كتابة الروايات الخيالية بشكلٍ خاصٍّ.
خلال مهنته التي تمتد على عقود، ألّف ستيفن كينغ 54 رواية رائعة بيعَت منها 350 مليون نسخة. حُوِّلت أعمالُه إلى أفلام، مسلسلات قصيرة، برامج تلفزية وألعاب فيديو وغيرها. فليس إذن بالأمر العجب أن يتم البحث عن نصائح ستيفن كينغ في الكتابة.
لدى كينغ القدرةُ الفريدةُ على جعل القراء يشعرون بكل المشاعر على سلّم الأحاسيس البشرية؛ الحب، الفرح، الغضب، الرعب، خيبة الأمل والحزن. لذا، عندما يتحدث عن الكتابة على المؤلفين الناشئين الجلوسُ والانتباهُ.
ككُتّاب نريد أن نجعل القرّاءَ يبكون، يضحكون، ويمسحون أيديهم المتعرِّقة على قمصانهم حتى يتمكنوا من إمساك الكتاب بإحكام. أتقن كينغ هذا الأمر جيدا.
على الرغم من موهبته المذهلة إلا أنّه عمل مجتهدا للوصول إلى ما هو عليه الآن، وكان كريما في مشاركة تجربتِه ونصائحِه في كتابه “On writing” “عن الكتابة ” -كتاب لا غنى عنه، ويجب على كل كاتب مبتدئ وطموح الاطّلاعُ عليه- بالإضافة إلى العديد من المقابلات والمحاضرات.
نصائحه هي النّسخةُ الواقعيّةُ الفعليّةُ من رسائل الرّفض التي يتلقاها الكُتّاب، هذا لأن كينغ نفسَه تلقّى العديد ممّا يماثلها.
لما كنت في سنّ الـ 14، لم يعد المسمارُ على حائط غرفتي قادرًا على تحمّل ثقل إجابات الرفض، استبدلت المسمارَ بمسمار أكبر حجما وأقوى من سابِقِه وعدت إلى الكتابة.
فيما يلي نصائح ستيفن كينغ في الكتابة، بكلماته الخاصّة:
عن البداية:
1- اللحظة المخيفة:
اللحظة المخيفة تكون دائما قبيل البداية، بعد ذلك تبدأ الأمور في التحسن.
2- البداية في مجال الكتابة:
ليس عليك أن تأخذ بنصيحةِ المحرّر دائما، ففي بعض الأوقات الطّريقةُ التي نرى بها الأمور هي الطريقة الأصحّ. كنت أفترض أنّ كلَّ كاتبٍ كان أذكى وأكثر حرفة منّي، في نهاية المطاف لم يكن ذلك صحيحا.
3- كتابة القصص القصيرة:
الرواية مستنقعٌ يتعثّر به العديد من الكتّاب الشّباب قبل أن يكونوا مستعدّين حقّا. عن نفسي، بدأت بالقصص القصيرة عندما كنت في سن الـ 18 وبعت أوّل واحدةٍ في سن الـ 20 ولم أنتج الكثير. في الحقيقة كتبت بضع رواياتٍ لكنّها لم تنل القبول والعديدُ منها كان سيئا فلم أتكبّد حتى عناء تصحيحها، لكنّ القصص القصيرة كانت تدرّ بالمال فأصبحت مرتاحا في ذلك النمط ولم أُرِد أن أتخلّى عنه تماما.
حول مراحل الكتابة:
4- أفضل نصيحة تلقّاها ستيفن كينغ:
يعود الأمر إلى ما قالته ساتشل بايج “لا تنظر خلفك، ربما ستكسب شيئا ما”
سيكون هنالك أشخاصٌ يعجبهم ما تقوم به، وآخرون لا. فإذا اطّلعوا على آخر عمل قمتَ به وأنت تعمل على ما هو آت، ففي ذلك كلِّه مكسبٌ لكَ”
5- تجنب اللهو:
من عادتي أن أكتب من 7:30 صباحا إلى غاية الظهر غالبا، فأصبح في حالةٍ تشبه الانتشاء. من المهم التذكر أنّ الكتابةَ ليست الأمرَ الأهمَّ في الحياة، فما يهمّ كثيرا حقّا هو أن تكون حاضرا من أجل عائلتك أو لمواجهة أيِّ طارئ.
