الثورة الصناعيّة وتبعاتها كانت كارثة حقيقة على الجنس البشري، فرغم أنّها زادت من متوسط أعمار البشر في البلدان المتقدمة، إلاّ أنّها زعزت استقرار المجتمع وترابطه وجعلت الحياة تعيسةً وأخضعت البشر للإهانات وزادت من حدّة المعاناة النفسيّة (الجسديّة أيضاً في حالة دول العالم الثالث) وألحقت ضرراً بالغاً بالطبيعة الحيّة، إنّ التّطور المستمر للتكنولوجيا لن يزيد الوضع إلا سوءاً.
هذا الاقتباس هو الفقرة الافتتاحيّة من مقالة مكتوبة بعناية، ومنهجيّة علميّة دقيقة نشرتها جريدة واشنطن بوست سنة 1995، في أوضاع أقل ما يقال عنها أنّها اعتياديّة، فلقد كان البديل عن نشرها هو المزيد من التّفجيرات، والمزيد من الجثث والمزيد من الرّعب والهلع في كامل الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
أمّا الكاتب فلا يعلم هويته أحد، سوى أنّه المطلوب الأول لمكتب التّحقيقات الفدرالي، والذي قبل نشر هذا المقال، كان يعتقد أنّه مجرد عامل حانق في إحدى شركات الطيران.
لكن الأفكار المطروحة والمنهجيّة العلميّة غيّرت نظرة المكتب له وأدرك عملاء المكتب سريعاً أنّ سبب عجزهم عن اعتقاله طوال عقدين من الزّمن هو تقليلهم من شأن العبقريّة الكامنة وراء هذا الجنون.
لا تفتحها! فرقة تفكيك المتفجرات في طريقها إليك
على مدار 17 سنة هزّت سلسلة من التّفجيرات المجتمع الأمريكي، لم تكن التّفجيرات بالكبيرة، لكن الرّعب والهلع كانا حقيقيين، فقد أصبح النّاس يخشون فتح الطرود البريديّة، وتوقفت حركة المِلاحة الجويّة أكثر من مرة خوفاً من وجود قنبلة على إحدى الطائرات.
عرف المفجّر إعلاميّا باسم “UNABOMER” وهو مصطلح مركب من ثلاث كلماتٍ “جامعة، طائرة، مُفجّر” وذلك لاستهدافه للجامعات والطائرات بشكل متكرّر بإرسال طرود بريديّة تنفجر بمجرّد فتحها، أو مضبوطة لتنفجر في علوٍ معيّن بالنّسبة للطائرات.
في سنة 1978 انفجر طردٌ بريدي موجه لأستاذ بجامعة نورثوسترن بشيكاغو في وجه حارس أمن بعد الاشتباه في أمره، وبنهاية 1979 انفجر طردان آخران، فيما تسبب عطل في آليّة عملها في احتراق قنبلة كانت على متن طائرةٍ تابعةٍ لشركة الخطوط الجويّة الأمريكيّة في مكانها دون أن تلحق ضرراً بالغاً بالطائرة، أدرك المحققون أنّهم أمام عمل مُفجّر متسلسل ممّا دفع بمكتب التّحقيقات الفدرالي إلى تشكيل فرقةٍ خاصّة لملاحقته.
استمرّ المُفجر في إرسال الطّرود البريديّة متسبباً في وفاة ثلاث أشخاص أولهم “هيو سكارتون” مالك متجر متخصص في بيع أجهزة الكومبيوتر بكالفورنيا، ومن ثمّ “توماس موسر” مدير تنفيذي بشركة اتصالات وعلاقات عامّة وكان آخر ضحاياه “غيلبرت برنت” رئيس شركة ضغط.
في أحد رسائله المرسلة لمكتب التحقيقات الفدرالي ادّعى المُفجّر قيامه بزرع قنبلة بإحدى الطائرات، مما دفع المكتب لشل حركة الملاحة الجويّة في كامل المنطقة الغربيّة للولايات المتّحدة، فقط ليقوم بعدها بإرسال رسالة يخبرهم فيها أنهّ كان يمزح، ويتباهى بقدرته (وعلى الرّغم من كل التّقدم التكنولوجي) على تعطيل حركة الطيران برسالةٍ واحدةٍ.
