10 كتب غيرت العالم

من عناصر إقليدس وحتى تفسير الأحلام لفرويد، ومن الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار وحتى المطوية الأولى لأعمال شكسبير… عشر كُتاب اختاروا أفضل الكتب “ليس فقط في جيلنا، بل عبر التاريخ”.

الجنس الآخر بقلم سيمون دي بوفوار

لقد كتبت سيمون دي بوفوار واصفة ردود الأفعال تجاه الجزء الثاني من كتابها الجنس الآخر “غير مكتفية جنسياً، باردة، عابدة للقضيب، مهووسة جنسية، سحاقية، مجهِضة مئات المرات، لقد كنتُ كل شيء، أماً غير متزوجة حتى”. فهذا السيل من القلق والهلع -وهذا يشمل إدراج الفاتيكان للكتاب على قائمته للكتب المحرمة- كان نتيجة نقاش دي بوفوار الصريح حول النشاط الجنسي الأنثى، ومن ضمنها السحاقية وشهوة ارتداء ملابس من الجنس المغاير. ولكن هذا الكتاب يحوي مواضيع أكثر بكثير من هذه، فهو يسأل السؤال الأكثر جوهرية في الحركة النسوية: ماذا يعني أن تكوني امرأة؟

ترفض دي بوفوار الحتمية البايولوجية -فالمرأة أكبر من كونها مجرد رحم- وبدلاً من ذلك، تحقق في الخواص المبهمة والضبابية للأنوثة، مؤديةً بذلك إلى رأيها الشهير: “المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح امرأة”. فقد لاحظت بوفوار أن المرأة، هي الآخر، الشذوذ، الكائن الغريب _سامحةً بذلك للرجل أن يكون نموذج الطبيعة الأوليّ والأساسي وأن هذا شيء غير قابل للتشكيك. بوفوار تقارن اضطهاد النساء باضطهاد اليهود، أو اضطهاد السود في أمريكا، أو اضطهاد الطبقات العاملة أو الدول الاستعمارية، لكنها تستنتج أن التحيز الجنسي هو قوة فريدة من نوعها لأن النساء تعشن مع، بل وتحببن مضطهديها.

وبناءً على هذه الأسس النظرية، تقدم بوفوار  نظرة بانورامية لحياة النساء: العمل، الأمومة، التمثيل في الأدب، الاستقلال الاقتصادي، النشاط الجنسي، التقدم في العمر والملل الناتج من التنظيف ونفض التراب من خلف الخزانة.(لقد لاحظت بوفوار أن العمل المنزلي “يبعد الموت ولكنه أيضاً يعارض الحياة”، وهذه هي حجتي الجديدة لترك ثلاجتي مبعثرة). إن نثر بوفوار ثاقب كنظر النسر؛ فهي لا تعتذر عن أطروحاتها الفكرية. إن إجابتها بسيطة، ولكنها صعبة التحقق: على النساء الحصول على تعليم مساوٍ للرجال، أن يُدفع لهن مثل الرجال، وأن يُمنحن حرية وصول غير مقيدة لأدوات منع الحمل والحق بالطلاق. يجب أن يتم معاملة النساء على أنهن إنسان كامل، كما يعاملُ الرجال.

بأخذ المواد التي تتعامل معها وقوته فليس من المفاجئ أن كتاب الجنس الآخر أحدث ضجة في عالم النشر. فقد باع 22,000 نسخة في أول أسبوع له في باريس في 1949، وأصبحت النسخة المترجمة إلى الانكليزية الأكثر مبيعاً فور صدورها في أمريكا. لقد أثر الكتاب في العديد من النسويات على اختلاف توجهاتهن مثل بيتي فريدان، جوديث بتلر، وأودري لورد. صمد هذا الكتاب بطريقة أفضل من أغلب كتب الموجة الثانية التي ألهمها، على الرغم من أن فرانسيس دو بليسيكس غراي قد انتقدت في بوفوار في مراجعتها للترجمة الجديدة للكتاب في 2010 “عدائها الهستيري لمنظومة الزواج والأمومة… [والتي] كانت متطرفة إلى درجة تثير الضحك في بعض الأحيان”. كانت العديد من النسويات المعاصرات أقل انتقادية حول أي امرأة تتبنى الشكل والسلوكيات النمطية للأنوثة _مثل الكعب “العالي” الذي “يبين مدى أهميتها”. لكن بوفوار كانت واعية للتناقضات والتعقيدات بخصوص موقفها، وبناءً على ذلك نرى سخرية حبيبها جان بول سارتر من الجزء الثاني من كتابها في مسرحيته الأيدي القذرة: “نصف ضحايا، نصف متواطئين، مثل الجميع”.

