حبّه لشاعر المعرّة الحكيم، إذ جعله -كما في ملحمة الكوميديا الإلهيّة- يهبطُ في رحلةٍ إلى الأرض ليدرسَ أحوالها ويرسلَ تقاريرهُ وملاحظاتهُ للسماء العليا تحتَ مسمّى تقرير الهدهد (نسبة للهدهد في حكاية الملك سليمان)، كما يعود أبو العلاء ليقابل حبيبته ويكتشف فيما بعد مفاجآتٍ تصدمه وتعيد له ذكرياتٍ كثيرة.
ومن جهة أخرى يعودُ الكاتبُ ليسحرنا بمخيّلته الخصبة ويجعل لأبي العلاء سُلالةً تمتد حتى تصل إلى نبيل بدر سليمان التنوخي الذي يمثل آخر فردٍ في عائلة أبي العلاء.
ونرى نبيل يعيش حياةً بديعةً مستقرة في باريس، لنصل إلى اليوم الذي تختفي فيه زوجته، فتبدأ بعدها الأحداث في سرديّة مستقلّة وآسرة.
وتتخللُ القصتين السابقتين سرديّة يتكلّم فيها عن الكون منذُ نشوءه وإلى عصرنا هذا، بالإضافة إلى ذلك يتكلم الكاتب عن الصراع الأزليّ بين العلم والدّينِ ثم يعود ليشبههما بالأخ الأكبر والأخ الأصغر .
كما تتلاطم في «تقرير الهدهد» المتناصات من شعر المعري ومن رسالة الغفران ومن القرآن، لتصب حمولتها في جدول العلم والفلسفة والحكمة الرّفيعة.
وفي النهاية تلتقي السرديات في نهاية غير متوقعة يصدمنا بها الكاتب.
بعد هذا كلّه لا يسعنا إلّا أن نقول أن تقرير الهدهد تتخطى كونها محض رواية، ولكن ترتقي لتكون قطعة فنّية فذّة تجمعُ الحاضر بالماضي، الواقع بالخيال وتلخّص قيماً وحكماً كثيرة.
تصميم: طارق ناصر