بطاقة تعريفية بالكتاب:
العنوان: مذكرات لويس بونويل
المؤلف: لويس بونويل
المترجم: مروان حداد
الناشر: الهيئة العامة للكتاب (مكتبة الأسرة)
عدد الصفحات: 366
سنة النشر العربية: 2015
سنة النشر الأًصلية: 1982
نبذة عن الكاتب:
لويس بونويل. مخرج إسباني، وهو أحد روّاد السريالية في السينما العالمية. حصل على العديد من الجوائز، مثل: الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عن سحر البورجوازية، جائزة الأسد الذهبي بفينيسيا عن “حسناء النهار”، الجائزة الكبرى بمهرجان كان عن فيلم “نازارين” وغيرها من الجوائز، كما اشترك مع سلفادور دالي في كتابة فيلم “كلب أندلسي”.
عن الكتاب:
“ليس للحياة الإنسانية، لا أستطيع أن أصور إلا الكارثة أو العدم، ولا مفر من هذا أو تلك. أعرف جيدًا أن الشمس بالنسبة للعجائز، كانت أكثر طراوةً أيام شبابهم البعيدة، وأعرف أيضًا أنه مع نهاية كل ألفٍ من السنوات، يلعن عادة عن النهاية، لكن يبدو لي مع ذلك أن هذا القرن بكامله يتجه نحو الكارثة”.
في هذا الكتاب الملهِم للسيد “لويس بونويل” يشرح لنا كيف أبدع، كيف كانت حياته -في الطفولة والشباب- مليئة بالعجائب التي انعكست على أعماله الفنية، كيف كانت السياسة والحرب في العالم وفي موطنه، ماهيّة الإنسان كما يراها، والحركات الثورية والفنية في أوروبا وأمريكا، وعن نجوم عصره من فنانين وشعراء ورسامين، مثل سلفادور دالي، لوركا، شتاينبك، هالسكي وغيرهم من نجوم التاريخ في الفن والأدب.
يبدأ الكتاب بسرد لويس عن مرحلة العجز، وعن الذاكرة، وكيف أنّ فقدانها يشكل فقدان الحياة من أساسها، وفقدان شعورك بها. يتحدث عن والدته التي عانت من فقدان الذاكرة، وكيف انمحت الحياة من أمامها بالتدريج، وإن ظلّ قلبها خير حافظ، وكيف بدأ يعاني من بعض آثار تلك الأزمة؛ فالذاكرة هي من تُشكّل كامل حياتنا.
ثم ينتقل بنا إلى ذكرياتٍ من العصور الوسطى، حين كان في الثالثة أو الرابعة عشرة، حينما غادر موطنه أراغون لأول مرة. نشاهد طبيعة أسبانيا، وبدايات السينما وكيف كان مفهومها لدى جميع الناس، وكيف كانت آليتها، ومن ثم سنسير مع لويس بونويل حتى نهاية الكتاب لنرى كيف تطورت وشهدت مراحل شتى من الواقعية والطليعية والسريالية.
يُرينا لويس الدين في طفولته وفي إسبانيا وماذا يمثل لهم، والجنس الذي كان يراه ممارسة فوضوية وخطرا حقيقيا، لذلك يخشاه القساوسة، وتَشكّل الحياة السياسية ومفهوم الموت لديه. يحدثنا عن الخمّارات والحانات، والمقاهي في كل البلاد التي زارها، كيف يستمتع بالسيجار، والمفهوم العميق المرح للجنس عنده.
يرينا علاقته مع “دالي” و”لوركا” منذ الدراسة الجامعية، حتى موت لوركا الحزين، وهجوم دالي على لويس بونويل والذي نفاه الأخير. صدمات لويس بونويل واليأس عديدة، لكن موت والده قد أثّر فيه بشكل بالغ، فيريك بأنه ظل يرى والده في سريره وفي المنزل بعد وفاته.
كما يصوّر الحرب الأهلية وكيف أُهدرت الدماء، وكيف صار العالمُ كريهاً، وكيف هي الحياة في فرنسا وأمريكا، وبالطبع أعماله في تنقلاته خلال هذه الفترات.
يرينا أيضاً الحب وكيف يختلط بالجنس في أوقات، وكيف يفضل بأن يكون محباً عن كونه محبوباً، كيف تزوج، كيف قابل حبّه، وغرامياته المرحة.
في كلامه عن عشقه للأحلام وخلطها بأعماله مبررٌ واضح للمسات ومشاهد السحر عنده، أو لصنعه أفلاماً غير واقعية في أيّ من مشاهدها، لكن حين تتابع بعضاً من قصصه وقدرته على السرد والتأمل تدرك بأن حياته هي الأخرى غير واقعية في تفاصيلها، هو كاتب ومخرج ساحر، يعيش في عالم ساحر، يعكسه بشكل جمالي عجيب. نسير معه في مراحله حتى حصوله على الأوسكار، حتى العجز، وكيف يخشى السفر كي لا يموت خارج بلاده، علاقته بالموت وكيف يراه وكيف يرى نفسه، وكيف صارت حياته روتينة.
يكتب من فوق المنحدر، وفي آخر فصول الكتاب قد تبكي لصدق لويس، تشعر بأن الموت والعجز بين السطور حقيقةً، بأن الحبر أبيض بلون الشيب. إنّ الكتاب شاهد حقيقي على تطور الفن والسينما والحروب والسياسة، بل هو شاهد على عصر بأكمله، سرَدَه الكاتب بصدق وبراعة.
تدقيق لغوي: محمد عيسى
مراجعة: بشرى بوخالفي