هيلين لويس –Helen Lewis

تعاليم كونفوشيوس

لكي نفهم الصين، علينا أولاً أن نفهم تعاليم كونفوشيوس.  فهذا الكتاب المكتوب منذ أكثر من 2,400 سنةً يشكل البنية التحتية للثقافة الصينية. فعلى خلاف الإنجيل أو القرآن،  اللذيْن يركزان على الروحانيات؛ التعاليم عبارة عن تطبيقات عملية لتنظيم جوانب الإنسان الحياتية: حب العائلة، القيم الأخلاقية، التسلسل الاجتماعي والسياسي. فأسطر من الإنجيل مثلأَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم” قد تثير حيرتك إن كنت صينياً، فكونفوشيوس قد قال العكس تقريباً: “فالرجل الفاضل بحق هو ذلك من يمكنه أن يحب ويكره الآخرين”. فالكره موقف أخلاقي ضروري للرجل الصيني.

أتذكر أثناء نشأتي في الصين، اضطراري لترديد بعض الأسطر من التعاليم في المدرسة المتوسطة: فو مو زي، بو يوان يو، يو باي يو فانغ. ومعناها: “لقد قال المعلم: ”لا يمكن للابن أن يسافر للخارج طالما والداه حيّيْن. وإذا سافر للخارج، فيجب أن يملك مسكناً ثابتاً يعود إليه“”. مثل هذه الشعارات هي التي صاغت نظام القيم الصينية وعززت من بنيان المجتمع الإقطاعي الذي دام ألفيات.

بقيت حياة كونفوشيوس غامضة ولكن محيرة نوعاً ما. فعلى الرغم من كونه شخصية سياسية مهمة في مملكة لو حوالي 500 قبل الميلاد، إلا أنه لم يملك أيّة قوة عسكرية. لقد انتهت مسيرته السياسية بسبب صراع السلطة داخل مملكة لو، الناتجة عن صراعات الممالك المتحاربة. غادر كونفوشيوس لو وأصبح منفياً، لقد قضى بقية حياته متجولاً بين الممالك، مرشداً وملهماً للطلاب طوال هذه الفترة. إن رؤيته للعالم تؤكد على الترابط القوي ما بين السلطة والواجب الأخلاقي للرجل. ولهذا يمكننا فهم سبب توظيف فلسفة كونفوشيوس من قِبل جميع الأباطرة في تاريخ الصين، بمن فيهم قادة الحزب الشيوعي. لقد أحاطت الأوتوقراطية [حكم الفرد الواحد] الصينية نفسها بتعاليم المعلم من كل حدب وصوب: “إن القائد له عقل مُلمّ بالحقيقة والنزاهة؛ أما عقل الرجل الدنيء فمُلمّ بالمكاسب”. يمكن للإمبراطور أن يستخدم مثل هذه الأمثال ليؤكد حقه في الحكم.

 يوفر هذا الكتاب محاضرات غنية عن صفات الرجل النبيل، ونعم، القواعد  التي ساعدت في بناء مجتمع  منتج وداعم للنظام الأوتوقراطي، ولكن هذه القواعد توفر للقارئ المعاصر، وحتى الغربي، أفكار وتأملات حول طريقة الحياة. ولنأخذ أحدى جواهر كونفوشيوس: “على الرجل أن يقول: ”لست مهتماً بأني لا أملك مكاني الخاص. بل أنا مهتم بأن أتكيف مع واحد. لست مهتماً بأني لست معروفاً. إني أسعى لكي أكون جديراً بأن أُعرف.“”

شيالو غوXiaolu Guo

أصل الأنواع بقلم تشارلز داروين

لم يكن داروين أول من أقترح أن الأنواع الحية قد تحورت  أو تغيرت عبر الزمن؛ ففكرة التطور كانت موجودة بشكل أو بآخر منذ الحضارة اليونانية القديمة. لكنه كان داروين –و بشكل مواز له ألفريد روسل والاس– من أكتشف الانتقاء الطبيعي كونه الميكانيكية التي عن طريقها يعمل التطور.

لقد وضع أصل الأنواع القطط وسط الحمام وهز أقفاص رجال الدين(1). وقد عرف داروين ذلك؛ ولهذا كان الكتاب ذو مسحة هادئة ورزانة ومنطقية، ولهذا يبني حججه بشكل تدريجي هادئ. فهذا الكتاب ببساطة عبارة عن “برهان طويل”، مكون من أشياء عادية مصممة لكي تخاطب الحس المنطقي لقرائه: داروين يطلب من عندنا أن نفكر في النحل، الحمام، الدود والنباتات المتسلقة، أن ننظر من حولنا ونحكم بأم أعيننا. “هناك نوع من الرهبة والعظمة في هذه النظرة إلى الحياة،” وكتب أيضاً: “عدد لا نهائي من أكثر أشكال الأنواع جمالاً وروعة تطورت من بدايات بسيطة، ومازالت، تتطور.”

لم يكن البيولوجيون وعلماء الحيوان الوحيدين الذين بحثوا وطوروا مقترحات داروين. فأعمال المنظرين السياسيين، علماء الاجتماع، الأنثربولجيين والفلاسفة كانت مبنيةً على أفكار دارونية، وبالخصوص فكرة الصراع لأجل البقاء. يبدأ البيان الشيوعي بالقول: “إن مجمل تاريخ المجتمع الحالي منذ بداية التاريخ وحتى يومنا هذا، هو تاريخ للصراع الطبقي.” تكتشف روايات أطفال الماء لتشارلز كينغزلي وأليس في بلاد العجائب للويس كارول وبطريقة كوميدية العلاقة ما بين البشر وأقربائهم الحيوانات. وفي نهاية القرن، كان مؤلفون مثل ه. ج. ويلز يستكشفون الجوانب المظلمة للرؤية الداروينية- الجانب المتدني والوحشي للطبيعة البشرية.

لقد غير هذا الكتاب طريقة تفكيرنا عن العالم. فقد أوضح أنه يمكن تفسير هذا التنوع في الطبيعة من دون الرجوع إلى كيان خارق للطبيعة وبدلاً من ذلك يقترح أن هذا التنوع قد تشكل نتيجة تصادم الصدف العشوائية والتغيرات التدريجية على مر مليارات السنين. كما بين هذا الكتاب أن كوكب الأرض غير مبرمج أو مهيأ للنمو والازدهار. الأنواع التي تنمو وتكبر بشكل متسارع تخاطر بأن تنقرض، ليس لأنها تُعاقب على غطرستها بل لأنها تجعل نفسها غير متلائمة مع محيطها، مدمرة بذلك الأشياء التي تحتاجها للبقاء. كتب داروين “جميعنا محبوكون معاً”. وقد يكون هذا أهم درس له، خصوصاً في العقود المليئة بالتحديات الصعبة التي تنتظرنا.

ريبيكا ستوت-Rebecca Stott

العناصر بقلم إقليدس

هذا الكتاب المكتوب حوالي 300 قبل الميلاد في مدينة الإسكندرية، مكون من 13 أطروحة أو كتاب وتلخص هذه الأطروحات 465 نظرية تمثل ما يعرفه الإغريق عن الهندسة في تلك الفترة. ومن الأشياء المثيرة للاهتمام في العناصر هي البرهان على نظرية فيثاغورس، والبرهان على أن هناك عدد غير محدود من الأعداد الأولية.

هذا مثير، أليس كذلك؟ في الواقع، نعم. إن كتاب العناصر هو أهم كتاب رياضيات في التاريخ وليس بسبب المواضيع التي يحتويها، بل بسبب منهجيته الثورية. لقد اخترع هذا الكتاب الطريقة التي يقوم بها الرياضيون بالرياضيات. يبدأ العناصر بقائمة من 23 تعريفاً، خمس مسلمات وخمس مفاهيم عامة. التعاريف تصف العناصر الهندسية التي سيكتب عنها إقليدس، مثل النقاط أو الخطوط. المسلمات تخبرنا أي الأجراءات مسموحة، على سبيل المثال، يمكن رسم خط يصل بين أي نقطتين لدينا. (إقليدس يسمح فقط لما يمكن رسمه باستخدام المسطرة والفرجار). والمفاهيم العالمة توضح المفاهيم الأساسية، على سبيل المثال، أذا كان A يساوي B، وكان C يساوي B، فإن A  يساوي C.

ومن تلك اللحظة، لا يفترض إقليدس أي شيء جديد. بل يبني من هذه المفاهيم البسيطة صرحاً متماسكاً ومهيباً من المعرفة الرياضية. جميع النظريات في العناصر مستنتجة منطقياً من حقائقه القليلة التي أفترضها سابقاً. إن جمال العناصر في صرامته وإبداعه. أنشأ هذا الكتاب نموذجاً للبرهان الرياضي والذي سار خلفه كل عمل رياضي في التاريخ. فعلى خلاف بقية العلوم، حيث يقوم منهج أو نموذج معين بالظهور ونفي المنهج الذي سبقه، فإن النظريات في العناصر بقيت صحيحة اليوم كما كانت في عصر اليونان العريقة. في الواقع، بعض هذه النظريات -مثل نظرية فيثاغورس– يتم تدريسها في المدارس الثانوية.

لقد تُرجم  هذا الكتاب من الإغريقية إلى اللاتينية، ومن هناك ترجم إلى العربية، وقد حظي في البداية باهتمام واسع في الأوساط الثقافية والعلمية الإسلامية. يقدر المؤرخ الرياضي كارول بوير أثناء كتابته في الستينات، أنه منذ صدور الطبعة الأولى في 1482، تم نشر أكثر من ألف طبعة: “على الأرجح لم ينتج أي كتاب غير الإنجيل هذا العدد من الطبعات، وبالتأكيد، لم يمتلك عمل رياضيٌ آخر تأثيراً مقارباً.”

لكن لم يكن الجميع معجباً به. لقد شكا آرثر شوبنهاور من أن براهين إقليدس معقدة جداً: “نموذج عبقري للدنائة”. إذا كنت تنوي الغوص في الكتاب الآن، فربما لا تجده بتلك السهولة. فإقليدس لم يكن مهتماً بأن يكون منمقاً أو سهل القراءة؛ لقد كان مهتماً ببناء نظام لا لبس فيه.  ولم يكن هناك لبس أو حيرة طوال 2,500 سنة. إقليدس هو الرياضي العظيم الوحيد الذي لا ينسب إليه اكتشاف أي نظرية مهمة. إن شهرته ليست مبنية على ما قام به، بل على الطريقة التي قام بها في العناصر.

