السينما، سابع أنواع الفنون أو كما يطلق عليها إختصارا “الفلم” بما أن كلا المصطلحين مرادف لـ “التصوير السينيمائي”. أحد أقوى أدوات الإتصال، الترفيه والإعلام -على الأقل كما كان يُفترض به أن يكون في بداياتِه مطلع القرن 19-. هذه الأداة القوية التي تمتلك موقعا خاصا في ثقافة الإنسان، كنقطة تقاطعٍ للفن، الصناعة، التكنولوجيا وحتى السياسة، هي أشبه بلغة عالمية تتيح لنا سرد قصص عن تجاربنا وأفكارنا ،آمالنا ومخاوفنا، عن طريق محاكاتها، في سبيل إعطاء معنى للعالم من حولنا والناس المحيطين بنا.
منذ بضعة عقود أصبح ‘الفلم’ ميدانا قائما بذاته يُدرَّس في عديد المعاهد والأكادميات المتخصصة فيه بمختلف فروعه من إخراج، تمثيل، موسيقى و حتى التصوير، إلا أن العديد من الناس قد لا يعتبرونه فنا قائما بذاته بل أنه إقتباس أو تفرع للمسرح والأدب مع مزج الموسيقى والرقص و غيرها من الفنون الأخرى. فهل “الفلم” فن أم مزيج فنون أخرى؟ و هل يمكن القول بأن الفلم تم إختراعه أم أنه كان وليد صدفة جميلة؟. للإجابة على هذه الأسئلة يتوجب علينا العودة الى تاريخ نشأة ‘الفلم’ أولا، لأن بداية هذه الأداة الترفيهية كانت حادثا من الأساس، مع لمسات لعدة مخترعين وفنانين كانوا دائمي التجريب والبحث عن تقنيات جديدة في محاولة منهم في التقاط مقتطفات من الواقع، لرؤية العالم من زاوية مختلفة تماما.
رغم أن كلمة ‘فلم’ تعني قصة سينيمائية، إلا أن المصطلح في بدايته كان وصفا لتكنولوجيا محددة: شَرِيطٌ مِنَ السِّلِيلُوزِ الرقيق المرن تعلوه قشرة من الجيلاتين من برمور الفضة، وهي مادة حساسة للضوء، اسْتَخْدَِم هذا الشريط لِلتَّصْوِيرِ الْفُوتُغْرَافِيِّ وَالسِّينِمَائِيِّ، كما يمثل نتيجة تلك العملية كذلك. ذلك الشريط عرف تغييرات كثيرة صاحبت التطور التكنولوجيي عبر العقود، ليعوَّض ببدائل أخرى بداية من التناظرية الى الرقمية كـ VHS و Betamax (أنواع من الاشرطة المغناطيسية) وصولا الى ما يُعرف بالفيديو الرقمي مثل الذي تُسجِّله كاميرا الهواتف الذكية. ولكن قبل أن يصبح الفلم على تلك الهيئة، كانت بدايته في الأصل كمجموعة من الصور المتحركة مشكلة مشهدا مرئيا لفترة معينة من الزمن ، كنوع من وهم الحركة، نعم كانت كالخدعة السحرية، من خلالها خلق شكل فني جديد، مزيج من الأدب والدراما والتصوير الفوتوغرافي والموسيقى. اذا كيف يعمل ذلك الوهم بالتحديد؟.
بنيت تلك الخدع على تناغم عدة مراوغات على الإدراك العقلي، فإما تخدع عيناك عقلك وترواغانه،أو عقلك هو المخادع ويخدع العينين، أو ربما كلاهما يخدعان إدراكك. أول من قام بوصف أحد هذه الخدع هو ‘بيتر مارك روجيت’ في القرن 17 حيث سماها ‘إستمرار الرؤية’ (persistence of vision ). بشكل بسيط هي ظاهرة تجعلك لا ترى الفراغات السوداء الموجودة بين صور الفلم المعروض (frames: ما يطلق على صورة واحدة ثابتة من الفلم). علميا عندما تومض صورة أمام عينيك فإن عقلك يبقي عليها لما يقارب خُمس ثانية بعد إختفائها، لهذا إن ظهرت صورة أخرى خلال تلك الفترة القصيرة جدا، فإن عقلك لن يسجل الفراغ الأسود الموجود بينهما. لهذا عندما تشاهد فلما به 24 صورة (frames) في الثانية فإن عقلك لن يفسرها على أنها 24 صورة متفرقة تتخللها فراغات سوداء، بل سيراها متحركة.
