كريسو دانجيلو، 36 عامًا: كفاح سبع سنوات مع سرطان الثدي
لقد دلّني السّرطان أين كانت تختبئ شجاعتي
لقد كان تشخيصي بسرطان الثدي بعمر التاسعة والعشرين مرعبًا بلا شكّ. وما زاده سوءا ورعبا في نفسي هو خوفي المرضيّ من الأطباء والدم، ومن كلّ عناصر العلاج (وعلى الأخصّ العلاج الكيميائي وعملية استئصال الثّدي). كان من الصّعب للغاية أن أتوقّع أيّ سلام أو تنوير قد يطرأ على حياتي نتيجة لهذه التجربة الصادمة. ولكن يا للمفارقة السّاخرة ! فالسّرطان قد وهبني القدرة على اكتشاف موارد شجاعتي.
الآن، أعلم جيّدا أنّه بمقدوري التّصدي لأيّ إجراء طبّي. كما أنني ممتنّة للمرض لأنّني تمكّنت من بعده من خوص تجربة تسعة أشهر من الحمل بثقة، ودون خوف، بل وبترقّب بهيج لولادة طفلي. ورغم أنّ شكر السّرطان والامتنان لحدوثه يبدو أمرا قاسيًا، إلّا أن حقيقة وجوده داخل جسمك قد يغيّر من شخصيّتك ويشجّعك نحو تحدّيات أكبر. ولكن لا تكتفِ بما أقوله: اقرأ عنه، بينما تناقش أولئك النّاجيات نتائج معاركهنّ ضد سرطان الثّدي.
سيبيا أوينز فيلاس، 39 عامًا: كفاح سنتين مع سرطان الثدي
تعلّمت أنني وحدي المسؤولة عن صحّتي.
بعد ثمان جولات من العلاج الكيميائيّ، التقيت بجرّاح ثدي لمناقشة إمكانية استئصال الورم من ثديي. كنت من قبل قد قرأت كلّ ما يخصّ تشخيصاتي وتواصلتُ مع بعض المتخصّصين من معارفي؛ لذلك فقد تسلّحت بما يكفي من المعلومات. وحين أوصى الطّبيب بإجراء عمليّة استئصالٍ للورم، كنتُ سأوافقه لو لم أكن أعلم أنّ استئصال الثّدي هو خيارٌ أفضل لحالتي من أجل تقليص فرصة ظهور الورم مجّددا.
لقد كنت قادرة على اتّخاذ القرار الصّحيح لي، بفضل جهودِي السّابقة في العناية بصحّتي، بينما لا يحظى الجميع بالفرصة ولا بالمعرفة اللازمة لفعل ذلك. وما إن أنهيت علاج السّرطان، حتّى ساهمتُ في تأسيس منظّمة غير ربحية تُدعى First Things First. وتُعنى ورشاتنا بتدريب النّساء على توقّع ما ينبغي الحصول عليه من فحص خاصٍ بأمراض النّساء، لكي يتمكّنّ من طلب أيّ اختبار تمّ إهماله أو استبعاده من نتائج التشخيص. بالإضافة إلى تشجيعهنّ على إخبار طبيبهنّ إذا ما لاحظن شيئًا مشبوها. فلو لم ألفت انتباه طبيبتي للورم في صدري، فلعلّها لم تكن لتكتشفه أبدًا. وإذ لا أحد يحيطُ علمًا بكامل جسمك غيركِ أنتِ، فمن المهمّ أن تتكلّمي.
غرايس ما، 44 عامًا: كفاح خمس سنوات مع سرطان الثدي
تعلّمت أنّه لا بأس من تخفيف بعض دفاعاتنا.
تعلّمنا في كلّية الطّب أن نتعامل بشكلٍ ودود مع الاحتفاظ بمسافةٍ كافية لضمان الاحترافيّة وعدم التّحيز. لكنّ إصابتي بسرطان الثّدي أثبت لي أنني قد أحتاجُ لأكشف المزيد عن نفسي.
حين تمّ تشخيصي بالسّرطان، لم أكن قد عرفتُ أو التقيت من قبل بأيّ أيّ مريضة ناجية منه؛ ولعلّ السّرطان كان ليصبح أقلّ رعبًا لو حظيتُ بالفرصة لذلك. أمّا الآن، وحين تأتي المريضات لمناقشة إمكانيّة إعادة بناء الثّدي، أجدني أنظر إليهنّ عميقًا وأنا أقول: ” إنّني أعلمُ تماما ما الذي تشعرون به”، بينما أقدّم لهنّ وصفًا صادقًا للآثار الجانبيّة للعلاج الكيميائيّ والإشعاعي، كما أؤكّد لهنّ أنّ شعري قد نما مجدّدا وأنني بخير؛ وهذا ما يبدو لي أنّه يمنحهنّ بعض الرّاحة.