أليكس بيلوسAlex Bellos

تفسير الأحلام بقلم سيغموند فرويد

في اللحظة التي فتح فيها طالب المحاماة الشاب هانس زاكس تفسير الأحلام لأول مرة، تغيرت حياته إلى الأبد. لقد كانت “لحظات من القدر”، كما كتبَ المحلل المستقبلي، كلقاء “فتاة أحلامك”. العديد من الأشخاص من معارف فرويد القريبين وصفوا وحياً مشابهاً، ألا أن هذا الكتاب ذو الـ800 صفحة يميل لبث رد فعل أقل درامية في أيامنا هذه. العديد من القراء يهجرون الكتاب بسبب سلسلة المقدمات الطويلة والفصل الأول الطويل والجاف الذي يتناول تاريخ تفسير الأحلام. مع ذلك، لقد كان فرويد محقاً بشعوره بأنه كتب شيئاً مهيباً ومهما (حتى أنه تخيل نصباً للاحتفاء بواقعة اكتشاف “سر الأحلام”). 

إن اختزال هذا السر في هذه الجملة الشهيرة التي تجدها على كل لسان “الحلم هو طريقة الأمنيات في إرضاء ذاتها” لا يعطي هذا الكتاب الدَّسم حقه. يميز فرويد ما بين الأمنية والرغبة. فالحلم يمكن أن يدور حول أمنية -فلنقل، مثل النجاح في الامتحان- والرغبة غير الواعية تعمل عمل المتطفل، مستعملة الأمنية لكي تدخل نفسها داخل الحلم. فقد ننجح أو نرسب في الامتحان، لكن الأدلة على الرغبة توجد في تفاصيل الغرفة التي نجلس فيها، في ربطة العنق التي يرتديها المراقب، الأصوات في الخلفية. فالعناصر التي تبدو غير مهمة تساعدنا في تعقب الأشياء غير الواعية.

“لقد حذرنا الكُتاب على الدوام من الجوانب المظلمة للعقلية البشرية، لكن فرويد هو من أرانا كيفية تشفيرها”.

يرينا فرويد مركزية العنف والجنس في تركيب دماغنا في الحياة. لقد حذرنا الكُتاب والشعراء دوماً من الطبيعة المظلمة والمقلقة للعقلية البشرية، ولكن كتاب الأحلام هو من أرانا بدقة كيف تصهر وتشفر هذه الأحداث بالضبط، كيف تخضع للتشويه والرقابة وكيف تصنع وتشكل باستخدام اللغة. الدقة في الفصل السابع ذائع الصيت الذي يتناول سايكولوجية عملية تشكيل الأحلام لا مثيل لها، ومناقشته للعلاقة ما بين الإدراك والوعي يضع علم الأعصاب في يومنا هذا في موقف حرج.

لقد كان خطر الكتاب ظاهراً وبشكل سريع لفرويد. فكما يمكن لفتاة أحلامك أن تقودك في درب مظلم، كذلك يمكن للكتاب أن يرسل القراء في رحلة عقيمة للبحث عن الرموز الخفية. جميع أعماله اللاحقة عن الأحلام كانت عبارة عن محاولة لتصحيح هذا الشيء. ففي النهاية عملية البحث عن المعاني المخفية غير مجدية، وكما كتب في 1899، هنالك مركز للحلم، نقطة لا يمكن تفسيرها وفيها يفشل المعنى. أن كتاب الأحلام قد فتح هذين العالمين للأجيال المستقبلية: عالم المعنى، المثير للمحللين الأولين، وعالم اللامعنى، الذي كان مفصلياً للمناخ الثقافي للقرن العشرين وما بعده.

دارين ليدر-Darian Leader

روزنامة بلاد الرمل بقلم ألدو ليوبولد

 “هناك أشخاص يمكنهم العيش من دون الحياة البرية، وهناك من لا يمكنهم”. هذا ما كتبه ألدو ليوبولد في تصديره روزنامة بلاد الرمل. “فهذه الأشياء مثل الرياح وشروق الشمس، تم أخذها على أنها أشياء اعتيادية حتى بدأ التقدم يكتسحها… فرصة رؤية إوزة بالنسبة لنا نحن الأقلية أهم من مشاهدة التلفاز، والحق بالعثور على زهرة الفصح هو حق أصيل مثل حرية التعبير”.

نشر كتاب روزنامة بلاد الرمل لأول مرة سنة 1949، بعد مرور سنة على وفاة مؤلفه، ويعتبر واحداً من أكثر الكتب عن الطبيعة تأثيراً في العالم. لقد ساعد بتحويل ما كان بشكل رئيسي سياسة محافظة وحركة رعاية واهتمام من وجهة نظر نفعية إلى انبثاق أول حركة بيئية خضراء في الغرب.

