بطاقة فنية للرواية:
الكاتب: إبراهيم فرغلي
عدد الصفحات: 464
الناشر: منشورات المتوسط
سنة النشر: 2018
نبذة عن الكاتب
إبراهيم فرغلي كاتب مصري من مواليد المنصورة. ولد عام 1967. عمل بروزاليوسف، قبل السفر لعمان والعمل في نزوى، ثم عمل بالأهرام. أصدر العديد من الأعمال، مثل أشباح الحواس، كهف الفراشات، شامات الحسن، معبد أنامل الحرير والتي ترشحت للبوكر العربية، ورواية أبناء الجبلاوي، وغيره من الأعمال المتنوعة مابين القصة والرواية، وأدب الفتيان. حصل على جائزة ساويرس الثقافية.
عن الكتاب
ثلاثية جزيرة الورد، نُشر أول أجزائها سنة 2004 وترجم للغة الإنجليزية، ونشر الجزء الثاني جنية في قارورة سنة 2007، ثم إستكمِلت الثلاثية في 2018 حيث نُشرت مجمعة في كتاب واحد.
تدور أحداث الرواية ما بين المنصورة، والإسكندرية وباريس. تحدثنا فيه روح الراحل عماد، والذي يشبه الشخص العالق الذي يرى بأن على عاتقه مهمة إرشاد الإبنة حنين. وتروي فصولا من شخصيات أخرى مختلفة. الرواية تنتمي كالعادة لنمط إبراهيم: الأيروتيكي والواقعية السحرية.
ترينا الرواية تفصايل مصر منذ مقتل السادات حتى ما بعد ثورة 25 يناير 2011, ترينا نسسيج المجتمع السياسي والثقافي والإجتماعي من خلال العلاقات المتشابكة. مسيحية تحب مسلم، نسيج الأديان والطائفية يمتزج ويذوب، تمامًا كما فعل كوتسي في رواية العار، حين أنجبت الفتاة البيضاء طفلا أسودا كدلالة على ذوبان الفروق والصراعات بينهم من خلال الإبن. تمامًا كما حدث هنا.
الرواية تتجاوز مجرد كونها قصة حبة تقليدية بين مسلم ومسيحية، إلى إختطاف السيدة المسيحية بعد أن أنجبت طفلتها، وغيابها لسنوات، ومن هنا يقرر الأب السفر بإبنته خوفًا عليها.ليبدأ تشكل الصراع في حياة الجميع منذ تلك اللحظة. الأب رامي المعذب لفراق زوجته، وعذابه قبل ارتباطه بها وغرامياته، وكأنه كُتِب عليه المشقة، وما بين الطفلة التي ترينا في “جنية في قارورة” تفاصيل أزمة الهوية والثقافة بين الغرب والشرق، والاختلافات الشائعة، وإدعاء التدين والتشدد في النسيج المصري، والزيف في المجتمع الأوربي. وبين نادية أخت رامي التي تفكر وتشعر بما يشعر به، وتعيش بنصف وعي لها ونصف وعي رامي، ونسرين ابنة نادية التي تتشكل لديها أزمة بسب ثقافة وتقاليد المجتمع وقيوده، فيحولها الضعف والتصادم فتاةً ناقمة حزينة متعبة من كل شيء.
الرواية تروي الأحداث السياسية والإجتماعية في تلك الفترة في مصر وخاصة في المنصورة من وجهات نظر متعددة ومن زوايا مختلفة لتشكل صورة أكبر معقولة عن الأفكار والتفاصيل منذ مقتل السادات وصعود وهبوط الأخوان، وفترة مبارك، ثم ما بعد الثورة بقليل. الرواية تمتاز ببراعة إبراهيم الإيروتيكية خاصة في “جنية في قارورة” حين جعل حنين تتجول بحثا عن مادة علمية لدراستها، ومن هنا احتكت بنسيج النساء في مصر المتفكك. أفكراهم وهويتهم، وعلاقتهم بجسدهم ومجتمعهم.
ما قد يعيبه القارئ على الرواية عدم الترابط لحد كبير، وضعف مفتاح الحياة في آخر الأجزاء، بالإضافة للفترة الزمنية الضخمة بين كل جزء، فلو كُتبت كرواية واحدة لصارت أكثر ترابطا وصار تركيز الكاتب عليها أكثر، لكن الكاتب أضاع هذا الترابط، وقد يلتمس القارئ أيضا وجود أحداث بلا قيمة، أُضيفت كمحاولة لإسترجاع خط الأحداث الذي فقده الكاتب، اضافة الى سوء التعامل مع بعض الشخصيات التي اختفت بلا سبب، والتي ظهرت في البداية دون سبب واضح. يبدو أن رغبة الكاتب في عرض وجهات نظر عديدة كانت أكثر من الازم، أو لم يوفق في اختيار الطريقة الأمثل ليعرضها.
يتضح هدا التفكك من محاولة الكاتب في “مفتاح الحياة” الحديث بشكل عام عن جزيرة الورد وهي مدينة المنصورة، وخَلق أحداثٍ حتى يتجه لما بعد الثورة والحادث الارهابي في باريس، الذي حدث بوجود الرئيس الفرنسي في ملعب حديقة الأمراء. فيعطي للقارئ شعورا بأن محاولة الكاتب لعرض النموذج الغربي كانت مفاجئة ومفككة. فشخصية نادين لم يتم رسم معالم واضحة لهابحق كي تصير هي المحرك فجأة. لم يتم وضع نهاية لشخصية عماد مثلا, بعدما كان عنصرا أساسي. الخلل ضرب في أصول العمل وأفسد فكرة مميزة بدايتها كانت رائعة. في النهاية يظل عملا جيدا يعرض أفكارا هامة بلغة جيدة وبخيال رائع.
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي