اسم الكتاب: العصفورية.
تاريخ النشر: 2006.
النوع: رواية أدبية.
اسم المؤلّف: غازي عبد الرحمن القصبي.
نبذة عن المؤلف:
شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي. قضى سنوات عمره الأولى في الأحساء ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها، حصل على درجة البكالوريوس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا.
مراجعة الكتاب:
إذا أردت أن تقرأ رواية تحتوي على كمٍّ ضخمٍ من المعلومات لدرجة أنك قد تُصاب بتخمة معلوماتية بعد قراءتها فعليك بالعصفورية؛ حيث استند غازي القصبي إلى أقل من مائة مرجع بقليل في كتابتها.
طبق الكاتب حرفيا مقولة “خذ الحكمة من أفواه المجانين” في روايته، فالعصفورية في سوريا اسمٌ يطلق على مستشفى المجانين.
دار فيها حوار بين بروفيسور وطبيب نفسي يدعى ثابت سمير بطريقة روائية سلسة تجذبك لتجد نفسك مذهولًا مشغولَ القلب بأدبها ومشغولَ العقل بمعلوماتها وفلسفتها.
يتحدث فيها البروفيسور الموجود بإحدى المصحات النفسية عن العرب، وينتقد بسخرية أشهر الشخصيات العالمية العلمية والأدبية والسياسية مدعيا أنهم كانوا أصدقاءَه ويتحدث عن جوانبهم السّلبية التي لا نراها.
هذا البروفيسور المقيم بمصحة لبنانية تراه يتحدث باللغة العربية والسورية واللبنانية والتونسية، كأنه يحاكي العربَ جميعاً؛ يستخدم دائماً مصطلح عربستان وهو مصطلح كان يطلق قديماً على العرب.
يخيّل إليه أنه صديق طه حسين وجمال عبد الناصر، وأنه اكتشف الجاذبية مع نيوتن والنسبية مع أينشتاين. تحدث عن المتنّبي وقصّته مع كافور وعن طه حسين وأحمد شوقي وحافظ وإبراهيم وغيرهم من الكتاب والأدباء فسرد بطريقة ساخرة فلسفية الأسباب وراء أهمّ وأشهر كتاباتهم. كما تحدث عن التكنولوجيا والراديو والتلفاز والمصباح وغيرها من الاختراعات والاكتشافات والمخترعين العرب والغرب.
لم يخلُ سطرٌ من العصفورية من الفلسفة، فهي رواية أدبية فلسفية من الدرجة الأولى تحدث فيها أكثر من مرة عن الهوية العربية وعن الفقراء.
هل أخبرتُك أني أكره الفقراء؟ ها أنا ذا أخبرك. لماذا؟ لأنهم يجعلونك تعيش بعقدة ذنب لا تتزحزح، أيامَها كنت لا أكرههم، كنت أحب كلَّ الناس، ولعلك تتفق معي يا حكيم أنَّ من يحب العرب يستطيع أن يحب كلَّ المخلوقات.
ولم تخلُ صفحات العصفورية أيضا من التباهي بالهوية العربية والحديث عن عقدة الخواجة:
الاستلاب يا نطاسي يعني أن يستلب الغرب روحَك فتصبحَ دمية سلبية الإرادة، والاستغراب هو أن تهيم بالغرب حبًّا.
وفي النهاية إذا لم تقرأ العصفورية فأسرع للاطّلاع عليها، وإذا قرأتها فأخبرنا برأيك عنها.
تدقيق لغوي: كرنيف ربيحة.