لقد كان ليوبولد محافظاً ومدافعاً عن البيئة دائماً، وقد عاش أغلب حياته في مزرعة في “مدن الرمل” الخاصة بويسكانسن. أقنعته حياة من الملاحظة لعملية خضوع الأرض في أنحاء الولايات المتحدة “لتحولات عنيفة” من البرية إلى الاستخدام البشري إلى أن مجرد المحافظة والدفاع عن البرية غير كافٍ بعد الآن: البشرية بحاجة إلى نوع جديد من العلاقة الأخلاقية مع الأرض والمكونات غير بشرية التي تعيش فوقها.

يكون إسهام ليوبولد الرئيسي هو تطويره لما سماه “أخلاقية الأرض”. يكون الشيء صحيحاً، كما كتب في الروزنامة، “عندما يميل للحفاظ على سلامة، استقرار وجمال المجتمع الحيوي. يكون الشيء خطأً عندما يخالف ذلك”. لقد جعلت هاتين الكلمتين -“مجتمع حيوي”-  في السابق كما الحاضر، يبدو هذا الشيء راديكالياً جداً. أن البشر، يقول ليوبولد، مهما ظنوا أو أرادوا ذلك، إلا أنهم ليسوا أهم من الطبيعة: إنهم جزء منها. فيمكنهم أما فهم هذا الشيء والتصرف وفقاً له، أو يمكنهم الاستمرار بمسارهم التدميري، والذي سيؤدي إلى تدميرهم لأنفسهم على الأرجح.

فقديماً في 1948، حتى المدافعين عن البيئة نظروا لحركتهم على أنها فتح الباب للصيادين في المناطق البرية. ليوبولد نفسه كان جزءاً من هذا الشيء عندما كان شاباً. ففي الروزنامة، يقص علينا قصة اليوم الذي قتل فيه أنثى ذئب وشاهد “النار الخضراء” تموت في عيونها. لقد كتب، “كنت يافعاً حينها، ومليئاً بشبق الزناد”. “لقد ظننت أن انعدام الذئاب هو جنة الصيادين، لأنه كلما قلت الذئاب زادت الغزلان. لكن بعد رؤيتي للنار الخضراء تموت، أحسست أن لا الذئب أو الجبل قد وافقا على وجهة النظر هذه”.

الفصل الذي يحكي فيه ليوبولد هذه القصة اسمه “التفكير كالجبل”. أمن ليوبولد أن على البشر أن يتعلموا أن يفكروا مثل الجبل مجدداً؛ ذلك أن علينا أن نغير صورتنا عن ذواتنا “من فاتح ومستعمر للأرض-المجتمع إلى مجرد عضو وفرد فيها”، ويمكننا فعل هذا فقط عن طريق الانتباه. إن مفهوم ليوبولد لـ”طبيعة” لم يكن محل نقاش. الطبيعة هي النار الخضراء في عين أنثى الذئب، سرب الأوز في بحيرات مدن الرمل، تفتح أزهار عرعر أريزونا أو لحاء الصنوبر الأبيض. عليك أن تأخذ خطوة في الخارج لكي تراه، وعليك أن تبقى متواضعاً. إنه درس ما زال علينا تعلمه.

بول كينغزورث- Paul Kingsnorth

البيان الشيوعي بقلم فريدريك إنجلز وكارل ماركس

“غول مرعب يجول في أعماق أوربا…” هكذا بدأت أول محاولة فاشلة لترجمة البيان الشيوعي إلى اللغة الإنكليزية. وفي النسخة الرسمية كُتبَ “هنالك شبح  يطارد أوربا”. وبشكل أخر، فقد طارد نفس الشبح أوربا في أوقات الأزمة منذ أن قام ماركس وإنجلز بكتابته.(2)

فهو لم يكن مجرد شبح تمرد الطبقة العاملة وعصيانها: قد كان عمال المصانع في مانشستر ينظّمون تمردات قبل صدور البيان الشيوعي بثلاثين سنة. فالخطر كان سياسياً: كان الخوف من أن تفصل الطبقة العاملة نفسها من الإيديولوجيا العفوية للقرن التاسع عشر -الاشتراكية الجمهورية- وتعتنق الإيديولوجيا الشيوعية بدلاً عنها. فبالنسبة لجيل ماركس من اليساريين الألمان، الشيوعية تعني مجتمعاً غير طبقيّ مبني على الوفرة والرخاء. فقد ورث ماركس وإنجلز هذا الهدف من مفكري ثلاثينيات القرن التاسع عشر الملحدين اليساريين، ولكن بعد أن وصل إنجلز إلى مانشستر سنة 1842، توصلوا إلى إدراك طبقة العمال الصناعية كونهم القوة الاجتماعية الوحيدة التي يمكنها تحقيق هذا الهدف.