لكن يجب عليك قطعُ كلِّ ما هو غير مهمٍّ من ثرثرة في الخلفية، هذا معناه لا لمواقع التواصل، لا لقراءة الأخبار. هنالك وقتٌ آخر حتما لذلك، وبالنسبة لي يكون هذا قبل النّوم، إذ أجد نفسي منوَّما أشاهد مقطعَ فيديو لكلابٍ مضحكةٍ أو شيئا من هذا القبيل.
6- بداية اليوم بالكتابة:
أستيقظ، أتناول فطورَ الصّباح، أتمشّى ثلاثة أميالٍ ونصف وأعود، أخرج إلى مكتبي الصغير أين يوجد آخر ما ألّفت. تواجهني الصفحة الأخيرة التي أسعدتني كتابتُها، أقرؤها وأعيد نفسي بضغطةٍ إلى ذلك العالم أيًّا كان. لا أمضي اليومَ كلَّه في الكتابة، ربما أكتب نسخةً جديدةً لمدّة ساعتين، أعود بعد ذلك لمراجعتها، أطبع ما يعجبني ثم أتوقّف.
7- سير العملية:
بالنسبة لي، تكمن المتعة في مرحلة التأليف، لا في المنتوج النهائي الذي لا أهتم به كثيرا. فالكتب المؤلَّفة كالجلد الميت، انتهت. لهذا أحب مرحلة التأليف أكثر من المنتوج.
8- اُكتب مثل نفسك، لا تقلّد:
أحب د. ه. لورنس وأشعار جايمس ديكي، أحبّ إيميل زولا، ستاينباك،… لا أحبّ فيتزجيرالد كثيرا، ولا أحبّ هيمينغواي بتاتا.
هيمينغواي مريع حرفيا، إذا كان أسلوبه يعجب الناس فهذا رائع. لكن، عن نفسي، إذا حاولتُ الكتابة بتلك الطريقة فالنتيجة ستكون فارغةً وجوفاء. هذا ليس أنا، هذا ليس أسلوبي.
9- اذهب حيث تأخذك القصة:
عندما بدأت في تأليف “Salem’s lot” قلت في نفسي أنّها ستكون معاكِسة لقصّة دراكولا أين يفوز الطّيّبون، لكن في هذا الكتاب يُهزَم الطيبون ويتحول الجميع إلى مصّاص دماء في نهاية الكتاب. بالطبع لم يحدث ذلك لأنّك تذهب أين يأخذك الكتاب.
10- اجعل القصص حول الناس:
أعتقد أن أفضل القصص تكون دائما حول الأشخاص لا الأحداث، تسيّرها الشّخصية.
11- جَزِّئ الأفكار:
الفكرة تصبح أكثر بساطة عندما تُقَسّم إلى فكرتين، ما يجعل الأمر أسهل على القارئ، هذا الأخير يجب أن يكون محل اهتمامك الرئيسي دائما، فدُون قارئ دائم أنت مجرّد صوت يصيح في الفضاء.
12- اقتل أحبّاءَك:
اقتل أحباءك، تخلَّ عن كلماتك المفضلة، حتى وإن كان هذا يحطّم قلبك الأناني المخربش.
13- لا تُعر اهتماما كبيرا للخلفيات:
أهم ما يجب تذكره حول الخلفية: أولا، الجميع لديهم ماضٍ. ثانيا، معظمه غيرُ مهم.
14- الهدف من الرمزية (استعمال الرموز):
تضاف الرموز والجمل التّصويريّة لإثراء القصة لا لإضافة حسٍّ مزيَّف بالعمق.
حول النحو والحوار:
15- لا تقلق حول النحو:
الهدف من الخيال ليس صحّةَ النّحو، بل أن تجعَل القارئ يشعر بالتّرحيب ثمّ تروي له قصة.
16- الجمل المبنية للمجهول:
صفحتان من الصّوت المبني للمجهول (مثل كل وثيقة عمل كُتبت من قبل، دون ذكر رُزَمٍ من الخيال السيء) تجعلني أريد أن أصرخ. إنّها ضعيفة، إنّها حلقة مغرفة، وغالبا ما تكون ملتوية كثيرة التّعرّج.
17- أجزاء من جملة:
هل يجب أن تكتب جملا كاملة في كل مرة؟ دائما؟ تخلّص من هذه الفكرة.
