بين العدل والثورة: قراءة في ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ

“في ظل العدالة الحنون تُطوي آلام كثيرة في زوايا النسيان، تزدهر القلوب بالثقة، وتمتلئ برحيق التوت ويَسعد بالألحان من لا يفقه لها معنى، ولكن هل يتوارى الضياء والسماء صافية؟”

الحرافيش*

ملحمة الحرافيش، هي ملحمة صورها الكاتب على امتدادها الزمني والإنساني الذي استطال عشرة أجيال.
وهي رواية في ظاهرها السذاجة والأحداث العادية المكررة، وفي باطنها التعقيد والرمز لحقب تاريخية وشخصيات من الماضي والحاضر، تصلح لكل زمان ومكان لأنها ترسم ملامح النفس الإنسانية، وتصور صراعاتها الداخلية والخارجية، وحيرتها، نزاعاتها ورغباتها في عشر حكايات متشابكة تتفرع من الحكاية الأولى، وكل حكاية تتوزع في مقاطع تتدرج بين الطول والقِصر، الوضوح والغموض، الإيجاز والإسهاب.

المكان والزمان:

لا يذكر الكاتب -رغم طول الرواية- سوى منطقتين هما “الحسين” و”بولاق”، وهما من أحياء القاهرة في مصر، ويبني الملحمة على أرض الحارة، التي يسكنها طبقتان من الناس: طبقة الأعيان والوجهاء، وطبقة “الحرافيش” البسطاء من العامة وهي السواد الأعظم.

ويعرض هذه الحارة -بكل مداخلها ومخارجها الضيقة والعتيقة- دويلة مستقلة وسط الدولة، لها قانونها الخاص، وسلطانها الخاص، وقد تمثل سلطان القوة ذلك في “الفتونة” مجموعة القوى التي تتحكم في خيوط الحارة، أمنها ومصالحها، لصالحها.

عاشور الناجي: الأسطورة الأولى، كيف تطورت؟

اتخذ الكاتب منه رمزاً للخير ومثالاً للحاكم الصالح العادل، وجمع فيه صفات الفتونة المثلى بما فيها القوى الجسدية والروحية، أسهم في ذلك تربيته على يد الشيخ عفرة زيدان الذي اتخذه ولداً، وحرص على تهذيبه وتعليمه القرآن، وأوصاه أن يجعل قوته “في خدمة الناس لا في خدمة الشيطان”، فنشأ عاشور غرّاً بسيطاً يرى الدنيا بعيون بريئة، ويعشق التأمل الروحي؛ فتنجذب روحه لأناشيد التكية التي استخدمها الكاتب بصورة واضحة في جميع قصصه المتشابكة، وجعلها إلهاماً وراحة لأبطالها؛ مما يرسم الاستفهام والحيرة في ذهن القارئ، خاصة أن مقاطع الأناشيد باللغة الفارسية.

والأناشيد تختفي معانيها المترنمة خلف ألفاظها الأعجمية، وكان عاشور يشعر بتأثيرها وسحرها دون أن يفهمها، ويحاول مراراً الدخول إلى التكية والانضمام إلى الدراويش، لكنهم لا يفهمون لغته ولا يفهمهم.
وكان عند حيرته يدق باب الأناشيد لكنه لم ينفتح أبداً، ويتساءل القارئ كثيراً عن عصيان ذلك الباب، لكنه لو أمعن التفكير لوجد أن الباب لا ينفتح لمن هو منجذب إلى الحياة، وساعٕ نحو متاعها قيد أنملة.
فعاشور تجذبه بعض إغراءات الحياة وزينتها، فيقع في حب فلة التي تعمل في خمّارة درويش -الذي اتخذه الكاتب رمزاً للشر والفساد- وتذكره بوالدته التي يجهل صورتها، لعلها كانت مثلها! ويؤثرها لأنه وجدها -مثله- مجهولة النسب؛ فيتخذها زوجة ويحاول تهذيب أخلاقها ما استطاع.
وقد وصفها الكاتب بأنها: “امرأة صغيرة جميلة لا دين لها، لا تعرف الله ولا الأنبياء، ولا الثواب ولا العقاب. يحفظها في هذه الدنيا المرعبة حبها وأمومتها”.