لتكتمل الخدعة يجب أن تكون هنالك علاقة تتابع متميزة بين الصور، تلك الظاهرة اسمها ” ظاهرة فاي”، إكتشفها النفساني ماكس ويرثمر سنة 1912، وعرَّفها على أنها وهم بصري يجعل تتابع الصور الثابته المتماثلة بحيث تكون مكوناتها (ما يمثل الصورة) متغيرا بشكل متناسب كأنها تبدو متحركة، بمعنى آخر فإن كلا الظاهرتين ‘ ظاهرة إستمرار الصورة’ و’ظاهرة فاي’ تنذمجان معا لتشكلا وهم الحركة.
لطالما تداول الناس القصص والحكايات منذ الأزل ،منذ أن تم إكتشاف اللغة، حتى أن الإنسان القديم إستعمل الرسم المتمثل بالتصوير في الكهوف التي كان يسكنها، مثل رسومات الكهوف الأثرية في أماكن مثل الكاستيلو بإسبانيا وشوفيه في فرنسا، صور الإنسان والحيوانات والأشجار مرسومة على جدران تلك الكهوف منذ ما يفوق 32 الف سنة. يعتقد بعض الباحثين في التاريخ أن الفنانين الأصليين استعملوا شعلات نارية خلال الليل لجعل تلك الرسومات تبدوا على أنها متحركة كنوع من الخداع لأجل الترفيه. ولو عدنا بالزمن لما قبل 5 الاف سنة فقط من الآن، لوجدنا أن الإنسان اخترع أدوات أكثر تطورا لخلق نفس وهم الحركة ذلك.
وسط كل تلك الإختراعات لما قبل ‘الفلم’، أكثر واحدة يمكن إعتبارها مميزة هي ما يسمى بالزوتروبس (Zoetropes)، وهي عبارة عن أسطوانة بها بعض الفتحات الافقية على الجوانب ، أما بداخلها فتوجد سلسلة من الصور المتتابعة. مع تدوير الأسطوانة يمكن رؤية تلك الصور عبر الفتحات، فيهيئ للمُشاهد أن الصور المتتابعة صورة واحدة متحركة، كمثال بسيط على وهم الحركة، الفضل بالطبع يعود لـ ‘ ظاهرة إستمرار الصورة’ و ‘ظاهرة فاي’.
لفترة طويلة من الزمن كانت تلك الإختراعات أقرب تمثيل للفلم الى أن ظهر التصوير الفوتوغرافي. من الجدير بالذكر أنه لم يخترع أحد ‘الفلم’، أي أنه لم يكن له عقل مدبر ولا خطة لإحداث ثورة في عالم الإعلام والفن على نطاق عالمي، الفلم كما نعرفه اليوم وُجِد بسبب سلسلة من الحوادث السعيدة، من إبتكارات تقنية أغلبها كانت ثانوية (Byproducts).
في بداية القرن التاسع عشر، زمن الإختراعات العظيمة و الإبداعات الفنية ظهر التصوير الفوتوغرافي، جدير بالذكر أنه قبل إختراعه كان يوجد ما يعرف بـ ‘الحُجرة المظلمة’، وهي عبارة عن صندوق صغير أو غرفة مظلمة -كما كانت في بداية نشأتها-، بها ثقب صغير في أحد الجوانب يحوي عدسة، وفي الجانب المقابل يوجد سطح معاكس كالمرآة، كان الأمر لحظيا فقط، أي أنه لم توجد تقنية للإحتفاظ بتلك الصورة المنعكسة بعد.
مع مطلع القرن التاسع عشر بدء العلماء بتجربة بعض المواد الكيميائية الحساسة للضوء، مع محاولتهم لعدم حرق أنفسهم بالأحماض الكيميائية، لإكتشاف خصائصها من أجل إستعمالها للإحتفاظ بتلك الصورة المنعكسة على جدار “الحجرة المظلمة”، هذه الصورة كانت عبارة عن تدرج ضوئي في نظرهم. بقيت تلك التجارب مجرد محاولات حتى اكتشف المخترع الفرنسي ‘جوزف نيسيفور’ طريقة يمكن من خلالها إستغلال أحد تلك المواد وخصائصها، وقام بإلتقاط أول صورة فوتغرافية، سماها ” منظر النافذة الى لوغراس”، حيث إستخدم ‘الحجرة المظلمة’ لإسقاط صورة على سطح معدني مطلي بمادة كيميائية حساسة للضوء. كانت النتيجة تتطلب وقتا طويلا يصل لأيام بالإضافة الى إستعمال مواد كيميائية أخرى في تنظيف السطح المعدني، كما نلاحظ في الصورة أسفله بأنها ليست ذات جودة عالية و لكنها تبقى أصل التصوير الفوتوغرافي.