حتّى لو كان العمل مليئا بأنصاف الجمل والعبارات غير الكاملة، فشُرطة النّحو لن تلقي عليك القبض. ويليام سترنك، موسليني البلاغة، اعترف بمرونة اللغة: ‘أفضل المؤلفين في بعض الأحيان يتغاضون عن قواعد البلاغة’، قبل أن يضيف: ‘إلا إذا لم يتأكد الكاتب مما يفعل، فمن المستحسن أن يتبع تلك القواعد’.
18- ظرف الحال:
النصيحة التي أريد إضافتَها قبل الانتقال إلى المستوى التالي من صندوق الأدوات هي: ظرف الحال ليس صديقَك، فهو مثل المبني للمجهول يبدو أنّه خلق لخدمة الكاتب الخجول.
مع صبغة المبني للمجهول يعبّر الكاتب عن خوفه من ألّا يؤخذ بجدية، وباستعمال ظرف الحال يخبرنا بأنّه خائف من ألّا يعبّر عن نفسه بوضوح ولا يوصل الصورة الكاملة.
19- النحو بسيط:
الذي يتقن القواعد الأوليّة في النّحو والبلاغة يجد بساطةً مريحةً، فحيث توجد الحاجة لمسمّيات يوجد اسم، وأين يكون التعبير عن عملٍ يوجد فعل.
20- نوعان من الأفعال:
الأفعال تكون على نوعين: المبنية للمعلوم والمبنية للمجهول، في الأولى يقوم الفاعلُ بعمل ما، وفي الثانية أمر ما يحدث للفاعل والفاعل يدعه يحدث فقط. من الأحسن أن تتجنّب الأفعال المبنية للمجهول.
عن الوصف:
21- لا تبالغ في الوصف:
في العديد من الأوقات عندما يضع القارئ قصّة ما جانبا فذلك لأنها “أصبحت مملة”، ويأتي الملل لأن المؤلِّف أخذته قدرتُه الوصفية وغابت عنه أولويّته وهي إبقاء الكرة تدور.
22- اجعلها بسيطة:
من أسوأ ما يمكن أن تقوم به هو المبالغة في استعمال المعجم، أن تبحث عن كلمات معقّدة لأنّك تخجل من المفردات البسيطة التي تمتلكها.
23- مهارة مكتسبة:
الوصف الجيّد هو مهارةٌ يمكن تعلُّمها، وقد تخفق في التّعلّم حتما إلّا إذا كنت تقرأ كثيرا وتكتب أكثر. المسألة تتعلق بالكمّ والكيف معا؛ فالاطّلاع والقراءة يساعدانك في الكمّ ورزم الكتابة تساعدك بالكيف، يمكنك التعلم بالعمل فقط.
24- أكررها، لا تكثر من الوصف:
لست متحّمسا بصفة خاصة حول الكتابة التي تبالغ في وصف الصّفات الجسدية لشخصيات القصة وماذا يرتدون، فأعفوني أرجوكم من عيني البطل الحادة الزّرقة وذقنه الحاد.
عن القراءة:
25- اقرأ كثيرا:
إذا كنت تريد أن تصبح كاتبا يجب أن تقوم بأمرين أساسيّين، اقرأ كثيرا واكتب كثيرا. لا توجد طريق مختصرة لتجنب هذا المسار أنا متأكد من ذلك.
26- إعادة تأثير الكتابة الجيدة:
لا يمكنك أن ترجو وتنتظر تأثّرَ شخصٍ آخر بقوّة كتابتك إلا بعد أن ترى هذا التأثير على نفسك أوّلا.
27- الهدف من النوع الأدبي:
على حد اهتمامي، النوع الأدبي تم خلقه من طرف محلات بيع الكتب حتى يتمكن القرّاء الموسميّون من قول: “حسنا، أريد أن أقرأ كتابا رومنسيا”، “تفضّل هناك، توجد كتب رومانسية”.
28- التكنولوجيا و”موت” الكتب:
الكتاب الورقي ليس الجزءَ المهمّ، فهو وسيلة توصيلٍ للجزء الأهمّ، أي القصة والموهبة.