استغل المُفجّر الشهرة التي اكتسبها من خلال تفجيراته، وقدرته على البقاء متخفيّا من أجل نشر أفكاره على نطاق واسع، فأرسل في سنة 1995 مقال مكوّن من 35000 كلمة لأهمّ الصّحف في البلاد، وطالب بنشره من أجل التّوقف عن عملياته الإرهابيّة، وهدّد في حال الامتناع عن نشرها بموجة هائلة من التّفجيرات، وبعد الكثير من الجدال، قرّر مدير مكتب التّحقيقات الفدرالي و المدّعي العام الأمريكي بنشر الرّسالة على أمل أن يتعرّف أحد على أفكاره أو أسلوبه في الكتابة ويتقدم بمعلومات قد تساهم في إلقاء القبض عليه.
المجتمع الصناعي ومستقبله
فاجأ المقال الجميع، خصوصاً المحققين في مكتب التّحقيقات الفدرالي، فالتّحليل النّفسي الذي قام به محللو المكتب لسلوك المُفجّر، أشار إلى أنّ المُفجّر في الغالب عامل في أحد شركات الطيران مع ذكاء فوق المتوسط ودون شهادة جامعيّة، أمّا المقال الذي بين أيديهم فيشير إلى أنّ المُفجّر، ليس شديد الإطلاع فحسب بل ومن خلال تحليل المنهجيّة المتّبعة فهو متحصلٌ على شهادة ماجستير أو دكتوراه.
وفيما أدان جميع الباحثين الأساليب والأعمال التي قام بها المُفجّر، إلى أنّهم أشادوا بمقاله كعمل أكاديمي متميّز.
“هذا البيان ليس هذيان رجلٌ مجنون، بل نقدٌ أكاديمي صارم وفريد للمجتمع الحديث”
فيكتور هوجريف
في مقاله، يقدّم المُفجّر الحجة لما يقوم به ويبين عداءً شديداً للتكنولوجيا، فهو يراها الشرّ الأكبر ولا يمكن للمجتمع حسبه النّجاة إلاّ بالتّخلص من كل مظاهر التكنولوجيا والعودة لعصر ما قبل الثورة الصناعيّة، والتّوقف عن كل الأبحاث العلميّة التي أدّت وتؤدي لهذه التكنولوجيا، فهو يرى أنّ المجتمع وبسبب التّقدم التكنولوجي فقد كل معانيه، وبالضرورة فقد الضرورة ولجوده، وصار لزاماً على البشر الاختيار بين التكنولوجيا أو المجتمع.
الثورة الصناعيّة وتبعاتها كانت كارثة حقيقيّة على الجنس البشري، فرغم أنّها زادت من متوسط أعمار البشر في البلدان المتقدمة، إلاّ أنّها زعزت استقرار المجتمع وترابطه وجعلت الحياة تعيسة وأخضعت البشر للإهانات وزادت من حدّة المعاناة النفسيّة (الجسديّة أيضا في حالة دول العالم الثالث) وألحقت ضررا بالغاً بالطبيعة الحيّة. إنّ التّطور المستمر للتكنولوجيا لن يزيد الوضع إلا سوءاً، ويعرّض الإنسان لإهانات أكبر.
ومن هنا يأتي دوره فهو يرى نفسه محارباً من أجل بقاء المجتمع، فأهدافه التي كانت تبدو عشوائيّة مختارة بدقّة فكل من استهدفهم بقنابله الخمسة والعشرين هي أهداف تحمل رمزية التّقدم التكنولوجي.
لذلك أنا أدعو لثورة ضد النّظام الصناعي، هذه الثورة يمكن أن تكون ثورة سلميّة أو ثوريّة عنيفة، قد تكون ثورة مفاجئة وسريعة أو قد تكون ثورة بطيئة وتدريجيّة تستمرّ لعقود.