وتأتي نقطة التحول في حياة عاشور حين يتفشى الوباء في الحارة ويقضي على جميع سكانها، عداه وزوجه وابنهما شمس الدين؛ لأنهم التجؤوا للبَرِّ استجابة لرؤيا عاشور، وحاول نصح قومه لكنهم أبوا وسخروا منه!

ولا يذكر الكاتب اسم المرض القاتل بل جعله مجهولاً، ربما لأنه أراد تسليط الضوء على الموت، فجعل له مسبباً، ووصفه حينها أنه:

“لا يفرق بين غني وفقير، قوي وضعيف، امرأة ورجل، عجوز وطفل، بل يطارد الخلق بهراوة الفناء!”

سلّم عاشور أن الوباء غضب من الله، وهو عقاب للبشر، فيقول: “ولكن ثمة فكرة تتسلل إليه خلال عباداته المتواصلة بأن الإنسان يستحق ما يعانيه”. وحين عاد إلى الحارة المنكوبة، يقول: “وها هو ذا الله يعاقبهم جميعاً، كأنما قد ضاق بهم!”

كما تجلى في قصة عاشور الناجي الصراع بين الخير والشر، الفضيلة والرذيلة، الغنى والفقر، لكن الغلبة في نهاية الفصل تكون للخير وأهله، ورغم تبدّل منزلة عاشور، وتقلده الفتونة إلا أن مبدأه لم يتغير فقد رعى الفقراء، وكان يتصدق عليهم، ويُشغّل العاطلين. كما شيد معالم الحارة من جديد، مثل الزاوية والتكية والسور العتيق. ثم يترك الكاتب طريقة موت عاشور ودرويش مجهولة، فيختفي كل منهما عن الحارة بطريقة غامضة يختلف الناس في تأويل أسبابها، كأنه يرمز إلى خلود الخير والشر، غير أن الأول يبقى اسمه عطراً وسيرته لا تُنسى، وسيرة الآخر تذروها الرياح وتُمحى، “يذهب الإنسان بخيره وشرّه، ولكن تبقى الأساطير”.

ماذا يحدث للفكرة الأولى حين تتعاقب عليها الأجيال؟

يصور الكاتب ما قد يحدث على مدار أجيال لعائلة بعينها: تكبر كشجرة، وتتفرع كما تتفرع أغصانها، الأوراق التي تنمو على تلك الأغصان تبتعد عن الأصول، تبتعد عن الجذع، ولكنها مع ذلك لا تنسى أنها انطلقت منه وتنمو بما تستمده منه.

وكذلك يمكن أن نرى رحلة التفرع في شجرة عاشور الناجي الجذع الأصيل، وبطريقة ما، جعل الكاتب في هذه الشخصية رمزا للفكرة الأولى، الأصيلة؛ التلقائية والعفوية الصادرة من المنبع، فمع عاشور الناجي ابتدأت ملحمة الحرافيش، وتشبُّعه العميق بمبدأ العدالة؛ وإيمانه القوي بضرورة إحلال هذا المبدأ، ومن ثم خطته الخاصة لضرورات ومستلزمات إحلاله؛ فنراه وقد فرض على نفسه عيشة بسيطة، وألزم نفسه وأتباعه عملاً يرتزقون منه، وفرض الإتاوة على الأغنياء فقط ليصرفها على الفقراء، فهو الباني الأول للخطة وهو الأدرى بحيثياتها.

ثم تكبر الشجرة، ينشأ أول الأغصان، يمر الوقت، ويأخذه النمو بعيدا من الجذع بشكل تدريجي، ولكنه يبقى الأقرب منه، يبقى الأقوى والأمتن لارتباطه المباشر به. “شمس الدين” كان أول الأغصان، أقل متانة من الجذع، لا تحركه نسمات الهواء، لكنها تحرك أوراقه، ما زال يؤمن بفكرة أبيه، ويعتقد في منهجه وخطته، وحافظ على نقاء فتونته للحارة رغم انحرافات شخصيته، ورعى الحرافيش بالرحمة والعدل فتناسوا أخطاءه، ومجدوا سيرته.

