قصص قصيرة

عن البحث العلمي في بلد العميان

إلى ذكرى أحمد خالد توفيق رحمه الله خير من وصف بلد العميان عزيزي حميد، أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى إلى المقهى، هل ستفعلها اليوم وتكسر حجر أم عيالك  المضروب على المقاهي؟ إن للنساء يا صديقي استعداد فطري لوصمنا بالخيانة مهما بذلنا لهن من فضيلة الوفاء…تعال إذن واجلس بجانبي، دعني أطلب لك فنجان ق…

تمثل الصورة ظلا لجسم وأيدي كثيرة من وراء ستار كتوضيح لحالة الكاتب

لقد استيقظت للتو…!

لقد استيقظت للتو… أعين مشدوهة لا يمقِلها عِتاب؛ مِن انغماس رموش أبت أن تغفر لها أوزار ما رأت! تحرُسني سرية مِن الأبدال -وهُم الذين أُعطوا قُدرة على التشكُل مِن العالم الآخر- مُموهين لي ببزة عسكرية مِن أخمص أقدامهم لأعلى رؤوسهم، ثمان بعد العشر رجلاً أو يزيدون، يبرقون بأعيُنهم صوبي؛ فيما كُنت أ…

حَدّق في اللَوحةِ .. تُحدِقُ فيك .

“خلق الرب الإنسان؛ لأنه يُحبُ الحكايا “إليي فيزال كانت تتأمل سقف المتحف مليًّا؛ شاردة الذهن في تلك اللوحة الجدارية الساحرة بألوانها التي استعارتها من الطبيعة حتى غارت منها؛ وأشكالها وشخوصها التي رُسمت ملامحهم بدقة؛ بين صياح وخوف؛ فرح وضحك؛ شرود وصمت ارتياب وحيرة؛ حتى لتحسب أن رُوحًا دبّ…

المعاناة في أن تكون أصماً في السجن.

جيريمي وودي عن الحياة في سجون الولايات المتحدة، كما أخبر كريستي تومسون. عندما كنت في سجن ولاية جورجيا عام 2013، سمعت عن صف يسمى “الدافع إلى التغيير”. أعتقد أن الأمر يتعلق بتغيير طريقة تفكيرك. أنا لست متأكدًا بالفعل، لأنني لم أتمكن أبدًا من حضوره. في اليوم الأول، كانت قاعة الدراسة ممتلئة…

ذنبي الوحيد هو أنني أسود يحب المشي.

غارنيتي كادوغان، حول حقيقة أن تكون أسودا في الولايات المتحدة الأمريكية. “ذنبي الوحيد هو لون بشرتي. ما الذي فعلته لأكون شديد السواد والزرقة”-فاتس والير“جُلت شوارع مانهاتن متأملا”-والت وايتمان بدأ حبي للمشي منذ الطفولة، بحكم الضرورة. مع وجود زوج أم قاسي المعاملة،كانت لدي كل ال…

فراشات – قصة قصيرة

الذاكرة خائنة، ويتجلى ذلك في السؤال حين نقابل شخصاً نظن بمعرفةٍ سالفة بيننا وبينه، لكن الذاكرة لا تقوى رغم شتى المحاولات في العثور على اسمه أو شكل وموعد اللقاء الغائب. نطلق عبارة “بشبّه عليك” دلالة على فقر وخيانة الذاكرة، ثم نشك بأن عقلنا يختلق ذكرى مبهمة وبسالف معرفة زائفة، وبأننا نحن …

براءة سؤال ..وحيرة إجابة

قبل أن يلجَ بابَ البيتِ، كان يُرددُ بينهُ وبينَ نفسهِ آخِرَ الكَلماتِ التي قالها له شَيخُه “يا بُنّي عمَى القُلوبِ ترشِدهُ فِطنَةُ العُقول و عمَى العُقول يَسْتَنيرُ بِبَصيرَة القُلوب، وتَذكّر أنّنا عَرفنَا الله بعقولِنا وآمَنا بهِ بقُلوبِنا و ….. “أخرجَه صَوتُها الغَاضِب من خواطِر…

“تينهام”، الجزء الثالث.

الجزء الثاني: من هنا. الجزء الثالث: يقولون أنك تشعر برابط من نوع ما حين تنظر إلى صورة لمدينتك الأم. هناك حكمة يقال إننا تناقلناها من سكان أوداهي القدماء. تقول: “تراب هذه المدينة لا تأخذه الرياح” ومعناه أنه مهما ابتعدنا عن مدننا نعود إليها. لكنني لم أشعر ولو لجزء من الثانية أنني أنتمي إل…

“تينهام”، الجزء الثاني.

الجزء الأول: من هنا. الجزء الثاني: كان “هيفاي” جميل الوجه، هادئ الملامح، بشرته السمراء وعيونه زرقاء اللون كانت الدليل على انتمائه إلى “أوداهي” أكثر مما فعلتُ أنا يوما، حتى طوله الفارع وبنيته القوية كانت تصرخ “أوداهية”، وككل أبناء “أوداهي”.. كان فاتنا.…

تينهام، الجزء الأول – قصّة.

“ثلاثة رجال بِرِدَاءِ مدينتنا يغادرون الصحراء. واحد بعائلة، واحد بقلب مدينتنا، وثالثهم كان خائنا.. يذهبون في رحلة للمعرفة ثم يعودون إلينا. كتلك الطيور أرسلناهم، وكغير الطيور أضاعوا الطريق إلينا. لكننا أرسلنا عروسنا مع العائلة، وعروسُنا حتمًا تعودُ إلينا” كان كل من في الساحة يردد هذه الق…

La vie est belle (الحياة جميلة) – قصة قصيرة

قرّرتُ في الأيام الأخيرة أن أغيّر منظوري للحياة، فبدل أن أقضي يومي في الجلوس أمام شاشة الهاتف ونشر الكآبة وكأن العالم يحتاج مزيداً من التشاؤم، اخترتُ أن أجرب نقيض ذلك تماماً. الاندماج في الواقع وإضافة بعض التفاؤل واللّمسات الإيجابية الجميلة داخله، بمعنى أن أكون مواطناً صالحاً داخل البيت ومن ثَمّ ال…

كيف أنت..

المحطة التالية كانت مدينة ”القلب الكبير”.. عندما خرجت من الحافلة صفعتني برودة قطبية وكأنني نزلت بألاسكا.. ارتسمت على شفتيّ ابتسامةٌ ساخرة لم يكن بمقدوري أن أكبتها، نفس البرودة، لم يتغير شيء… حتى بائع الفول السوداني ذاك، ما يزال ينصب طاولته المصبوغة باللون الرمادي تماماً كأحلامه وآ…