هذه الثورة لا يجب أن تكون ثورة سياسيّة، فنحن لا نهدف لإسقاط الحكومات، بل لإسقاط النّظام الإقتصادي والتكنولوجي التي تمثل أساس المجتمع الحالي.
في المقال يمكن ملاحظة كرهه لقيم اليسار الأمريكي، فهو يراهم كعائق أساسي لأي تغيير حقيقي، فيما يوافقهم في الكثير من القضايا على رأسها الإحتباس الحراري، إلى أنّ منهجهم السياسي يتعارض مع الثورة التي يدعو هو لها.
يكاد يتفق الجميع أنّنا نعيش في مجتمع مضطربٍ، وواحد من أكثر مظاهر الجنون في هذا المجتمع هو اليسارية، لذلك فمناقشة نفسية اليسار، يمكن أن تمثل مدخلاً رائعاً لمناقشة مشاكل المجتمع الحديث.
وفي واحدة من أكثر حججه إقناعاً يتكلم عمّا أسماه “توليد النفوذ” وهي متعلّقة بحاجة الإنسان للشعور بالقوّة والنفوذ والسيطرة.
لتوليد النفوذ أربعة عناصر: هدف، جهد، تحقيق الهدف، الاستقلال الذاتي (العنصر الرّابع ليس ضروريّا لجميع البشر)، كل النّاس بحاجة لأهداف يتطلب تحقيقها جهداً، وأن يتمكّنوا من تحقيق جزء من أهدافهم على الأقل.
لشرح هذا المفهوم يقدّم المثال التّالي: لنعتبر شخصاً ما يمكنه الحصول على أي شيء بمجرّد تمنيه، يمكننا القول أنّ هذا الشخص يملك النفوذ، سيسعد في البدء، لكنّه سيملّ سريعاً وستتكوّن لديه مشاكل نفسية عميقة وسيبدأ بفقدان قيمه الأخلاقيّة، حتّى يصل تدريجياً للاكتئاب المرضي.
إنّ عملية توليد النفوذ بشكل أساسي تهدف إلى تحقيق الرضا عن الذات، وإيجاد المعنى والغاية لوجودنا.
يمكننا تقسيم الأهداف إلى ثلاث مجموعات رئيسيّة: (1) أهداف يمكن تحقيقها بجهد بسيطٍ (2) أهداف يمكن تحقيقها بجهد كبير (3) أهداف لا يمكن تحقيقها مهما بُذل من جهد.
يتّم تحقيق عملية “توليد النفوذ” بتحقيق الأهداف في المجموعة الثانية، لكن كلما سقطت المزيد من الأهداف إلى المجموعة الثالثة، كلما زاد الإحباط والغضب والشعور بالهزيمة والاكتئاب. يعمل المجتمع الصناعي على دفع الأهداف الإنسانيّة التي تتواجد عادةً في المجموعة الثانية إلى المجموعتين الأولى والثالثة، واستبدالها بأهدافٍ أخرى مصطنعة تهدف لتحقيق غايات المجتمع الصّناعي، بدل تحقيق الغاية الإنسانيّة.
في المجتمعات البدائيّة الإحتياجات الفيزيائيّة تواجدت عموماً بالمجموعة الثانية، لكن المجتمع الحديث يضمن هذه الحاجيات للجميع من خلال جهدٍ بسيط، ممّا يدفعها للمجموعة الأولى. وكل ما يطلب منك في المقابل هو الطّاعة،
أن تجلس أو تقف حيث يُطلب منك الجلوس أو الوقوف وتفعل ما يُطلب منك القيام به بالطّريقة المطلوبة أيضاً، ونادراً ما يتعيّن عليك بذل جهدٍ جاد، وعلى أي حال ليس لديك أي استقلاليّة في العمل، مما يعطل عملية توليد النفوذ لديك.
