بطاقة تعريفية بالكتاب:
العنوان: فئران أمي حصة.
الكاتب: سعود السنعوسي.
عدد الصفحات:٤٣٧.
الناشر: الدار العربية للعلوم، ٢٠١٥.
عن الكاتب:
روائي كويتي، عضو رابطة الأدباء في الكويت وجمعية الصحفيين الكويتيين. فاز عام ٢٠١٣ بالجائزة العالمية. حاز على جائزة الروائية ليلى العثمان لإبداع الشباب في القصة والرواية في دورتها الرابعة وذلك عن رواية سجين المرايا 2010.
حاز على المركز الأول في مسابقة “قصص على الهواء” التي تنظمها مجلة “العربي” بالتعاون مع إذاعة بي بي سي العربية، عن قصة “البونساي والرجل العجوز”، وذلك في يوليو 2011.
حاز على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الآداب عن رواية “ساق البامبو” عام 2012، والتي حصدت الجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” عام 2013.
كما حاز لقب شخصية العام الثقافية – جائزة محمد البنكي، في مملكة البحرين 2016.
صنفت “فئران أمي حصة” ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 2016-2017، ورواية “حمام الدار” ضمن القائمة القصيرة للجائزة 2018-2019.
عن الرواية:
ضربة على الشفة، سقوط سن، توبيخ، قسم! ممكن سؤال! احذر سقوط السماء!
أمي حصة تقرفص في حوشِ البيت على مرتبتها تحكي، جنيات السدرة، بنات كيفان، سوالف والفئران الأربعة…
يكبر بطل الرواية وتكبر حصة ويمضي الزمن، حربُ الخليج الأولى أو قادسية صدام كما يحبّ أن يسميها عمّي صالح، أوالدّفاع المقدّس كما يسميها عمي عباس، ثمّ الحرب الثّانية، غزو العراقِ أو تحرير الكويت!
يُمّه حصة العمرية أم العميرية!
بين الماضي والحاضر تنقّل الكاتب بطريقة مشوقة، وكأني بالحقبتين تتحاوران! واحدة تسأل وأخرى تجيب!
تبدأ الأحداث في 1985 وفي الوقت نفسِه في سبتمبر 2020.
المدرسة أولى المحطات، تناقضات حادّة بين الشعارات قبل النشيد الوطني ومع الحقيقة المرّة، اختلافات، احتدام، شجار…
“ليش.. إش الفرق يمه!” تردّ “لا تسأل”.
تتوالى الأحداث، حروب الخليج تباعا، أمي حصة تلعن اليهود، صالح يلعن الفلسطينيين..
وهنا يعرج بنا الكاتب إلى الأحداث التي تلت الغزو، نفي الفلسطينيين، مشاعر دافئة لأمريكا.. لم أُفتن من قبل ببراعة كهذه في السّرد والوصف.
هذه الأحداث وأكثر أتعمّد إخفاءَها على القارئ حتى لا تُحرَق أحداثُها التي دارت منذ 1985، وهي رواية لبطل الرواية نفسه عنوانها “إرث النار”
بطل الرواية بين الحق والباطل، لا يستطيع تحديدَ أيِّ مذهبٍ ينتمي إليه! هل يستطيع أن يحارب الطاعونَ بقلمه؟
في نهاية الرواية يجب أن تقرِّر مَن مِن هؤلاء هو أنت!
(فهد أم ضاوي) إن كنت سنيا أم (صداق، عباس، صالح) إن كنتَ شيعيا! أو الاحتمال الأخير سأخبرك به لاحقا.
قسمت الروايةُ إلى أربعة أجزاء، أربعة فئران: شرر، لظى، جمر، رماد. ربط رائع بين هذه الأسماء وتسلسل الأحداث التي بدأت بـشرر ثم تفاقمت الفتنة فإذا بها نارًا تلظى خفتت شيئًا فشيئًا لتكون جمرا ثمّ انتهت بـرماد. عندما تقرأ ستُسقط كلَّ هذا على الشخصيات.
صحيح!
ربما كقارئ سيدهشك أنّك ستجد نفسك أكملت الرواية ورسمت ملامح شخصيّاتها دون أن تعرف اسم البطل.
في الحقيقة البطل يمثلنا؛ أنا وأنت, وهذت هو الاحتمال المتبقي الذي أخبرتك عنه قبل قليل، ذلك الضمير الذي تحرك أخيرا إزاء كلِّ ذلك الهراءِ مناديا “الفئران آتية! احموا النّاسَ من الطاعون!!“
ينتقل الراوي بين ذلك الزمن والمستقبل (سبتمبر 2020) استشرافا للقادم (وهنا كمن يتنبّأ بحربِ خليجٍ رابعة) ليرسم توقّعاتِه إزاء الوضع إن استمر الصراع المذهبي والطائفي معطيا ملخّصا ثمينا لكلِّ الأحداث التي تعاقبت منذ الثمانينات في بلده طبعا، ويذكر أنَّ الشّيعة في الكويت تمثل نسبةً لا يمكن تجاهلُها. تجده بدأ الحكايةَ منذ أوّلِ شرارةٍ ولا عجبَ أن حظر هذا الكتاب عن رفوف المكتبات لفترة قد حدثَ فعلا.
روايةٌ محبوكةٌ بطريقة استثنائية، أسلوبٌ مشوّقٌ، لغةٌ بديعةٌ، دقّةٌ في الوصف تجعلك تعيش التفاصيل دون ملل، خارجةٌ تماما عن التقليد. إضافةً إلى تصميم الغلاف المشفّر والإيحاءات التي يحملها فإنّها تتطلّب تمعّنا ودقّة لربطها بسياق الرواية.
إعداد: صدوق شمس الأصيل
تدقيق لغوي: كرنيف ربيحة