لقد انتقل هذا الانفتاح الجديد إلى حياتي الشّخصية، وأصبحتُ أكثر استعدادًا لمناقشة كلّ شيء مع أصدقائي وعائلتي، ممّا غيّر من طبيعة علاقاتي وحميميّتها، وزادها عُمقًا ومعنًى. باختصار، لقد قبعتُ داخل قوقعةٍ محميّة لمدّة 20 عامًا، وحين جاء السّرطان وحطّم هذه القوقعة، تمكّنت حقيقتي أخيرًا من الظّهور والتّألق.
جولي جوكيل، 32 عامًا: كفاح سنتين مع سرطان الثدي
أصبحتُ ملكةً خضراء القلب !
بينما كنت في فترة نقاهة بعد عمليّة استئصال ورم بحجم الجورة من صدري، لم أستطع منع نفسي من التّساؤل: لمَ أنا تحديدًا؟ لقد كنتُ شابّة ودون أيّ تاريخٍ عائليّ للإصابة بالسّرطان. لكنّني اكتشفت، بعد قليلٍ من البحث، أنّ معظم ما نستعمله من منتوجات في منازلنا يُصنّع من موادّ مسبّبة للسّرطان مثل الكبريتات (sulfates) والبارابين (parabens)، وخطر ببالي: ما فائدة نجاتي من السّرطان، إن كنتُ سأعيدُ تسميم جسدي من جديد؟
لذلك، بدأت باستبدال منتوجاتٍ عضويّة طبيعيّة بكلّ ما كان لديّ في الحمّام والمطبخ، واستعمال خليط الخلّ، بيكاربونات الصّودا والصّابون الصّلب كرذاذٍ لتنظيف المساحات. أشعرُ أنّني أمتلك السّلطة الكافية لحماية ابني ذي الثّلاث السنوات، ممّ لم يتمكّن والديّ من فعل ذلك لأنّهما لم يعلما شيئا عن المخاطر التي تحملها المنتوجات الكيميائيّة. حين يكبر، سأخبره بفخر أننّي فعلت كلّ ما كان بوسعي لأوفّر له بيئةً صحيّة.
ماري جو كاريو، 53 عامًا: كفاح تسع سنوات مع سرطان الثدي
أدركتُ أنّني لا أستطيعُ أن أضمن حياتي
لا يمكن أن يوجد وقتٌ مناسبٌ لتتلقّى خبر إصابتك بسّرطان الثّدي، ولكنّني لم أتخيّل لحظةً أسوأ من تلك قبل تسع سنوات. كنتُ حينها أديرُ محلّا بيع الشوكولاطة الفرنسية بمدينة نيويورك، وأعملُ بمعدّل 12 ساعة طوال 6 أيّام من الأسبوع. بعد 10 جولات من العلاج الكيميائيّ، اكتفيتُ باستراحةٍ قصيرة فقط، وعدتُ إلى العمل بعد أسبوعين من يوم إجرائي لعمليّة استئصال الثّدي.
ثمّ في يومٍ ما، وبعد انهياري داخل المحلّ بسبب الإرهاق، تلقّيت مكالمةً كانت كالصّفعة من طبيبي: أخبرني أنّني إن لم أتوقّف عن هذه الوتيرة المتعبة وأبدأ بالتّفكير جدّيا في العناية بنفسي، فمن المحتمل ألّا أنجو أبدًا من السّرطان. بعد شهرين، قدّمت استقالتي وبدأت بالاستمتاع بحياتي من جديد. زُرت والديّ بفرنسا، تجوّلت حول الكلّيات مع بناتي التّوأم، وبدأت بممارسة اليوڨا. بعد عامٍ واحد، عدتُ مجدّدا للعمل، في منصبٍ أقلّ توتّرا وبدوام معقول من التّاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً. كما حصل زوجي على وظيفة بدوامٍ أفضل، وتمكّنا عندئذٍ من قضاء وقتٍ أطول سويًّا. استمتعنا بالسّفر إلى مدنٍ أخرى، بالتّنزه في كولارادو، والسّباحة في المسبح المحلّي.
لم يقم السّرطان بزيادة زواجنا بريقًا وتألّقا وحسب، لكنّه جعلني أدركُ ما هو مهمّ في حياتي حقّا. وأصبحتُ أفضّل أن أقضي بعض الوقت على مائدة العشاء مع عائلتي وأصدقائي بدل الهوس بإزالة القليل من الغبار الذي تراكم فوق الأثاث.
جنيفر غريفين، 41 عامًا: كفاح ستة أشهر مع سرطان الثدي
جرّبتُ ما للرّياضة من قوى علاجية.
في سبتمبر الماضي، وبعد أسبوع من تشخيص إصابتي بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي، سحبتني إحدى صديقاتي معها إلى حصة “بيلاتس*” على أمل أن يحسّن ذلك من نفسيتي. كنت أمارسُ الرّياضة منذ سنواتٍ ولكن دون أن أنتظم في ذلك أو ألتزم ببرنامجٍ وقائيّ أو علاجيّ.