يمكنك إيجاد النسخة الكاملة للبيان بالإنجليزية هنا
أخي ثيادور
مباشرة بعد قراءتها للمقال المنشور على جريدة الواشنطن بوست اشتبهت “ليندا كازينسكي” في شقيق زوجها المغترب عن العائلة “تيد كازنسكي” فلطالما تلقت هي وزوجها رسائل منه حملت نفس الأفكار ممّا دفعها لإطلاع زوجها بما تشك فيه، وقارن الزّوجان المقال بالرّسائل التي احتفظا بها من “تيد”، وحين أدركا احتمال كونه هو المجرم الأكثر خطورة في البلاد قاما بالاتّصال بمكتب التّحقيقات الفدرالي.
وبعد دراسة مستفيضة قام بها خبراء ومحلّلو المكتب لتحليل أسلوب الكتابة والخط والأفكار وصلوا إلى أنّ هذا هو رجلهم المنشود وقاموا باعتقاله بكوخه بغابات مونتانا، مُكملين بذلك أطول مطاردةٍ وأكثرها كلفة في تاريخ المكتب الفدرالي.
ثيادور جون كازينسكي، خريج جامعة هارفرد وعالم رياضيات. ولد كازينسكي سنة 1942 بمدينة شيكاغو لمهاجرين فلنديين ونشأ في بيئة متواضعة، وفي سن السادسة عشر فقط التحق بجامعة هارفارد بمنحة كاملة لدراسة الرّياضيات وتخرج منها ليلتحق بجامعة ميتشيغان ليحصل فيها على شهادتي الماستر والدكتوراه، مقدماً أطروحة تخرج متميّزة حصل من جرّائها على عدّة جوائز علميّة في مجال الرّياضيات ما سهل حصوله على وظيفة أستاذ مساعد بجامعة بيركلي بيكالفورنيا كأصغر أستاذ مساعد في تاريخ الجامعة، وبعد عامين فقط، قدّم استقالته من وظيفته وانعزل عن العالم، وعاش وحيداً في غابات مونتانا في كوخ خشبي بناه بنفسه بدون كهرباء.
في بادىء الأمر أراد كازينسكي فقط الانعزال عن العالم وعيش الحياة البدائيّة التي نادى بها في مقاله وكتاباته لاحقاً، لكن سرعان ما بدأت أعمال التّعمير من حوله وأدرك أنّ المجتمع الذي فرّ هارباً منه، لن يتركه بسهولة، فأخذ يقوم بتخريب المعدّات الآليّة التي تقوم بالأعمال بالقرب من كوخه على أمل إيقافها، لكن دون جدوى.
ممّا دفعه لاتخاذ خطوة كان يفكّر فيها من أمدٍ طويل، إذا لم يرد العالم تركه يعيش بالطريقة التي يريد، سيجبر العالم كلّه للعيش كما يريد هو.
بعد إلقاء القبض عليه، والبدء في محاكمته قدّم محامو كازينسكي اكتشافاً مذهلا عن السنوات الثلاث التي قضاها بجامعة هارفارد، فلقد كان مشتركاً في تجربة نفسيّة قام بها رئيس قسم علم النّفس هنري موراي بالجامعة .
في البداية طلب من المتطوعين أن يقوموا بكتابة مقالات يعبّرون فيها عن أفكارهم ومعتقاداتهم وطموحاتهم الشخصيّة، وتم إخبارهم أنّهم سيقومون لاحقاً بمناقشتها مع زملاء آخرين.
ولكن بدل ذلك وبعد أن تحصّل “موراي” على فكرة عامّة بأهم أفكار كازينسكي، أخضعه لجلسات مطوّلة “من الإهانة والسخرية، والإساءات الشخصيّة”، كان موراي في حقيقة الأمر يعمل على تجربة نفسيّة تهدف لقياس تأثير الضغط المكثف على نفسيات الأشخاص، وهل يمكن دفع شخص ما للتّخلي عن قناعات يؤمن بها بشدّة في حال ما تعرض لما يكفي من الضغوط الخارجيّة.