لكن البيان لم يكن عن الطبقة العاملة. فالقسم الأول عبارة عن تأبين للرأسمالية، التي لعبت دوراً ثورياً باستبدال كل المحاولات الجزئية والشعبية لاقتصاد السوق بنظام نقي واحد. وليس هذا فقط، إن هذا الجزء تأبين للطبقة البورجوازية أيضاً. فلو قرأت أي فقرة من الكتاب ستبدو هكذا:

“لا يمكن للبرجوازيين أن يوجدوا من دون أن يقوموا بتثوير طرق العمل بشكل دائم، وبالتالي علاقات الإنتاج، وكامل العلاقات الاجتماعية برفقتهم… وكل هذا عبارة عن هباء منثور، تدنيس لما كان مقدساً، ويجب على الإنسان في النهاية أن يواجه وبشكل جدي وواعٍ ظروفه الحقيقية في الحياة، وعلاقاته مع أبناء جنسه”.

لم تنتج طبقة رجال الأعمال في بدايات فترة التصنيع الشروط التي ولدت تطوراً تقنياً دائماً فقط، لا بل سببت زوال الظلال الديني وانبثاق الواقعية الاجتماعية أيضاً. ومنذ تلك اللحظة -مراقبة الحرب الاجتماعية الضارية الملتهبة في مدن مثل مانشستر وليل- أدرك ماركس وإنجلز أن المشكلة الوحيدة التي سيواجهانها هي تزويد طبقة العمال بالفهم والإدراك السياسي الذي سيساعدهم لممارسة قوتهم وسلطتهم.

نُشرَ البيان الشيوعي أسابيع قليلة قبيل ثورة 1848 في فرنسا، التي انتشرت من باريس إلى ألمانيا، حيث اندلعت  هناك حرب ثورية على نطاق واسع بمجرد أن حطت الرحال. وهنا وجدت الطوائف الشيوعية الصغيرة، المكونة من العمال المهرة والطلاب الثوريين، نفسها متعاونة مع الديمقراطيين الراديكاليين، تحارب النظام الملكي المتداعي وبعدها الطبقة البرجوازية، والتي أصبحت مضادة للثورة بمجرد رؤيتها للعمال مسلحين.

ومن تلك اللحظة، أصبحت الثورات عبارة عن ألعاب قذرة بالنسبة للشيوعيين, فقد تضمنت تشابكات وترابطات معقدة في الأهداف الثورية الراديكالية والأهداف الديمقراطية، وكانت التحالفات الطبقية تدور وبشكل غير مستقر حول هذه الأهداف. لكن البيان قد سطع في السماء، والسبب الرئيسي لذلك أن نثره قد تألق بوضوح منطقي خالي من الشوائب. فقد أنتجت الرأسمالية حفّاري قبورها وزودتهم بالأدوات اللازمة لتحرير أنفسهم والبشرية جمعاء من الضرورات الاقتصادية. وكانت هذه الفكرة من القوة بمكان إلى درجة أنها ترسخت في عدة أجيال من الناس رغم ما عانوه من نفي، تعذيب، سجن ومعسكرات اعتقال.

بول مانسون –Paul Mason

محبوبة بقلم توني موريسون

“لقد كان البيت رقم 124 مليئاً بالحقد. مليئاً بغل الأطفال.  لقد عرفت النساء ذلك وكذلك عرفه الأطفال”. عندما نشرت محبوبة في 1987، ورأيت الجملة الافتتاحية. تغرق القارئ في بيت مسكون بروح فتاة مقتولة، عرفت أني غير مستعدة لقراءتها. قد يبدوا هذا الاعتراف مفاجئاً، فعلى الرغم من كوني كاتبة أفريقية أنثى، وكون هذا الكتاب أفضل وأشهر من صور ونقل تجربة النساء ذوات الأصول الأفريقية الأمريكية، ألا أني لم أقرأه إلا منذ سنتين. لماذا قمت بذلك؟

جزئياً، لم أكن مستعدة لمواجهة الأشياء التي كانت ستخبرني عنها هذه الرواية. لقد شعرت بشكل غريزي أن توني موريسون قد فتحت أبواب الجحيم بطريقة لم يقم بها أحد من قبل -ولا حتى كُتاب عمالقة مثل ريتشارد رأيت، جيمس بالدوين وأليس والكير– لقد حققت في محبوبة ما لمحت إليه في كتبها الأربعة السابقة: لقد وضعتك هناك. أن تقرأها يعني أن تعيش في بيت سيث المسكون في أوهايو، العبدة الهاربة التي قررت أن تقتل ابنتها بدلاً من تدعها تعود للعبودية. أن تدخل عقل دينيفر، ابنتها، محاولاً أن تجد نوعاً من العزاء أو التبرير في ظل أمة تكره حتى فكرة وجودها [تلك العبدة السوداء]؛ وأن تلتقي بول دي، رجل نجا من أهوال العبودية والذي يأمل بأن الاستقرار قد يمهد الطريق نحو التصالح مع الذات والآخرين.