29- أهمية القراءة والكتابة:
المطالعة ليست مفتاحًا لفتح أبواب لوظائفَ أفضل فقط، إنها رائعة، عصرية وممتعة. غير القراء يعيشون حياةً واحدةً قد تكون جيّدة، قد تكون رائعة، لكنّ القراء يعيشون آلاف الحيوات. أحيانا عندما يقع الكتاب المناسب بين اليدين الملائمتين قد يوقد شعلة الحياة.
30- الأشخاص الطّيبون:
أتدري ما يعجبني؟ عندما أزور بيت أحدهم وأريد استعمال الحمام وأجد مجموعةً من الكتب موضوعة جانبا. هذا المنظر يؤكّد لي أنّني مع جماعتي، هل تفهم ما أقصد، هؤلاء هم الأشخاص الجيّدون.
عن الإلهام:
31- الهواة ضد المحترفين:
الهواة ينتظرون الإلهام، أمّا نحن فنستيقظ ونبدأ العمل.
32- عن الأفكار الجديدة:
خاصة في روايات الرعب، هناك 3 أو 4 أفكار جيدة، ولقد قمنا بها كلنا مسبقا فهذا أمر عادي. تماما مثل البيض، كم من مرة في حياتك أكلت البيض؟ مرات لا تحصى حتما، لكنّك في كل مرّة تجد وصفاتٍ وطرقا جديدة.
يمكنك دائما إيجاد طريقة جديدة للقيام بأمر ما، أعتقد أنه توجد أفكار بعدد العقول الموهوبة المستعدة لاستكشافها.
33- أحبَّها:
قمتُ بالأمر للمتعة الخالصة. إذا فعلتَ شيئا من أجل السّعادة فيمكنك القيام به إلى الأبد.
34- الإنجاز:
لقد كتبت لأن الكتابة كانت تُمدُّني بحسٍّ من الإنجاز، ربما دفعت الرهن العقاري للمنزل والتكاليف الجامعية لأبنائي، إلا أن كلَّ ذلك كان على الجانب، قمت بذلك من أجل المتعة.
يمكنك التوجه نحو الكتابة ببعض من القلق، الحماس، الأمل أو حتى اليأس. الشعور بأنك لا تستطيع تماما أن تضع على الورقة ما يجول في ذهنك وقلبك. يمكنك التقرب منها بقبضة مشدودة ووجهة نظر محدودة، يمكنك القدوم نحوها بأي طريقة إلا بالسّطحية والخفة. أقولها وأعيدها لا تأتِ للكتابة بخفة.
35- المثابرة:
التوقف عن كتابة عمل ما لأنّه صعب من الناحية الإبداعية هو فكرة سيئة، التفاؤل هو ردُّ فعلٍ مناسبٌ للفشل.
36- المخاطرة:
جرب أيَّ شيء يعجبك وإن بدا لك مملّا أو فظيعا، إذا نجح فهذا أمرٌ جيد وإلّا فتخلص منه.
37- أن تصبح سعيدا:
الكتابة لا تهدف إلى جمع المال، الشّهرة، أن تنال علاقات أو أن تكسب أصدقاء. في النهاية هي تهديف إلى إثراء حياة الأشخاص الذين يطّلعون على عملك وإثراء حياتك، تهدف إلى القيام، التّحسن، التّجاوز والسعادة. أن تصبح سعيدا.
38- طريق العودة إلى الحياة:
الكتابة ليست الحياة، بل في بعض الأحيان هي العودة إلى الحياة.
39- مهمتك: أن تكون حاضرا:
فلنكن واضحين الآن، لا توجد فكرةٌ غبيّةٌ، لا يوجد مركزٌ لتوزيع القصص أو جزيرةٌ مدفون بها أفضل الكتب مَبيعا، القصص الجديدة يبدو أنّها تأتي من العدم، تبحر نحوك من السّماء الفارغة. فكرتان غير مرتبطتين تجتمعان معا وتبنيان شيئا جديدا تحت الشّمس، عملُك ليس أن تجد هذه الأفكار بل أن تتعرّف عليها عندما تظهر.
40- مجموعة دعم:
البداية كالتالي: ضع مكتبك في الزاوية وفي كل مرة تجلس فيها للكتابة ذكّر نفسَك لماذا لم تضع المكتب في وسط الغرفة، الحياةُ ليست نظام دعمٍ للفن بل العكس.
