9 أسباب لدراسة الفلسفة في وقت ما في حياتك.

هل عليك دراسة الفلسفة في وقت ما في حياتك؟ نعم، عليك ذلك. عليك تجاهل المنتقدين أمثال نيل ديغراس تايسون، الذين ربما يكونون عباقرة في مجال تخصصهم إلاّ أنهم لم يقرؤوا سطراً واحداً من الفلسفة في حياتهم. وهذه تسع أسباب لدراسة الفلسفة.

  1. لكي تصبح مفكراً أفضل وأكثر منطقية.  بمجرّد إتقانك للمبادئ الرئيسيّة للمنطق سيكون بإمكانك التّعرف على البرهان عند رؤيته ليس من ناحية كونه برهان أو لا ولكن من ناحية وجود منطق سليم في مسألة معينة. ستتعلم كيف تلتقط وبسرعة البرق شخصاً يحاول إقناعك بشيء غير منطقي. ستعرف ماذا تعني المغالطات المنطقيّة وكيفية تمييزها. سترى عبر آراء الأشخاص الظاهرة ونحو افتراضاتهم غير المضمرة. وأخيراً، ستدرك عندما يكون الطرف الآخر غير مهتم بالحقيقة إطلاقاً ويعارضك فقط لكي  يغيضك. وبذلك يمكنك تجاهلهم.
  2. لكي تفهم الميول السياسيّة المهيمنة في عصرنا. سواءً أكانت هذه الميول ممّا يعرف باليمين أو ممّا يعرف باليسار. سيمكنك تعقبهم لمنابعهم الأصليّة،  حيث ستجد فلاسفة سياسيين كبار مثل ليو شتراوس Leo Strauss ( في جانب ما يعرف باليمين) أو  هربرت ماركوزه Herbert Marcuse (في جانب ما يعرف باليسار) أو ربما سول ألينسكي Saul Alinsky، الذي يمكن استخدام تقنياته الشهيرة سواءً لصالح اليمين أو اليسار، لأنّها تملك تأثيراً هائلاً على العقول غير المدرّبة والمتمرسة في التفكير المنطقي.
  3. لكي تَصوغ قيمك الخاصّة، ولما تؤمن بما تؤمن يه. بكلمات أخرى، لكي تبدأ ببناء أفضل حججك المنطقيّة حول الأشياء التي تهتم بها سواءً العلميّة، الأخلاقيّة، السياسيّة، أو غيرها.
  4. لكي تفكر حقاً سواءً أيجب عليك أم لا أن تؤمن بوجود الله أو كائن فائق من نوعاً ما. ولماذا بناءً على جهود وإخفاقات الفلاسفة العظماء الذي واجهوا هذا الموضوع.
  5. لكي تَصوغ رؤيتك الخاصّة للعالم. أي أكثر معتقداتك أساسيّة حول طبيعة هذا العالم، من ضمنها كيف ينسجم الله مع رؤيتك الخاصة، وما هي أعلى قيمة في الحياة أو ما هو أهم شيء يجب السعي خلفه.
  6. لكي تكتسب الصبر وتقدّر الحاجة للانتباه للتفاصيل. إنّ كتب الفلسفة العظيمة _من أفلاطون مروراً بكانط وحتى سارتر_ هي كتب صعبة ولكنّها ليست مستحيلة الإدراك والفهم. عن طريق القراءة مع القلم (أو قلم التأشير أو ما يعادله من وسيلة إلكترونية) ستتقن تفاصيل المنطق المعقد وستملك إحساس الإنجاز: من دون الحاجة لذكر كونك أفضل في النقاط (1) إلى (5) فوق.  وبالتأكيد، يمكن توجيه هذه المهارة إلى عددٍ كبير من المهام الأخرى.
  7. لكي تعزّز  صحتك العقليّة، وبالخصوص إن كنت كبيراً في العمر. إن استخدام عقلك لتعيين أهداف محدّدة، العمل على استراتيجيات معينة وتحقيقها، حل المشكلات التي تواجهك في الطريق، ومواجهة تحدّيات جديدة (سواءً أكان تعلم لغة جديدة أو إتقان مفهوم فلسفي) يعدّ جدار صدٍّ شهير لمرض الزهايمر والأشكال الأخرى من الأمراض التي  تؤدي إلى تدهور القدرات العقلية عند كبار السن. إنّ التحديات الفكريّة موجودة في كل مكان. استفد منها.
  8. لكي تقودنا نحو المستقبل. نحن نعيش الآن في  حضارةٍ عالميّة منفتحة. وهذا الشيء سببه التكنولوجيا. وجميعنا يعرف ذلك. والآن، وعلى الرغم من أننّا ما زلنا متحيرين بها. هناك تخوف معقول بانبثاق “نظام عالمي جديد.”  ولكن لا يجب على الحضارة العالميّة أن تكون علاقة من الأعلى إلى الأسفل، مسيطر عليها من قبل واحد في المئة. يمكننا بناؤها من الأسفل إلى الأعلى عن طريق أخذنا لزمام الحضارة، وتحملنا مسؤولية حياتنا، عائلاتنا، تعليمنا، تواصلنا، وأوطاننا. إنّ هذه لمهمة شاقة. وقد تضع قيمنا على المحك. والتي قد نرغب بتغييرها بناءً على الأدلة الجديدة وعلى وجهات النّظر الحديثة. وربّما علينا أن نتوقف عن جعل المال الهدف المركزي لحياتنا. ثم ماذا؟ ثم نبدأ بتقدير الأشخاص في حياتنا بناءً على شخصياتهم، ونثمن التجارب بناءًعلى ما تعلمنا إياه. نحن في رحلة، لنستمتع بها.
  9. لكي نقدر المفهوم الأساسي في الوجود البشري: الفناء. الساعة تدق، وأيامنا معدودة. لا نعرف متى سينفذ الرّمل في ساعتنا الرمليّة، ولكن أعلم هذا: لا شيء من شأنه أن يقيد الإنسان بعددٍ معين من الأيام.

 أدرك هذا، وسترى الحاجة لجعل كل يوم في حياتك يستحق الحياة. ستدرك الحاجة لتقدير الوقت الذي تقضيه مع الوالدان المسنان: فهم لن يكونوا هنا للأبد. وستقدر جميع اللحظات في حياتك، سواءً أكنت وحيداً(تقضي وقتك في القراءة أو التأمل) أو مع العائلة والأصدقاء. لأنّه في النهاية، هذه الأشياء التي نعرف أنّنا نملكها بحق. ستدرك أنّنا يجب أن نهتم لبعضنا البعض_حتّى الغرباء بما فيهم المتشرد في الشارع_وحتّى الحيوانات، والكوكب بذاته(فهو كل ما نملك).

إنّها عملية، عملية اكتساب الحكمة، معرفة ما لا نعرف وتقدير الزّمن الذي نملكه. وهذا هو معنى الأصل اللغوي للفلسفة: حب الحكمة.

المصدر: https://thoughtcatalog.com/steven-yates/2014/07/9-reasons-you-should-study-philosophy-at-some-point-in-your-life/

تدقيق لغوي: ميّادة بوسيف.

كاتب

الصورة الافتراضية
Sajjad Thaier
المقالات: 0

اترك ردّاً