بعد سنوات قليلة أتى صديق لجوزف نيسيفور وهو أيضا عالم كيميائي يدعى ‘ لويس داغير’، وطور المبدأ الذي عمل به صديقه، حيث حسَّن جودة الصورة الملتقطة عما كانت عليه وقلص الفترة الزمنية اللازمة للعملية لبضع دقائق فقط بعد أن كانت تمتد لأيام. ‘التصوير الداغرتي’ كما سمي لاحقا تيمنا به كان أول تصوير تجاري متاح في التاريخ وذلك سنة 1839 وهو ما يعتبر ولادة التصوير الفوتوغرافي، إلا أن هذه التقنية كانت تشوبها بعض العيوب بعد، بداية من المادة المستعملة فقد كانت هشة وسهلة التلف، الى صعوبة نسخ الصور الملتقطة، والأسوء هو أن المواد الكيميائية المستعمة كانت سامة.
ظل التصوير الداغرتي طاغيا على التصوير الفوتوغرافي في ذلك العهد، الى أن جاء جورج ايستمان الذي عُرف لاحقا بتأسيسه شركة ايستمان كوداك المعروفة، وإخترع مبدأ التصوير على الورق بدلا من المعادن والأسطح الزجاجية التي لم تحتج لعدة مواد كيميائية كانت تسبب مشاكل صحية للمصورين.
سنة 1872، قام حاكم كاليفورنيا ‘ليلاند ستانفورد’ أثناء مشاهدته لسباق الخيل بالمراهنة مع أحد أصدقائه الأثرياء بأنه في لحظة ما، تكون كل أقدام الحصان مرفوعة عن سطح الأرض، وليتم الفصل في هذا الرهان لتحديد الفائز قام ستانفرد بتكليف أحد المصورين الفوتغرافيين يدعى ‘ايدوارد ميبريدج’ لإيجاد دليل على كلامه عن طريق تصوير الحصان وهو يجري.
قام ايدوارد بوضع 12 كاميرا تصوير على طول مسار السباق، حيث وبمجرد مرور الحصان أمامها قاطعا خيطا رقيقا يُنشِّط الكاميرا حتى يتم إلتقاط صورة. وكما كان متوقعا فاز الحاكم في الرهان، ففي بعض الصور ظهرت أقدام الحصان كلها مرفوعة عن الأرض، ولكن ما جعل تلك التجربة ذكرى خاصة ليس الرهان بل تجربة بيبريدج التي أطلقت موجة كبيرة لـ ‘دراسة الحركة’، مطلقا العنان للعديد من المصورين الفوتغرافيين والمخترعين في جميع أنحاء العالم لإستعمال هذه التقنية الجديدة لخلق حركة انطلاقا من صور ثابتة. أحد أولئك العلماء كان الفرنسي ‘إيتيان جولز ماراي’ الذي كان متخصصا بالدراسة الفيسيولوجية لحركة الكائنات مثل الحيوانات والرياضيين، وبدلا من أن يستعمل خيطا منشطا كما فعل ميبريدج، إخترع ما سمي ب Chronophotographic gun تلك كانت خطوة عملاقة بإتجاه ‘تصوير الحركة’ لتطويرها. على الرغم من كل هذه التقنيات المبتكرة المتصاعدة، يتوجب القول أنها كانت لاتزال مجرد سلسلة من الصور، أي أنها لم ترتقي بعد لأن تكون فلما.
لوقت طويل بقيت الصور المتحركة مجرد لعبة وهم، الى أن جاء توماس إيدسون الذي يعرفه الجميع بإختراعه للمصباح، الذي لم يكن إختراعه الوحيد، بل كانت لديه عدة إختراعات أخرى حيث كان لديه فريق كامل من المخترعين يعملون تحت إمرته، كان كأول مختبرا بحثي في العالم، وكان لم إسهام عظيم في خلق تكنولوجيا الفلم.