ولئن كان عاشور الناجي ينفذ مبدأه بشكل أكثر عفوية فإن شمس الدين كان يجاهد للقيام به، فهو -على حزمه واشتداده- يميل عن الطريق مرات، ويجد لذلك الميل في نفسه وقعًا، يصارع ليستحق أمام نفسه منزلته أمام الناس، ويجعله هذا الصراع أمامها وجها لوجه أمام مرآة المقارنة بينه وبين عاشور الناجي، الأب لم يشخ، لم يشب شعره؛ ما بال الشيب يهاجمه، الأب لم يضعف وليس عليه هو أن يضعف، تمر الأعوام، أين الشباب؟ أين الأمس؟

يزيد الغصن تفرعًا جديدًا، ويخلف “سليمانُ” أباه شمس الدين، ينمو غصنه ويورق، وتهزه الرياح، بينه وبين الجذع مسافة، بينه وبين الجذع وسيط، وكذلك بينه وبين الفكرة، يستمد الغذاء من أبيه، يستمد منه إيمانه وصراعاته، يتناقص الإيمان مع ضربات الرياح وبُعد المسافة؛ وتتقوى الصراعات بصراعات جديدة ترجح كفتها، ففي بداية توليه الفتونة كان يشعر أنها عبء ثقيل، وبهجة عابرة، حتى يصاهر الأعيان، فيبدأ عهد جديد، عهد الإيمان بفكرة العدل، والشك في منهجه، لا مانع من اللين مع الأشداء والضعفاء، ولن تميل الكفة لأحدهما في النهاية.

هذا ما أقنع به نفسه ورده على صوت ضميره، لكن بتعاقب الأيام زحف على وجدانه مُخدِّرٌ فعال، فتخلى عن عمله، وتناقصت أنصبة الفقراء والحرافيش، وترك الوجهاء حرفهم البسيطة.

تكبر الشجرة أكثر، تتوالى تفرعات الأغصان، تبعد عن الجذع أكثر، مع ذكرها الدائم له وإكبارها، وكلما كبرت المسافة كلما بهتت الفكرة، وبدا النهج غير واضح، وحدها الأساطير ظلت لامعة وجذابة!

شجرة عائلة الناجي

كيف يتشكل هيكل الرواية؟

يلعب الكاتب لعبته المحببة: النسج بخيوط الزمن. هيكل الرواية نسيج زمني، خطِّيٌّ، وفي ملحمة الحرافيش أيضًا، يعقد نجيب محفوظ خطين، خط زمن الرواية: طويلاً، ملونًا، بألوان الأزمان العشرة، وهذه الأزمان بدورها تتقاطع مع الخط الثاني: خط زمن الشخصية المنكمش والمتمدد حسب ما يفرضه الحال.

يبدو خط زمن الشخصية عند بدايته ممدودًا على طول آمال وقوة الشخصية، ثم يتقلص فجأة لما تصل لنهايته، وكأن الكاتب مولع بتصوير تلك اللحظات، التي تتساءل فيها الشخصية حيال دورة الحياة، وما الحياة التي أحبتها وثملت بكأسها حتى حسبت أنها لا تستفيق منها؟!

تتجلى أمثال تلك اللحظات في حكاية “شمس الدين” -الذي سمي قاهر الشيخوخة والمرض- وتأثره بشيخوخته وأفول زمان قوته: “ولكن الموت لا يهمه، لا يزعجه بقدر ما تزعجه الشيخوخة والضعف. إنه يأبى أن ينتصر على الفتوات وينهزم أمام الأسى المجهول بلا دفاع”.
كما تجلت من قبل في شخصية التاجر السيد أحمد، في آخر كتب الثلاثية للكاتب (السكرية).