41- الموهبة تجعل التّدرّب دون معنى:
الموهبة تجعل فكرة التّدرب دون معنى؛ لأنك عندما تجد ما أنت موهوب فيه، ستقوم به مهما كان، وتكرّره إلى أن تُدميَ أصابعَك أو تصبح عيناك مستعدّتين للانتزاع من رأسك. هذا حتى عندما لا تجد أحدًا في الاستماع أو للمشاهدة أو للقراءة.
كل مخرَج ومنتوجٍ سيكون أداءً شجاعا؛ لأنك أنت، كمبدع، ستكون سعيدا.
42- لا تنتظر مصدر الوحي:
لا تنتظر الوحي فهو شخص صعب المراس وليس على أهبة الاستعداد للكثير من العطاء الإبداعي. هذا ليس لوح الأوجة أو عالمَ الأرواح بل مجرّد وظيفة أخرى مثل سياقة الشّاحنات. وظيفتُك هي أن تتأكد من أنّ الوحيَ يعلم أين أنت يوميّا من التّاسعة إلى الظّهر، أو من السّابعة إلى الثالة ظهرا. عندما يعلم أين أنت أؤكّد لك أنّه عاجلا أو آجلا سيبدأ في الظهور.
عن التحرير:
43- أعد الكتابة:
لا يمكنني أن أشدّد أكثر على أهميّة إعادة الكتابة.
44- إيجاد علاقات ثقافية وموضوعية:
فيما يخصّ العمل، بمجرد أن أبدأ الكتابة وأصبح داخل أحداث القصّة، فكل تلك العلاقات تتلاشى. لست أفكر بالالتزامات الثقافية، النّمط أو المعاني الخفيّة. لست أفكر فيما قد يقوله النّاقدون بعد تحليلهم للخيال، كلُّ تلك الأشياء تختفي في المسودّة الأولى. أترك العمل جانبا ثمّ بعد إعادة القراءة أقول ‘هذه هي الأشياء المهمّة، أحببتُ كتابةَ هذا الجزء كثيرا، …’
45- الواقع في الخيال:
لا يمكنك طيُّ الواقع ليخدم الخيال، يجب عليك التّلاعبُ بالخيال ليخدم الواقع.
46- الأبواب:
اُكتب والباب مغلق، أعد الكتابة والباب مفتوح.
عن قول الحقيقة:
47- الوقاحة:
إذا كنت تتوقع النّجاح ككاتب، يجب أن تكون الوقاحةُ في المرتبة قبل الأخيرة بالنّسبة لاهتماماتك، واترك للمرتبة الأخيرة المجتمعَ المؤدّبَ وتوقّعاته. وإذا كنت تريد الكتابة بأقصى مصداقية فأيّامك في مجتمع الأدب واللّطافة محدودة.
48- الكتابة السيئة:
الكتابة السيئة تتجاوز التركيب السّيء للجمل والملاحظات المغلوطة. الكتابة السيئة تكون بسبب عناد الكاتب ورفضه لرواية ما يفعله النّاس في الحقيقة -لمواجهة الحقيقة- دعنا نقول أن القتلة في بعض الأحيان يساعدون العجائز في عبور الطريق.
49- لا تدع الآخرين يخجلونك:
لقد قضيت عدّةَ سنوات -أكثر من اللّازم على ما أعتقد- خجِلا مما أكتب، كنت في سن الأربعين ربّما قبل أن ألاحظ أنّ أيَّ كاتب للخيال أو الشّعر، سبق له أن نشر شيئا من عمله إلّا واتُّهِم من قِبل شخص آخر بتضييع موهبته الإلهية. إذا كنت تكتب (ترقص، ترسم، تنحت) سيحاول أحدهم أن يجعلك تشعر بالسّوء حول ذلك، هذا كلُّ ما في الأمر.
50- الأمور المهمّة، هي أصعب ما يمكن التعبير عنه:
أهم الأشياء هي الأصعب للقول. هي أشياء تخجل من ترجمتها إلى كلمات، لأن الكلمات تقلّل من أحاسيسك، لأنّها تقلّص من حجم الأمور التي تبدو دون قياس داخل رأسك لتُظهِرها في الحجم العادي عندما تخرج منه.
تدقيق لغوي: كرنيف ربيحة.
مراجعة: بشرى بوخالفي