كان “ويليام ديكسون” أحد المهندسين الذين عملوا تحت إمرته، وكان عمله يقضي بصنع آلة تجعل من الصور متحركة. بعد عدة سنوات من التجربة و البحث، وإنطلاقا من Chronophotographic gun الخاص بـ’إيتيان جولز ماراي’، مع بعض الإضافات أحدها تغيير ورق التصوير المستعمل الى شرائط من السيليلوز مغلفة بمادة حساسة للضوء، ووضع ثقوب في جوانب ذلك الشريط من أجل أن تسهل عملية تحريك الصور بشكل ميكانيكي سلس في الآلة، إبتكر ديكسون الكينتوغراف Kinetograph وهي ما يعتبر أول كاميرا تصوير صور متتابعة أو بمعنى آخر كاميرا تسجيل.
جدير بالذكر أن الشرائط التي لا زالت تكنولوجياً تستعمل لليوم عند البعض، كانت تنتج من طرف ايستمان كوداك ولازالت ليومنا هذا موجودة.
إبتكر ديكسون كذلك آلة الكينتوسكوب Kinetoscope التي تعتبر أول آلة عرض أفلام، بنفس مبدأ عمل الكينتوغراف من الداخل و لكن بشكل عكسي. عرضها إديسون سنة 1881، حيث كانت أشبه بصندوق به فتحة للرؤية من الأعلى لتشاهد الفلم الذي يعرض بداخلها.
كان لإديسون تخيل محدود للكنتوسكوب، كان يراها كإضافة للفونوغراف لا أكثر. لم يكن يتخيل القوة التي يمكن أن تصبح عليه الأفلام المعروضة لجمهور غفير يوما ما، حتى أن بعض المؤرخين يعتقدون بأنه أحبط من عزيمة ديكسون في تطوير هذه التكنولوجيا، الأمر الذي أدى لاحقا الى تحطيم صداقتهم.
كان للكينتوغراف عيب وهو وزنها الثقيل وحاجتها للطاقة الكهربائية ،أي أنه يمكن التسجيل داخل أستوديو فقط ، أما الكينتوسكوب التي كانت آلة عرض لمنتوج تلك الكاميرا، كانت ذات إستعمال فردي أي أنه لا يمكن لأكثر من شخص إستعمالها في الوقت نفسه، و كانت تستوعب 16 ثانية فقط، كانت أشبه ب “تويتر” الأفلام. كان لهم أمل في ايجاد طريقة لموازنة صوت الفونوغراف مع فيديو كينتوسكوب، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك أبدا.
ما ساعد إيدسون في نجاحة كان سعيه الشرس لإيجاد براءات إختراع وإهتمامه بالإنتاج الشامل. بدأ البعض في إستغلال الآلة من أجل الربح المادي، أولهم كان الكندي أندرو هولاند سنة 1894 حيث إفتتح أول قاعة كينتوسكوب في نيويورك، أديسون أعجب بفكرة الربح المادي، لطالما كان مولعا بالربح المادي، وتم تعميمها في سائر الولايات المتحدة الأمريكية.
كلف إديسون ديكسون بمسؤولية إنتاج الفلم، كل ما يتعلق بصناعة الفلم بدءً من الكتابة وإختيار الممثلين، الاستوديو وكذلك التصوير، وبنى أول استوديو تصوير في التاريخ، في نيوجيرسي، أمريكا. كان الاستديو عبارة عن بناء كبير مغلق، جدرانه الداخلية مغلفة بورق القطران مع فتحة في السقف يتغير مكانها مع إتجاه الشمس من أجل الإضاءة اللازمة في التصوير، أسموه ب بلاك ماريا (Black Maria).
عمل ديكسون كمنتج، مخرج اضاقة الى المسؤول عن الكاميرا لمئات الأفلام من 1893 الى 1895 أغلبها كانت عروض سرك تبعا لتلك الحقبة التي إشتهر فيها السرك بالطبع، مثل هاري هوديني على سبيل المثال، فذاع صيت الكينتوسكوب أكثر.