يبدو خط زمن الشخصية المنكمش وقد انعقد عقدة صغيرة، أو وقد تشكل فيه ما يشبه العقدة، لحظة تحدّ من إحدى الشخصيات على الزمن -زمنها الخاص وزمن الأحداث- تثور، تتساءل عن معنى الموت، وما الذي يمنعنا من الأبدية، وبالحديث عن الزمن ننساق للحديث عن الموت، ويبدو نجيب محفوظ كما لو أنه، حين يتعلق الأمر بالموت، يحب أن يصوره لنا في أحداثه الغريبة، تلك التي تجعله بارزا جدا، وتجعل السؤال حياله مسموعا، كموت يبدو عبثيا مقارنة بما نرسمه وترسمه الشخصيات في مخيلتها عنه، نصطدم كما تصطدم الشخصية به كمفهوم، تموت شخصية صغيرة، يعيش طفل صغير يتيما، يتخطف الموت كل من يرعاه، أو تموت شخصية كنا نتأمل فيها المستقبل الواعد، فجأة ميتة غريبة، وربما يقال: سخيفة، غريبة، وفي النهاية ما معنى الموت؟

-“ويصارع شمس الدين المجهول في وحدته. إنه يصده عن السير يرفع أديم الأرض حيال قدميه، يسرق فوزه العظيم ببسمة ساخرة.. ويكور قبضته، ويسدد إليه ضربة في الصدر لم يعرف لعنفها مثيلاً من قبل”.

-“إنه ذكرى لا حقيقة. موجود وغير موجود. ساكن بعيد منفصل عنه ببعد لا يمكن أن يُقطع. غريب كل الغرابة، ينكر ببرود أي معرفة له. متعال متعلق بالغيب. غائص في المجهول. مستحيل غامض مندفع في السفر. خائن، ساخر، قاس، معذب، محير، مخيف، لانهائي، وحيد”.

يستمر كل شيء وراء الحدث، ولا يفصل الكاتب الموت عن الحياة، وحيث يقف أحدهما يبدأ الآخر، أو كأنهما يسيران في خطوات متوازية. نجيب محفوظ بارع في تصوير المشاهد، بارع في إثارة الأسئلة، ورسم الحيرة، وجعل القارئ يتأمل فلسفة الحياة عنده، على ضوء أحداث يندمج معها ويذوب فيها.

يقول يحيى الرخاوي:

في ملحمة الحرافيش حضر الموت باعتباره: البداية، واليقين، والتحدى، والدفع جميعا: لم يحضر الموت العدم إلا وهو يخلق الحياة من داخلها: “الموت لا يجهز على الحياة، وإلا أجهز على نفسه”(ص 64). منذ السطر الأول يعلن محفوظ أن الملحمة تدور: “فى الممر العابر بين الموت والحياة”، لم يقل الممر العابر بين الحياة والموت، أو بين الولادة والموت، كما يفترض بحسب التتابع الزمنى المنطقى. قدم محفوظ الموت باعتباره الأصل، وأن الحياة هى احتمال قائم، الموت بمعنى العدم -كما يشيع عنه- لا وجود له”. (١)

إشكاليات الفلسفة الوجودية في الرواية:

ناقش الكاتب المصير الإنساني الذي يتسم باليأس والعبثية، مع محاولات الوصول لمعنى، يتجلى ذلك في سيرة “جلال” الذي فقد والدته ومخطوبته التي أحب، فيسعى لهزيمة الموت وقهره والتخلص منه بمؤاخاة الجان، والتحامه مع الشيطان، وهنا يستدعي الكاتب الأسطورة الفاوستية في سعي الإنسان إلى الكمال والخلود.
ويخاطب جلال نفسه:
لا تحزن على مخلوق سرعان ما انهزم، لم يحفظ العهد. لم يحترم الحب. لم يتمسك بالحياة. فتح صدره للموت. إننا نعيش ونموت بإرادتنا. ما أقبح الضحايا! دعاة الهزيمة. الهاتفون بأن الموت نهاية كل حي. وبأنه الحق. إنه من صنع ضعفهم وأوهامهم. نحن خالدون ولا نموت إلا بالخيانة والضعف!

