بطاقة فنية عن الكتاب:
الكتاب: تراجيديات أسخولوس
المؤلف: أسخولوس
المترجم: :د.عبد الرحمن البدوي
عدد الصفحات: 365
الطبعة الأولى: 1996
عن الكاتب:
يعتبر أسخولوس اليوناني والد ومؤسس الفّن المسرحي والتراجيديا كما نعرفها اليوم. فمسرحيّاته السّبعون_والتي وصل إلينا منها السّبعة المذكورة في هذا الكتاب فقط_ تعتبر ثورة في الفّن المسرحي من إضافة أكثر من ممثل واحد وإعطاء مساحة كبيرة للكورس وإضافة التأثيرات والاهتمام بالخلفيات وغيرها الكثير.
عن الكتاب:
يتناول هذا الكتاب ذو التقديم والتّرجمة الرّائعة للأستاذ الكبير عبد الرحمن البدوي عددا من الأساطير والقصص التاريخيّة من الواقع اليوناني والتي قام أسخولوس بتصويرها بطريقة ما تزال خلابة وعصرية، وكلاسيكية في نفس الوقت.
تعاملت مسرحيات أسخولوس بصورة عامّة مع مواضيع القدر والآلهة الذين لم يمانع أسخولوس التقي بإنزالهم إلى مراتب البشر وتصويرهم بصور بشرية وليس في الشكل فقط، بل حتّى في التصرفات، فالآلهة عند أسخولوس ضعيفة وقويّة، متهورة وحكيمة، عبقريّة ويسهل التلاعب بها، باختصار إنّها تشبه البشر الذين صنعوها كثيراً. يتناول أسخولوس في مسرحياته علاقة البشر والآلهة معاً وتفاعلهم واستجابتهم لأحداث القدر الذي لا تستطيع أي فئة منهم مقاومته. وكذلك يتناول أسخولوس مواضيع العدالة والانتقام والتّهور والحروب وحتى صراعات الآلهة فيما بينها.
من مميزات أدب أسخولوس والفن الإغريقي بصورة عامّة هي العدالة بالطرح. وهذا جانب على الرّغم من وضوحه يُغفل كثيراً عند مناقشة الأدب الإغريقي. وهي مسألة كيفية تعامل الكُتاب الإغريق من أعدائهم. فعلى الرغم من العداء الشرس بين الفرس والإغريق والذي لأسخولوس خبرة كبيرة فيه لأنه شارك في أكثر من حرب ضد الفرس، إلا أنَّه عند طرحه لموضوع هزيمة الفرس لا يطرحها بنفس المنتصر المتشفي بأعدائه. لا بل هو الأديب والمؤرخ العادل الذي يكيل للفرس من المديح بمثل ما يكيله للإغريق. وهذا شيء يمكن ملاحظته أيضاً في الياذة هوميروس الذي يكيل المديح لبطولات وحكمة هكتور بمثل ما يكيل للبطل أخيليس.
في هذا المجلد العديد من المسرحيات وكل واحدة منهن تحوي الكثير من المواضيع وتفتح الباب للعديد من الأسئلة التي ما زلنا إلى الآن نحاول إجابتها. وكذلك تعتبر هذه المسرحيات من المراجع في مواضيع الأساطير والميثولوجيا الإغريقية.ولكن هذه ليست الأسباب التي قد تدفع شخصاً ما لقراءة هذا الكتاب أو أي نوع أخر من الأدب. هذا الكتاب ما يزال يقرأ إلى يومنا هذا، لأنه وببساطة فن، لأنه عمل رائع بحد ذاته ومن دون الرجوع إلى خلفيته أو معانيه الخفية، بل هي ببساطة مسرحيات ستستمتع بقراءتها ومشاهدتها بمعزل عن قيمتها التاريخية، وهذا هو معنى الفن الحقيقي.