مع أن الكينتوغراف والكينتوسكوب نالا نصيبهما من الشهرة و النجاح إلا أن عيوبا كثيرة كانت تشوبهما، فالكينتوغراف عيوبها امتدت من مدة العرض القصيرة والتي لم تكن تتجاوز 16 ثانية فقط، وعدم القدرة على مزامنة الصوت بعد، ماكان يجبر المؤدين على تقديم عروض مختصرة ومثيرة لاهتمام المشاهدين في نفس الوقت. اضافة الى أن الكاميرا كانت غير قابلة للتحريك بسبب كبرها وحاجتها للكهرباء لهذا كان التصوير يتم من زاوية واحدة، ضف الى ذلك الكمية الكبيرة من الإضاءة التي كانت تتطلبها، أي أن إستعمالها كان محصورا خلال النهار فقط.
أما آلة العرض الكينتوسكوب فأحد عيوبها أنها كانت للإستعمال الفردي فقط، ذلك يعني إنتظار دورك للمشاهدة مما يؤدي لتقليل الزبائن في اليوم الواحد، وكذلك لم تكن هنالك قابلية للتحرير والمونتاج، أي أن الفلم كان يصور من لقطة واحدة. في الحقيقة ذلك ليس عيبا لأن العديد من الأفلام في التاريخ احتوت مشاهد طويلة ذات تصوير من لقطة واحدة بلا انقطاع. في العصر الحالي الأفلام التي تستخدم هذه التقنية دائما ما تحوز على جوائز أوسكار في فئة السينيماتوغرافي مثل فلمي ‘الرجل الطائر’ و ‘لالا لاند’. ولكن كان الأمر يستوجب حلا من أجل تسهيل سرد القصص في الأفلام.
وهكذا ولد الإنتاج السينيمائي، ممهدين الطريق لأوائل صانعي الأفلام لتجربة تقنية التصوير الحركي وسرد القصص.
في هذا الجزء من سلسلة تاريخ ‘الفلم’، تطرقنا لكيف أن الفلم ما هو إلا “خدعة سحرية”، الفضل يعود لكيفية عمل أعيننا وعقولنا. عن نشأة التصوير، كيف بدأ الناس بسرد القصص بإستعمال الصور، التصوير الفوتغرافي كيف كان عبارة عن تكنولوجيا تخطو خطوة للأمام إنطلاقا من مواد كيماوية والضوء. تكلمنا كذلك على إختراعي الكينتوغراف و الكينتوسكوب الذان استعملا لتصوير وعرض أول افلام التاريخ، كذلك أول أستوديو في التاريخ.
ذكرنا سابقا أن الفلم ليس إلا وهما، وهم تم إبتكاره بعناية من قبل أناس يرغبون في عرض وجهات نظر محددة مع خيارات جمالية (زاوية التصوير وحجم الإطار، الإضاءة، العدسة،..) ما يتيح التأثير على كيفية تفسيرنا للواقع، بمعنى آخر الفلم لم يتم إختراعه، بل كان وليد الصدفة. سلسة من الأحداث السعيدة أدت لخلق أفلام مثل :” المواطن كين”، “الساحر أوز”، ” كازابلانكا”،” العراب”، الى غاية أفلام ” مارفل”. توجد العديد من الأفلام لمشاهدتها، العديد منها قد تساعدك في إكتشاف نفسك أيضا.
في الجزء القادم سنتطرق لقصة الأخوين اوجست ولويس لوميير واختراعهما لأول جهاز يمكن من عرض الصور المتحركة على الشاشة و كذلك فلمهما ‘القطار’ الذي يعتبرأول فلم تم عرضه في التاريخ، بالإضافة لقصة جورج ميلييز -أستاذ الوهم- الذي أوجد ما يسمى بـ ‘المؤثرات الخاصة’.
المصادر:
–Movies are Magic: Crash Course Film History
-The First Movie Camera: Crash Course Film History
–A VERY SHORT HISTORY OF CINEMA
– Film; cambridge dictionary
–What Is Cinematography and What Does a Cinematographer Do?
–What is Cinema?
–Peter Mark Roget (Persistance of Vision & Thaumatrope)
– Phi phenomena; Gestalt psychology
–Zoetrope History
–Camera obscura history
–The World’s First Photograph
–What is a daguerreotype?
–George Eastman; Kodac
–“The Galloping Horse” is the first motion picture ever made
– Kinetograph, Kinetograph;The First Motion Picture Shot in the US.
– KINETOSCOPE PARLORS
تدقيق لغوي: بشرى بوخالفي