نصوص

[سنة ثالثة نقطة .. في متن التدوين كان لنا حكاية ]

لم تكن الكتابة يومًا بريئة .. يومًا ما ستمسك قلمًا وورقة أو هاتفًا ولوحة مفاتيح ؛ يومًا ما ستخطر على بالك فكرة تراودك عن نفسها تقول “هيت لك” تتمنع عنها ب “معاذ الله ” تنساها أو تتناسى إغرائها لكنها أبدا ستنساك أو تغض طرفها عنك ؛ قد تؤرقك وتقظ مضجع راحتك تهمّ بك فتستسلم وتهم …

خواطر من عمق الصحراء

في هذا المساء المنفطر، أنفاس منسية تنبعث من جوفه تُقتلع من أعماقه اقتلاعًا، تجترح جوانب القلب تدميه جراحاً غائره، تدفع النفس فلا ترسو على حال، تقودها للبحث والتمعّن، تبحث عن أمر مجهول لها غير معروف ربما يعيد لها توازنها المفقود. في هذه الليلة الهادئة المظهر على غير العادة، صوت خافت يهمس للروح وحياً…

الاتفاق على إطلاق النار (3)

كيف تُسخِر نفسّكْ لقِواك؟! ما قولك لو حدثتُك الآن بأن عقلي الباطن سيُحاورِك على لسانه، وبما يدور حوله مِن هالة يقبع وراءها قوى عُظمى ما عليك إلا أن تجد لها مساراً ما لتطويعها؟! حينها ستقول عني أبلهاً بالتأكيد، لكن من قال لك بأن معشر العُقلاء لا ينوون مرةً بأن يُمثلهم أحد يُريد يوماً أن يتربع على عر…

الاتفاق على وقف إطلاق النار (2)

تتنوع الأسباب التي تمطر الإنسانَ بخيبات أمل حتى تُغرقه، سواء كان مردُّها أناساً آخرين، أو كانت أهدافاً موضوعة من قِبل الشخص ذاته، خلقها رجية رسم أحلامه، إلا أن إرادته لم تكُن بالأهلية الكافية ليعوّل عليه في نهاية المطاف على تحمُّله الجلد، أو أنه -وللأسف- كان لواقعه كلمة عُليا قبل أن تُبرز معالم لأح…

الاتفاق على وقف إطلاق النار (1)

أعراض النوم؛ نماذج ليس لها سبيل! التصدير بالمُقدّمة… عِندما أفيق في مسلك الصباح، أتذكر أن هجوعي قد دوّي بالأحلام. ثوانٍ معدودة أفتقر على خطّها عّد العوالم التي أرتئيها، لأُسارع إلى جلب ورقة وقلم، وإن لم يتسنَّ لي أحدهما من سوء الحظ، حينها أحمد الله شُكرا على قلم الكُحل الذى حفظ مقامي وأدمغُ ب…

الموت رياح تنطفئ.

الموت ليس فلسفة منعدمة من إجابات لا طائل في تحقيق أمرها؛ ولا متخلق بكاهن جدير بالثقة يُقرِع بطبول عن قدوم غير آجل. وليس أيضاً اهتداء غامض يبعث لأريحية مُطمئنة، تحقق مكاسب لا يُنظر لأمرها حين قدومه. الموت ما هو إلا مولد للحياة؛ يُجليها لأجيال تحمل إرث السابقون في حملته، وكأنه يُفضي إلينا أنه يهب لنا…

سارة نموذج الطفولة المغتصبة..!

المقهى المحاذي للحي الجامعي ”المتطوع“ بالسانيا في وهران يملؤه غالباً الطلبة الجامعيون..، مساء هذا اليوم، للمرة الثانية، خلال هذا الأسبوع، ألمح ”سارة“ تتنقل بين طاولات المقهى تستجدي عطاء المحسنين، ورحمة الراحمين، لقد كان منظرا بشعاً لا يدرك حجم قبحه إلا أولئك الذين يمتلكون ضمائرا ما تزال تنبض بشيء م…

في مرآة الأزرق العميق.

“يحكى أن بقعة زرقاء مسافرة؛ رحالةً كانت، تحملها الرياح بين البلدان، فكانت تحلّ كل فترة وأخرى ضيفة على بلدة بأكملها أو على واحد من سُكانها، يقال إن بعض الناس كانوا يستقبلونها بكرم، ومنهم من كان ينتظرها، وآخرون كانوا يفزعون منها. يصفها المؤرخون على أنها “حالٌ” هلامي غريب، تبدو لمن ر…

عامٌ على التدوين.

همسُ الكلمة:أمّا قبل“في البدءِ كانت الكَلمَة”(1)، وبعد الكلمة كان التدوين..“نُ والقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونْ ” (2) آيةٌ منَ السَماء تشهدُ بأنّ تسْطِير الكَلمة هو تمجيدٌ لها، هو حُكمٌ من الله فيها وربّما روحٌ منه نفخت أيضًا.. أمّا بعدلطالمَا حَملَت الكلمة معانٍ أكبرَ من معانيها،…

لم يكن لزاما أن تسير الأمور على هذا النحو.

إن سؤال “ماذا يعني المنزل؟” ليس سؤالاً تجريدياً في خضم جائحة، إذ يصبح سؤالاً مادياً حول أين ومع من تريد أن تكون محجوراً – إذا كنت محظوظا بما يكفي لاختيار ذلك، فهذا ما يعني “المنزل”. في منتصف ديسمبر، سافرت من لندن إلى مدينتي فورلي في شمال إيطاليا. كنت حاملاً في الأسبوع …

ما لا يعرفه والداي عن الاكتئاب الذي سرق ابنتهما.

أنا مكتئبة. لست “فقط حزينة” . لست “في حالة ذعر”، وبالتأكيد لن “أتغلب على الأمر في غضون أيام قليلة”. أنا مكتئبة ولا يمكن لأي كمية من الإنكار أن تمنع الأمر من أن يكون واقعاً فهنا لا يهم ما تريد. أعلم أن الأمر صعب عليكم، أن لا تفهموا لماذا تشعر ابنتكم بهذه الطريقة. …

كافكا يعطيكم بعض النصائح حول التصرف في الحجر المنزلي

لقد سألني مؤخراً أحد معارفي “هل ترغب بالانضمام إلينا؟” عندما قابلني وحيداً في مقهى شبه مهجور بعد منتصف الليل. فقلت له “لا، لا أرغب بذلك.” – – – لا تحتاج لمغادرة غرفتك. ابقَ جالساً على طاولتك واستمع. أو حتى لا تستمع، فقط انتظر، كن هادئاً، ثابتاً، ووحيدا…