وهذا ملخص سريع لهذه المسرحيات:
المستجيرات
تتناول هذه المسرحية أسطورة يونانية قديمة وهي أسطورة بنات داناوس وأولاد ايجبتوس. فقد كان داناوس وايجبتوس ملكان لكن الأخير بدأ بالزحف على مملكة أخيه وحاول السيطرة عليها. ولمكر ايجبتوس اقترح أن يتزوج أبناءه الخمسين بنات داناوس الخمسين. ولإحساس داناوس بهذا المكر لأن سلالته ستنتهي بموته وأبناء ايجبتوس سيكونون الورثة لكلا المملكتين قرر الهرب مع بناته إلى آرجوس وهي مدينة يونانية وهناك حصل على الحماية وأصبح الملك. لكن أولاد أخيه لاحقوه وأجبروه على اتمام الزيجة. وأمام هذا المصير المحتوم قام بإعطاء كل واحدة من بناته خنجراً وأمرهن بقتل أزواجهن في ليلة العرس. وقد قمن جميعهن بذلك ما عدا واحدة لأنها أحبت زوجها الذي رفض أن يفك بكارتها فأخبرته بالمؤامرة وأمرته بالهرب. بعد ذلك تم تبرئة هذه البنت لأن دوافعها كانت نبيلة.
السبعة ضد ثيبا
تتناول هذه المسرحية أسطورة أبناء أوديب الشهير الذي تزوج أمه من دون علمه والذي خلده فرويد بتسمية عقد أوديب باسمه. هذه المسرحية عن أبناء أوديب الاثنان اتيوكل وفولونيقس. وقد غضب عليهم والدهم بسبب بعض الإهانات التي وجهاها اليه لذلك دعا أن يقتلا بعضهما البعض.
ففي أثيبا بعد أن غادر أوديب الحكم إلى المنفى بسبب فعلته الشنيعة أصبح أولاده هم الحكام وقد قررا أن يتناوبا على الحكم كل عام. لكن اتيوكل بعد انقضاء سنته في الحكم رفض أن يسلم الحكم لأخيه. مكسوراً بذلك ذهب فولونيقس إلى آرجوس وتزوج ابنة الملك هناك. واستطاع اقناع الملك أن يعطيه جيشاً يساعده في استعادة أرضه ثيبا. وبذلك تحرك جيش مكون من سبعة قادة أحدهم فولونيقس وقد عين لكل واحد من القادة اقتحام بوابة من بوابات ثيبا السبعة. وقد دامت المعركة لفترة طويلة حتى تعب الجيشان ولذلك قرروا إنهاء الأمر بمنازلة فردية بين أصحاب الشأن. وفي هذه المنازلة المملوءة بالحب والحزن والأخوة والعداء يموت الأخوان معاً في أسى مشترك على مصيرهما البائس. ولكون المبارزة لم تحسم القتال تستمر الحرب حتى فوز ثيبا المدافعة وهزيمة جيش آرجوس.
الفرس
تتناول هذه المسرحية التاريخ وليس الأساطير. فهذه المسرحية تقع بعد أحداث فلم 300 الشهير.
تقع هذه المسرحية في بلاد فارس حيث قد ذهب الملك احشويرش بصحبة جيش بحري وبري لفتح بلاد اليونان تاركاً أمه ومجلس الحكماء قلقين على سلامته وسلامة بلاد فارس. ويأتي الرسول مبلغاً بأن أسطول الملك قد تم تدميره وأن الملك احشويرش قد أمر بالانسحاب وهو عائد مع القلة القليلة التي نجت من الحرب. وبهذه المصيبة يستدعي الحكماء وأم الملك روح الملك السابق ووالد احشويرش الملك داريوس. الذي يبدأ بتوبيخ حماقة ابنه وتهوره ومحاولته هزيمة اليونانيين مما سبب ضرراً أكثر من النفع. ويعود احشويرش حزيناً منكسراً ويتم تبليغه أن جيشه البري قد دحر أيضاً.
برومثيوس مغلولاً
وهي الجزء الثاني من ثلاثية برومثيوس والتي فقد الجزأين الأول والثالث وبقي هذا الجزء فقط. تتناول هذه المسرحية برومثيوس الجبار، خالق البشر، سارق النار، وملهم الحضارة. بعد أن قام برومثيوس بخلق البشر وحمايتهم من بطش زيوس وقيامه بتسليمهم النار. يأمر زيوس بمعاقبة برومثيوس على أفعاله هذه.