لكن كان هناك سبب آخر أن الكتاب أخافني: لقد كان صوت موريسون قوياً ومباشراً جداً، أن تقرأ عملها يعني أن تخاطر بأن تصبح خاضعا لتأثيرها. فهنالك جيل تلاها من الفنانين المدينين لها سواء أدركوا ذلك أم لا، من داريل بينكني إلى إيريكاه بادو، من هنري لويس غيتس وإلى زادي سميث وشيماماندا نغوزي أديشي. أنا لا أقول أنهم قلدوا أو حاكوا محبوبة؛ لكن هذه الرواية قد مهدت السبيل لطريقة جديدة في الرؤية، طريقة الالتحاق بالعالم المنتشر حالياً في كل مكان.

في النهاية قرأت الكتاب لأني كنت أكتب مذكرات وأردت أن أفهم كيف رأت كل من والدتي وجدتي العالم. وبالتأكيد، لقد وجدت هذه الرواية تعبر عن الغضب العميق الذي تشعر به الكثير من النساء السود: الغضب الناتج عن استهانة واستضعاف النساء جنسياً، الغضب الناتج عن استحالة حماية طفلكِ ونفسكِ. أن محبوبة تجعل شبح الطفلة المقتولة صرخة احتجاج واعتراض على كل الأطفال المفقودين. لا يمكن لكاتب أن يحوم حول هذا الموضوع من دون أن “يعرف” هذه الرواية. لقد غادرت ميدان الخيال وأصبحت قوة من قوى الطبيعة.

بوني غرير –Bonnie Greer

مسرحيات شكسبير

تخيل عالم الأدب دون “كل العالم هو خشبة مسرح”، أو دون “أحذر من أيدس مارس” (3) وطعنة بروتوس للقيصر؛ من دون جوارب مالفوليو الصفراء وأربطتها المتعرجة؛ من دون  كليوباترا بتقلبات شخصيتها وليدي مكبث بشخصيتها القاتمة المهيبة؛ من دون صوت كاليبان وفكرة “أننا كائنات هشة مثل المواد التي يُصنع منها الحلم”. هكذا سيكون العالم من دون كوميديات، تاريخيات وتراجيديات الأستاذ ويليام شكسبير، التي نشرت في  مطوية كبيرة ذات أعمدة مزدوجة في سنة 1623.

نصف مسرحيات أعظم الكتاب في التاريخ نجت بسبب هذا الكتاب فقط. فلولا هذه المطوية، لما عُرفت العديد من المسرحيات إلا بشكل مشوه ونصوص جزئية. قبل ذلك بسبع سنوات، عامَ وفاة شكسبير، أصبح صديقه ومنافسه بين جونسون أول كاتب مسرحيات إنكليزي يجمع عمله بطبعة واحدة، وعلى الرغم من كونه شاعراً وكاتب كوميديات رائع، إلا أن شهرته كانت محدودة. وكما يشير العنوان في المطوية الأولى، فقد تفوق شكسبير في كل أنواع الدراما: كوميديات تجعلك تضحك، تاريخيات تجعلك تفكر، تراجيديات تجعلك تبكي.

في الواقع، إن عنوان المطوية محير نوعاً ما. فكل واحدة من المسرحيات متعددة الأصناف وليست من صنف واحد. هناك كوميديا في التراجيديات، تراجيديا في الكوميديا، وهناك تاريخ في كل مكان. فالحياة البشرية بأكملها هناك: الملوك والمهرجون، نساء في القمة وأخوة السلاح، سياسيون دنيئون وكسولون فاشلون، أصدقاء يتحاربون لأنهم يحبون نفس الفتاة، آباء يغضبون على الزمن وصعوبة التعامل مع الأطفال، شباب وشابات يصارعون لكي يتوافقوا مع توجهاتهم الجنسية، الأشخاص المكتئبون وأولئك من أصابهم الجنون، الأصدقاء الذين يبدون وفاءً أبدياً ومتآمرون غيورون يبدون الفرح في المصائب. هذا عدا عن ذكر الأشباح، الجنسيات، الأرواح الأثيرية والآلهة الأولمبية.

“لم يقم أي كتاب بشيء مماثل باستخدام اللغة البشرية”.

ومن ثم هناك الكلمات: العبارات الخالدة، التركيبات والتوليفات، والسجالات الساخرة والعبقرية بين بيتريس وبنديك، التأملات العميقة لهاملت، الخفة الشاعرية لأوثيليو وكليوباترا، النثر الفكاهي العفوي للسير جون فالستاف. لم يقم أي كتاب بشيء مماثل باستخدام اللغة البشرية.

لقد كانت المطوية هي الطبعة الأولى من أعمال شكسبير الكاملة. امتلك تقريباً جميع المفكرين الكبار والكثير من الفاعلين العظام في الأربعمائة سنة الأخيرة نسخة ورقية من أعمال شكسبير وقد شكلتهم بطريقة ما. لقد قال فرويد أن التحليل النفسي عبارة عن إعادة صياغة علمية للأشياء التي تعلمها من شخصيات شكسبير. لقد تعلم ماركس عن سلطة النقود من تايمون الأثني بقدر ما تعلم من العالم من حوله. لقد كان أبراهام لينكولن يقرأ شكسبير بصوت عالي ولساعات لجمهور مكون من سكرتيره الوحيد، لقد أبقى نيلسون مانديلا ورفقاؤه السجناء نسخة مخبئة من الأعمال الكاملة في جزيرة روبن. وكما كتب بين جونسون في قصيدة رائعة مذكورة في تمهيد المطوية: أن هذا كتاب “ليس لعصر معين، بل لكل العصور”.