-ويصف الضياع والعبث حين سأل شيخُ الحارة جلالاً عما يبحث، فقال: “أجد ما لا أبحث عنه، وأبحث عما لا أجد”.

-“الانتظار محنة، في الانتظار تتمزق أعضاء الحس. في الانتظار يموت الزمن وهو يعي موته. والمستقبل يرتكز على مقدمات واضحة ولكنه يحتمل نهايات متناقضة. فليعبّ كل ملهوف من قدح القلق ما شاء“.

ما حال الحرافيش والفتونة حين تتعاقب الأزمان؟

يركز الكاتب على الحرافيش، الحلقة الأضعف في الدويلة، ومقياس العدل، يبدأ الحكاية بالبطل عاشور الناجي الذي يمسك زمام الفتونة في الحارة فيحدث فيها ما لم يحدث من قبل، يسعد الحرافيش ويُلجم كبارها، تنتهي أسطورة عاشور الناجي تدريجياً، ويبقى في أذهان الحرافيش طويلاً، البطل المنقذ المخلص في مخيلاتهم.

يعيش الحرافيش على انتظار من يعيد سيرة عاشور مِن ذريته، لكن الانتظار يطول حتى يحل اليأس بعد أن ساءت أحوال آل الناجي، وازدادت انحطاطاً، وتفكك شملهم، وتلاشت أحلام فتونتهم العذبة، وأصبحت بالنسبة الحرافيش مجرد حلم بعيد المنال، إلى ماضٍ مشكوك فيه، حتى قالوا: “إن أسرة الناجي أصبحت مسرح الحزن وأمثولة العِبر جزاء خيانتها لعهد جدها العظيم صاحب البركات والكرامات”.

يظهر في النهاية نوع جديد من البطولة، حين بدأ الكاتب في نسج أبطال من ذرية عاشور يعيدون عهده، وجعل لهم أسماء موحية وذات دلالة، مثل “فتح الباب” -المحرك الأول للثورة- الذي جعل بداية رفع الظلم على يديه لكنه افتقر للقوة الجسدية التي امتلكها عاشور الأول فلا يتمكن من تخليص الحراقيش تماماً لكنه فتح لهم باب الوصول والنجاة.

ثم عاشور -الحفيد العاشر لعاشور الناجي- الذي تجمع حوله الحرافيش، فتهيأت له السيادة دون معارك، وحقق العدل والأمان الذي طال انتظاره، وترفع عن كل المغريات التي تُعرَض عليه، وتتهيأ له، بقوله: “إني أحب العدل أكثر مما أحب الحرافيش، وأكثر مما أكره الأعيان.”
كما حتِّم على الحرافيش أمرين: أن يدربوا أبناءهم على الفتونة، وأن يتعيش كل منهم من حرفة أو عمل يقيمه لهم من الإتاوات. فحوّل الحرافيش إلى فتوات، وأبطال.

وتم له أعظم نصر، وهو نصره على نفسه”، في هذه العبارة نستطيع أن نفهم هدف الكاتب منذ البداية، حتى أن الأناشيد الغامضة بدت كأنها تفصح عن أسرارها، وحين رأى عاشور في منامه أن باب التكية يُفتح، قال له قلبه: “لا تجزع فقد يفتح الباب ذات تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال وطموح الملائكة.”.

هكذا يُحدث نجيب محفوظ تلك النقلة، فهو يُعرّف الحرافيش في أول العهد على معنى العدل، ثم يختتم الملحمة بتعريفهم أسس بناء الحكم، وكيف يحقّونه بأنفسهم، فينقل صورة البطل، من الفرد الواحد للأفراد المتعددين، فهل كان الكاتب يوحي بذلك إيحاءاته الخاصة؟

الهوامش:

١. حركية الموت ضد الخلود العدم “فى ملحمة الحرافيش“، يحي الرخاوي.

* الاقتباسات من رواية الحرافيش، الصادرة عن دار الشروق، الطبعة الخامسة عام 2014.

إعداد: منال بو خزنة وآية الشاعر.

كاتب

الصورة الافتراضية
Aya Elshair
المقالات: 0

اترك ردّاً