مراجعة رواية”قواعد العشق الأربعون”

بطاقة فنية عن الكتاب:

اسم الكتاب: قواعد العشق الأربعون .
الكاتب: إليف شافاق

التصنيف: رواية

عدد الصفحات: ٤٧٠
دار النشر : نُشر لأول مرة بالولايات المتحدة الأمريكية ثم بالمملكة المتحدة البريطانية عن بينجوين (Penguin)
سنة النشر: مارس 2009

عن الكاتبة :

إليف شافاق. روائية وكاتبة تركية تكتب بالغتين التركية والإنجليزية، من مواليد مدينة سترانسبورغ الفرنسية عام 1071 ترجمت أعمالها لأكثر من خمس وعشرين لغة. حازت على العديد من الجوائز الأدبية ولها مؤلفات عديدة أهمها : حليب أسود ، شرف ، لقيطة اسنطبول ، بنات حواء التلاث وأشهرها قواعد العشق الأربعون.

عن الكتاب:


” تمسك قطعة من الحجر بين أصابعك ، ترفعها ثم تلقيها في مياه دافقة. قد لا يكون من السهل رؤية ذلك . إذ ستتشكل مويجة على سطح الماء الذي سقط فيه الحجر ، ويتناثر رذاذ الماء ، لكن ماء النهر المتدفق يكبحها . هذا كل ما في الأمر . ارمٍ حجرا في بحيرة ، ولن يكون تأثيرها مرئيا فقط، بل سيدوم فترة أطول بكثير . إذ سيعكر صفو المياه الراكدة وسيشكل دائرة في البقعة التي سقط فيها ، وبلمح البصر ، ستتسع تلك الدائرة وتشكل دائرة إثر دائرة . وسرعان ما تتوسع المويجات التي أحدثها صوت سقوط الحجر حتى إذا ألقيت حجرا في النهر ، فإن النهر سيعبره مجرد حركة أخرى من الفوضى في مجراه الصاخب المضطرب . لاشيئ غير عادي .لا شيئ لا يمكن السيطرة عليه .
أما اذا سقط الحجر في بحيرة ، فلن تعود البحيرة ذاتها مرة أخرى.

بلغة بسيطة ، وترجمة مميزة استطاع المترجم أن ينقل لنا هذا العمل الرائع والذي يعتبر أشهر أعمال الكاتبة إليف شافاق. رواية قواعد العشق الأربعون (Forty Rules of Love) هي ليست رواية عن العشق والرومانسية كما قد يُخيل للبعض من خلال عنوانها، إنما هي رواية عن العشق الإلهي الخالص والتصوف و عن حب الناس والموجودات .
في زمنين مختلفين ، تروي لنا إليف حياة شخصين مختلفين ، الأولى هي: إيلا روبنشتاين (في الزمن المعاصر): امرأة أمريكية يهودية غير متدينة ، في الأربعين من عمرها متزوجة وأم لتلاتة أولاد . وهي ربة بيت تتسم حياتها ب الركود الشديد والخلو من الحماس والعواطف .

والشخصية الثانيةهي: جلال الدين الرومي في القرن الثالت عشر بمدينة قونية التركية والذي يلتقي بصديقه الروحي شمس الدين التبريزي ويعلمه التصوف وأصول العشق الإلهي .
قبل عيد ميلادها الأربعون بأسبوعين ، تجد إيلا وظيفة في دار نشر أدبية ، وتُكلَّف بقراءة رواية وكتابة مقال عنها. كان اسم الروية (الكفر الحلو) لمؤلف أوروبي غير معروف وتحكي حياة جلال الدين الرومي وصديقه شمس التبريزي، وبالتالي فرواية قواعد العشق الأريعون هي رواية داخل رواية .

تتغير حياة إيلا تغيرا جدريا فور قراءتها للرواية ، إذ تجد أن ماكتبه مشابه لأفكارها وما تعيشه وكأنه تطفل على حياتها ..فتقرر مراسلة الكاتب لتعيش معه قصة حب روحانية وتبدأ رحلتها الخاصة في عيش الحب والعشق الحقيقي وتعلمه مما قرأت عنه في قضة جلال الدين الرومي .
اتخدت الكاتبة خاصية سرد خاصة وهي خاصية الرواية البوليفينية (رواية متعددة الأصوات) . حيث تعددت الشخصيات الراوية فيها، فكل شخصية تتحدث بلسانها وكل واحدة لها فصل خاص؛ وهذا ما جعل الرواية غنية بالإقتباسات الجميلة كما صور لنا المشاهد من عدة جوانب .
رواية قواعد العشق الأربعون ، هي رواية غنية بالمعتقدات والأفكار الصوفية التي تعرفنا وتفتح لنا الباب للتعرف أكثر على هذا المذهب أو هذه النزعة الإنسانية الروحية ويقصد بالتصوف: الزهد في الدنيا والتعلق بالله وحده دون سواه وخلو القلب من كل ماقد يشغل النفس عن الله .
والصوفية هي مذهب موجود في كل الديانات على اختلافاتها ، ففي كل ديانة ،نجد فكرة التعلق بالله وحده ،أما مدى تطبيقه وألى أي حد فتختلف من دين لآخر .
الصوفية الذي تطرقت لها إليف شافاق في رواية قواعد العشق الأربعون ، هي إحدى التصورات عن ماهية الصوفية وليست الصوفية بمفهومها العام ففي هذا التصور الذي عرضته الكاتبة ، تدعو ألا يكون هناك حائل بينك وبين الله وحتى الشرائع . فمثلا : لما جلال الدين الرومي ذهب للحانة لشرب الخمر على مرأى من الجميع حتى يسقط جاهه عند الناس ولا يتعلق بشخص آخر غير الله! وهذا مجحف في حق الصوفية ومفهومها الحقيقي.

ختاماً، تعتبر رواية قواعد العشق الأربعون واحدة من أروع الروايات في السنوات الآخيرة السابقة، والتي لقت رواجا هائلا بين القراء ، ربما اختلفت آراء القراء حولها وذلك لفكرة الصوفية التي جاءت بها إليف فمنهم من احبها ومن هم من عارضها . تبقى هذه الرواية مرجعا هاما لمن يود البحث والغوص في عالم التصوف.

إعداد: غادة لطرش

كاتب

الصورة الافتراضية
SuperBlueDOT
المقالات: 0

تعليق واحد

اترك ردّاً