جونثان بيت –Jonathan Bate

الكتب المقدسة

في الأصل، كلمة إناجيل “biblia”  تعني “كتب“. وقد استعملها المسيحيون واليهود المتحدثون باليونانية كاختصار للإشارة لكتبهم المقدسة: مجموعة واسعة من النصوص التي كُتبت في أوقات مختلفة، وأماكن مختلفة، وطرق مختلفة. وبطبيعة الحال، فاليهود لم يساهموا بالإصحاحات الأربعة التي تتناول حياة يسوع، تاريخ الكنيسة البدائي والرسائل التي نُسبت إلى الحواريين والتي كانت بعد أربعة قرون من حياة يسوع، جمعت من قِبل المسيحيين تحت مسمى العهد الجديد. لم يكن هناك خلاف كبير بين اليهود والمسيحيين على أغلبية الكتابات المهمة في الكتب المقدسة والتي تعرف عند اليهود بالتناخ وعند المسيح -بشكل غير متوقع- بالعهد القديم. إن الإنجيل بالفعل: كتاب قوانين يؤمن أنها أرسلت من الله؛ تاريخ العالم منذ نشأته وإلى نهوض وسقوط عدد من الإمبراطوريات في الماضي القريب؛ إنه كتاب الأنبياء، الشعر والحكم.

ورغم هذا وبطرق مختلفة بالنسبة للبعض، يجد المسيحيون واليهود عن طريق هذه النصوص المقدسة المختلفة نوعاً من التوحد والنقاء الداخلي. لقد تحول الجمع الإغريقي إناجيل biblia ” إلى مفرد لاتيني: فلم يعد “الكتب” بل أصبح الكتاب. وقد حصل هذا التغيير نتيجة كون الإنجيل هو المركز الذي تدور عليه ثقافة العصور الوسطى. لقد رأت حركة الإصلاح أن عملية ترجمة الإنجيل إلى لهجات ولغات مختلفة سيساعد على تعزيز تأثير المسيحية على الفكر الأوربي المسيحي، من حيث النثر، الرسم والفكر. إن انتشار النفوذ الغربي في إنحاء الكوكب قد أوصل الإنجيل إلى بقع لم يحلم بها مؤلفوه. اليوم، يعتبر الإنجيل أكثر الكتب مبيعاً عبر التاريخ ومن دون منازع. لا يوجد كتاب في التاريخ يمكنه منافسة نفوذه.

لكن هناك منافس قريب منه. القرآن، مثل العهد الجديد، يملك الخصائص المميزة للكتاب المقدس اليهودي. فاسم موسى مذكور فيه أكثر من أي شخص آخر، وعقيدة النبوة مستخلصة من الإنجيل العبري، لكن عباداتهم وطقوسهم أوسع وأكثر صرامة من الطقوس الإنجيلية. لا يؤمن المسلمون أن محمد هو مؤلف القرآن. بل، هو مجرد ناقل النص. وفقاً لتعاليم الإسلام، فإن النص القرآني سرمدي وغير مخلوق، ولهذا يحمل بين آياته أصداء من العهدين القديم والجديد: في البداية وجد القرآن. وكونه كلمة الله المباشرة والنقية، يؤمن المسلمون بأنه خالٍ من أية أخطاء. فكل شيء يحتويه يجب أن يكون صحيحاً. ونتيجة لذلك، فقد كان القرآن مركزياً ومهماً في الحضارة الإسلامية أكثر من الإنجيل للحضارة المسيحية. “وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.” فالقرآن يعلم، أنه من دون كتاب من الله، لا يمكن التفريق بين الصح والخطأ، ولا ما معنى أن تكون إنساناً بحق. فحسب الإسلام يحوي هذا الكتاب أعلى الدرجات التي يمكن أن يصبو إليها الإنسان.

توم هولاندTom Holland

  1. تلاعب لفظي يشير إلى وضع القطط والحمام في قفص واحد وهزه لأنه سيسبب فوضى كبيرة.
  2. الإشارة هنا إلى بقية الجملة التي لم يضعها الكاتب “هنالك شبح يطارد أوربا وهذا الشبح هو شبح الشيوعية.”
  3.  أيدس مارس هو منتصف شهر مارس وكان موعد لتصفية الديون وأكتسب مكانة مهمة في التاريخ لأن قيصر قد تم اغتياله في هذا التاريخ سنة 44 ق.م

المصدر.

تدقيق لغوي: حفصة بوزكري

كاتب

الصورة الافتراضية
Sajjad Thaier
المقالات: 0

اترك ردّاً