حين يراودُني اليأسُ أقول لنفسي: لا يصحّ ولا يجوز، إنّني من حزب النّمل، من حزب قشّة الغريق، أتشبّث بها ولا أفلتُها أبداً من يدي، من حزب الشّاطرة التي تغزل برجل حمارة، لماذا لا أقول أنّنا، كلّ أسرتنا، لا أعني أنا ومريد وتميم لوحدنا، بل كلَّ العائلة الممتدّة من الشغّيلة، والثوّار الحالمين الذين يُناطحون زمانهم.. من حزب العناد؟
نمقت الهزيمة، لانقبل بها، فإن قضت علينا، نموت كالشجر واقفين. نُنجز أمرين كلاهُما جميلٌ: شرفُ المحاولة وخبراتٌ ثمينةٌ.. تركةٌ نخلّفها بحرص إلى القادمين.. فهناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، مادمنا قرّرنا أنّنا لن نموتَ قبل أن نحاول أن نحيا.
رضوى عاشور (من كتاب: أثقل من رضوى)