إن ثقافة الاغتصاب ليست قبول أو احتفاء أو موافقة صريحة على الاغتصاب، كما يعتقد الناقدون لتلك العبارة ويحملونك على الاعتقاد به. لا أحد يقول بأن ثقافتنا تصفق للاغتصاب ظاهرياً. لكن مجتمعنا يتعامل مع بعض الأفعال والاعتقادات كأنها أمور اعتيادية ويتسامح معها – من الأحاديث في غرف تبديل الملابس إلى نكت الاغتصاب – والتي تبرر سوء معاملة الرجال للنساء.
إن ثقافة الاغتصاب هي التسامح مع تصرفات وسلوكيات معينة تصدر من الرجال نحو النساء، فضلاً عن صرف النظر عن هذه التصرفات والسلوكيات لأن “تلك هي الطريقة التي يمزح بها الرجال فحسب” أو ” هكذا هم الرجال” أو “لا يستطيع الرجال السيطرة على أنفسهم” وهذا يعطي عذراً للرجال ويبرّئهم، كما يبرر العنف ضد المرأة.
إن الناس، والأطفال خصوصاً، لديهم ميل فطري لتجربة الأشياء ورؤية ما سيجنونه من تجاربهم. لذا عندما يكبر الأولاد ويسمعون ويرون الرجال وهم يعتدون على النساء وينتقصون منهن ويلقون النكات حول الاعتداء والاغتصاب ويتحدثون إلى النساء بدونية ويلاحظون أن ما من أحد يوبخ هؤلاء الرجال على تلك التصرفات، ويشاهدون الناس وهم يختلقون الأعذار لهم فقط لأنهم رجال، حينها يفترضون بأن بأمكانهم محاكاة هذه الأفعال دون أي عواقب. كما يفترضون أنهم بممارسة هذه الأفعال يتصرفون كرجال.
وهذه الأفعال مكتسبة، لأن لا أحد يولد مغتصباً أو مبغضاً للنساء. وعندما نأتي للجملة التي تستخدم لتبرير أفعالهم “لا يستطيع الرجال السيطرة على أنفسهم” فهذا ما أود معرفته : ما الذي لا يمكن للرجال السيطرة عليه؟ دافع لإهانة، إيذاء، تعنيف، مهاجمة، ضرب أو قتل النساء؟ لا يمكنهم السيطرة على دافع معاملة النساء كملكية أو شيء؟ لا يمكنهم السيطرة على دافع أن يكونوا نقيض ما عليه الإنسان المحترم؟
هل تستثنون الرجال فعلاً من التهذيب لأن نسب التستيرون في أجسادهم أكثر من النساء؟ هل تنسبون الرجال حقاً إلىى نسب متدنية من المقاييس الأخلاقية لأنهم ربما لديهم دافع جنسي أقوى من النساء؟ هل تظنون فعلاً أن الرغبة الجنسية المرتفعة لدى الرجال وملابس النساء ( على الرغم من أنه قد أُثبت مراراً وتكراراً أن الرجال الذين يغتصبون سيفعلون الأمر ذاته مع أي شيء ذو عضو تناسلي أنثوي، بغض النظر عن الملابس) مبرراً للاعتداء بأكثر الطرق إنحطاطاً، وخسة، ووحشية، وعدوانية وإهانة ؟
هل أنت غبي لتعتقد بأن الرجال “لا يمكنهم” السيطرة على أنفسهم؟ ربما الأمر ليس حيال فقدان السيطرة لكن حول رفض السيطرة على أنفسهم لأن المجتمع مكنهم من ذلك بإلقاء اللوم على الضحايا. “لأن النساء يجب أن يكن أذكى من أن يرتدين ملابس مغرية أمام الرجال” أو أن ” النساء يجب أن يكن أذكى من أن يمشين بمفردهن” أو أن ” الفتيات الصغيرات يجب أن يكن أذكى من أن يبقين بمفردهن مع رجل راشد حتى لو كان هذا الرجل أب، زوج أم، معلم، جليس أطفال، فرد من العائلة.. الخ، ممن يثقن بهم”، أو ” النساء يجب أن يكن أذكى من أن يذهبن إلى مكتب مديرهن بمفردهن” أو ” هذا فقط ما يفعله الرجال” أو “هكذا هم الرجال .”
توقفوا عن تبرير الأفعال الوحشية. لا وجود لأي عذر للاغتصاب والاعتداء الجنسي. لا عذر على الإطلاق.
وشيء آخر: إذا اعتقدت بأنك بحاجة إلى تعزيز “قوتك” و “سلطتك” بممارستهم على إمرأة حتى تشعر وتثبت بأنك رجل، فأنت أبعد ما يكون عن الرجولة.
تدقيق لغوي: حفصة بوزكري