تبدأ الجلسة بوضع الطلبة الخاضعين للتّجربة أمام مصباح شديد الإضاءة، وربط أدمغتهم بأقطاب لتسجيل التّغيرات الكهربائيّة ومن ثم إخضاعهم لاستجوابات على شكل “هجوم شخصي شامل وعنيف” من قبل أحد المشرفين على التّجربة، مستغلا ما عبّر عنه كازينسكي من أفكار ومعتقدات من أجل السخرية منه.
من الواضح أنّ هذه التّجربة كانت غير أخلاقيّة بالمرّة، وانتهكت كل المبادئ الأساسيّة لعلم النّفس، المشاركون لم يكونوا على علم بالهدف الحقيقي للتّجربة وإمّا تمّ خداعهم أو إجبارهم على البقاء فيها، وإذا أخذنا بالاعتبار أنّها صُمّمت في الأساس لتحطيم نفسيّة عملاء الأعداء (التّجربة تمت في الحرب الباردة) فإنّ أثرها على شبان يافعين غير مدربين على مقاومة أساليب التّحقيق سيكون كارثيّاً.
نايجل باربر
لقد كانت التّجربة جزءاً من برنامج سرّي أدارته وكالة المخابرات المركزيّة CIA من سنة 1953 إلى غاية 1973 وعُرف باسم MKULTRA، ومن بين أهدافه السّيطرة على العقول، و تطويرالعقارات وأساليب التحقيق التي تُسهل استخراج معلومات من الجواسيس والعملاء الذين ألقي القبض عليهم، بالإضافة إلى تحطيم إرادة الأفراد الخاضعين لها.
في المجمل خضع كازينسكي لأكثر من 200 ساعة من الاستجواب المكثف أثناء مزاولته الدّراسة بجامعة هارفارد.
محاكمة وكتابات أخرى
في سنة 1996 بدأت محاكمة كازينسكي على ثلاثة عشر جريمةً فدرالية، من بينها ثلاث جرائم قتل، وبعد خلاف حادٍ مع محاميه حول كيفيّة تسيير خطّة دفاعه، قرّر كازينسكي الإقرار بالذنب وحكم عليه بالسجن المؤبد دون الحق في إطلاق السراح المشروط.
أراد كازينسكي أن يقوم محاموه بالدّفاع عنه مستخدمين قناعاته كمعادي للتكنولوجيا والمجتمع الحديث كمبرّر لهجماته، وقد رفضوا طلبه، ورأوا أنّ أنسب طريقةٍ لتجنيبه حكم الإعدام هوالقول بأنّه مصاب بالجنون، وهو ما اعتبره كازينسكي تهديداً لعمل حياته، فإذا أقرّ بالجنون، فهذا يعني أنّ كل أفكاره وكتاباته سيتم اعتبارها مجرّد خيالات رجل مجنون، وطلب من القاضي المسؤول عن محاكمته السّماح له بتمثيل نفسه في المحاكمة، رفض القاضي طلبه، معتبراً أنّ غاية كازينسكي الحقيقة هي العبث بإجراء المحاكمة، ممّا دفعه لمحاولة الانتحار.
أُخضع كازينسكي للفحص العقلي من قبل عدّة أطباء، وانتهوا إلى أنّه يعاني من شوزيفرينا حادّة وخوفاً من أن يؤثّر هذا التّشخيص على صورته العامّة ورؤيته لنفسه كمثقف استثائي يجب تقديره واحترامه والاعتراف بعبقريته، وافق على الإقرار بذنبه وتجنّب محاكمة قد تُسيء لصورته.
أصدر كازينسكي من سجنه كتابين آخرين، الأوّل في 2010 بعنوان “العبوديّة التكنولوجية”، توسع فيه على أفكاره التي تطرّق لها في بيانه الشّهير، أمّا الكتاب الثاني فكان بعنوان “ثورة ضدّ التكنولوجيا: كيف ولماذا؟” صدر سنة 2016.
يقضي كازينسي الآن عقوبته بسجنٍ فدرالي شديد الحراسة بولاية كولورادو.
تدقيق: بوسيف ميّادة