كنتُ قد أحببتُ هذه الحصّة حقّا، إلا أنني لم أكن متأكدة من قدرتي على مواصلة التمرين خلال فترة العلاج الكيميائي، لذلك فقد انضممت إلى برنامجٍ شهريّ دون أن ألتزم باشتراك سنويّ. ويا للمفاجأة ! لقد كان البيلاتس طقسًا علاجيّا عزّز لديّ القدرة على التّعامل مع الآثار الجانبية للعلاج. كما منحتني إعادة بناء جسمي إحساسي بالجمال، وهذا ما كان مشجّعا للغاية حين بدأ شعري بالتّساقط. بعد ستة أشهر، وعمليتي استئصال للورم، ساعدتني عضلاتي القوية لاستعادة قواي سريعا. أمّا الآن، فإنني أمارس البيلاتس ثلاث مرّات أسبوعيا.
جاكلين إيفانز، 66 عامًا: كفاح ستة عشرة سنة مع سرطان الثدي
لقد وجدتُ إيماني !
لطالما كنتُ مؤمنة بالله، لكنني لم أبن علاقة شخصية معه من قبل. ولكن، حين تم تشخيص إصابتي قبل 17 سنة صلّيت لله، فقط لأنّ هذا ما يمكنك فعله حين تقسو الحياة عليك. كنتُ قلقة للغاية أنني لن أتمكن من مساعدة ابني ذي العشر سنوات في حل واجباته المنزلية أو اصطحابه إلى تدريب البيسبول. لقد دعوتُ أن ” يا ربّي، إن أعنتني على النّجاة من هذا، فإني سأدرس الإنجيل وأذهب إلى الكنيسة”.
أحسستُ أنّ صلواتي اُستُجيب لها ذلك اليوم. ومنذئذ، قرأت الإنجيل خمس مرات وحضرت القدّاس بانتظام. علّمني ديني أنّ لكلّ إنسان دورًا مهمّا، وقرّرت أن تكون حياتي نذرا لمساعدة من حولي. بدأت بالحديث مع المرضى والتخفيف عنهم نيابة عن جمعيّة السّرطان الأمريكية American Cancer Society وساعدت في تنظيم مجموعة Stop the Violence التي تسعى لتوعية الشّباب النّاشئ بمخاطر الجريمة.
أعملُ حاليا على التّرشح لمنصب رئيس الجمعيّة المحلّي، لكي أتمكن من توفير البرامج والخدمات اللازمة. خصمي سياسيّ محنّك منذ 18 سنة، لكنني لستُ قلقة. ما دمتُ أحتفظ بإيماني، فإنني قادرة على مواجهة كل ما سيعترض طريقي.
بريدجيت فورد هيوز، 46 عامًا: كفاح أربع سنوات مع سرطان الثدي
تعلّمت أنّ الجميع بحاجةٍ لمجتمع حوله
بعد عملّية استئصال مزدوجة للثدي، وإعادة بناء الثّدي من أجل تجاوز المرحلة الثانية من السّرطان، واجهت مشكلة في الخروج من سريري لأنّني كنت متألّمة وحزينة للغاية. ولم أتمكن من رفع ذراعيّ إلى مستوى رأسي إلا بعد أشهر. ومنذ أن أصبحت معالجة تدليك معتمدة، ومدرّبة لليوڨا والبيلاتس، انتهيت من إعادة تأهيل نفسي. انتقلتُ بعد ذلك إلى جسمي لأضبط ما يناسبه من حركات رياضيّة، ووضعتُ مخطّطا لكلّ ذلك بينما كنت أسترخي أثناء جلسات العلاج الكيميائي.
ذات يومٍ خطر لي: يمكنني أن أفعل ذلك لنساء أخريات مثلي ! وبعد سنتين، اكتشفت صالة Pastures أين يجتمع فيها مرضى السّرطان والنّاجون منه للاستمتاع باليوڨا، البيلاتس، الرقص، الفنّ العلاجي، والطّبخ الصّحي.
إصابتي بسرطان الثّدي وهبتني معنى وغاية، وعلّمتني أنني كلّما أعطيت من نفسي اغتنيت روحيا بذلك. كما وجودي الدّائم حول أولئك النّساء ألهمني: لقد كنّ لي تذكيرا أنني أستطيع أن أحيا حياة غنية وسعيدة بعد تجاوز هذا السّرطان.
(*): البيلاتس Pilates : هو نظام لياقة بدنيّ، شبيه باليوڨا، يعمل على بناء الجسم ويساعد على تقوية المرونة والتنسيق بين أطرافه. قام بتطويره الألمانيّ جوزيف بيلاتس في أوائل القرن العشرين.
المصدر: هنا
تدقيق لغوي: محمد عيسى