وهنا تبدأ المسرحية مع هيفايستوس رب الحدادة والصنع، والقدرة والقوة وهم من أتباع زيوس، وهم يقيدون برومثيوس إلى جبل ما رغم امتعاض وانزعاج هيفايستوس من هذا ولكن هذه أوامر زيوس ولا يمكنه تجاهلها. يذهب الجميع ويبقى برومثيوس الذي كان صامتاً أغلب الوقت ويبدأ بمناجاته وبشكواه ضد زيوس. وأثناء ذلك تصل مجموعة من الأوقيانوسيات وهن قريبات له. ويبدأن بالرثاء لحاله ومواساته ويطلبن منه سرد سبب عذابه هذا فيخبرهن بسرقته للنار وتعليمه البشر الطب، والفلك، والعلوم والكثير من المعارف الأخرى. وأثناء ذلك تصل آيوا وهي امرأة لُعِنت فأصبحت على شكل بقرة تلحقها بعوضة مزعجة تمنعها من الاستقرار في مكان واحد. فينبؤها برومثيوس وهو من يملك قدرة رؤية المستقبل بمصيرها وبحصولها على ولد من صلب زيوس. بعد ذلك يرسل زيوس ساعيه هرمس لبرومثيوس ليخبره بالسر الخطير الذي يهدد زيوس في المستقبل والذي يرفض هذا الجبار الإفصاح عنه. ونتيجة هذا الرفض يرسل زيوس صاعقة تدمر الصخرة التي قيد برومثيوس فيها وترسله إلى العالم السفلي. وهنا تنتهي المسرحية.
ثلاثية : أجامنون، حاملات القرابين، المحسنات:
تتناول هذه الثلاثية أحداث ما بعد سقوط طروادة وعودة أجامنون منتصراً. فأجامنون الذي واجه غضب الآلهة أرتيمس لأفعاله والتي أهاجت العواصف أمام أسطوله مما منعه من الإبحار، ولذلك قام بتقديم ابنته إيفجنيا كقربان إلى أرتيمس والتي بدورها رضيت بهذا القربان. وعندما تسمع قلوطمنسترا زوجة أجامنون وأم إيفجنيا بخبر التضحية بابنتها تقرر الانتقام من أجامنون بمساعدة عشيقها ايجيست. ويعود أجامنون متبختراً فرحا بنصره غير مدرك للمكيدة التي تنتظره. وفي نهاية المسرحية تقوم زوجته بقتله عن طريق لفه بشبكة وهو في الحمام وطعنه . ويصبح ايجيست هو الملك وقلوطمنسترا إلى جانبه.
وفي المسرحية الثانية يعود أورست ابن أجامنون الوحيد بعد نفي طويل. وعند عودته مع صديقه بولاد يلتقي بأخته الكترا ويتبادلان الرثاء ويقرران الانتقام لأبيهما من قتلته لكن أورست يتردد في موضوع قتل أمه فهذا ليس بالأمر الهين. لكن الكورس وهو عبارة عن مجموعة من الأسيرات يحرضنه على قتلها لجريمتها التي قامت بها. ويقوم أورست بخدعة ماكرة ويدخل القصر ويقتل ايجيست وأمه وهنا يبدأ بتخيل ربات الانتقام –وهن نوع من الكائنات الأسطورية المرعبة التي يخشاها الجميع وحتى الآلهة ومهمتها تتمثل بالانتقام بمن يقتلون أفراد عائلاتهم أو الضيوف- وهي تحاول قتله لما فعله بأمه وهنا تنتهي المسرحية.
في المسرحية الأخيرة والتي تستمر ربات الانتقام بملاحقة أورست لفعلته بأمه حتى يصل إلى مدينة أثينا وتقرر الآلهة أثينا القيام بمحكمة مكونة من شيوخ أثينا للبت في هذه القضية. وبعد تقديم كل من أورست وربات الانتقام حججهم يصوت الشيوخ بالتساوي وهنا تتدخل أثينا لتعصي رأيها الحاسم لصالح أورست وبأن تصرفه كان صحيحاً بقتله أمه الخائنة والقاتلة.
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي