المال، الأخلاق وما علاقة الدين بهما.

هل يجب عليك أن تؤمن بقوة أعلى لتكون شخصا جيدا؟ هذا يعتمد على من تسأل (وأين يعيش).

في حوار أفلاطون “يوثيفرو”، يطرح سقراط سؤالا أوليا: “هل ما هو مقدس محبوب من الآلهة لأنه مقدس، أم أنه مقدس لأنه محبوب من الآلهة؟” من هنا تنشأ معضلة لاهوتية شائكة: هل تتجذر الأخلاق حصريا من الألوهية، أم يمكن للشخص أن يكون ‘جيدا’ من دون الرب؟

لحسن الحظ، نحن نملك بيانات فيما يتعلق بالسؤال الثاني على الأقل.

بالاستناد إلى  استفتاء قام به مركز بيو للبحوث شارك فيه 38426 شخصا من 34 بلدا خلال الفترة الممتدة من ماي إلى أكتوبر 2019.

45% من الأشخاص حول العالم اعترفوا بأن الإيمان بالله ضروري لتكون أخلاقيا ويكون لديك قيم جيدة.

توجد طبعا ضمن هذه النتائج مجموعة من الاختلافات الإقليمية، الديموغرافية، الاجتماعية والاقتصادية. ففي معظم الدول التي تم إجراء هذا الاستفتاء فيها، اعتبار “التقوى ضرورة للحفاظ على القيم” كان شائعا بين الأكابر كما أنها ارتبطت بالاتجاه السياسي. فقد عرفت الولايات المتحدة الأمريكية -بشكل متوقع ربما- أكبر فارق أيديولوجي مقارنة مع الدول الأخرى حيث أنه 44% من الأمريكان قالوا بأن القيم تعتمد على الشريعة، واختلف هذا العدد حسب الاتجاه السياسي: 24% من اليسار، 37% من الوسط و 63% من اليمين. 39% – وهو التباين بين الأيديولوجية اليمينية واليسارية- ، بالمقارنة مع 24% في كندا، 15% في المملكة المتحدة و 9% في السويد. (كانت سلوفاكيا البلد الوحيد، من بين البلدان التي أجريت فيها الاستبيان، أين كان هذا الاختلاف السياسي معكوسا؛ 16% من اليسار السلوفاك قالوا بأن الدين والقيم مرتبطان من مقابليهم في اليمين.)

تداخلت بعض من أهم الاختلافات عندما وضعت القيم والدين جنبا إلى جنب مع الثراء. فحسب ما يوضحه المخطط، أولئك الذين يعيشون في البلدان المتقدمة اقتصاديا كان احتمال ربطهم للقيم بالدين أقل من أولئك الذين يعيشون في البلدان النامية. في كينيا مثلا – والتي سجلت 4509 دولارا من الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد في 2019 – 95% قالوا بأن الإيمان بالله متكامل مع حفاظك على القيم؛ في السويد – والتي سجلت 55815 دولارا من الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد- 9% فقط فكروا بنفس الطريقة.

المخطط يوضح نسبة الأشخاص الذين يرون أن الإيمان ضروري للتحلي بالقيم حسب الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد في 2019 في كل بلد.
اللون الازرق يمثل البلدان المتقدمة والبرتقالي يمثل البلدان النامية.
(المصدر: مركز بيو للبحوث)

توجد العديد من الأسباب لمثل هذه التشتتات، … العلاقة بين الثراء والتعليم، بالإضافة إلى ارتفاع الحديث عن القيم العلمانية “المقلقة” كالتغير المناخي، السلاسة الجنسية (النظام الجندري غير الثنائي) والمساواة العرقية، معا يرفعون مقولة سقراطية أخرى “الثراء لا يجلب الصلاح، لكن الصلاح يجلب الثراء.”

نحن بحاجة إلى استفتاء آخر…

المصدر

تدقيق لغوي: قابة سليم.

كاتب

الصورة الافتراضية
BOUSDJIRA Sarah Nibel
المقالات: 0

اترك ردّاً