فكر وفلسفة

قصة صراع العلم والدين: أين يكمن النزاع حقّا؟

على سبيل التمهيد:  عادت في الأيام القليلة الماضية إشكالية ثنائية العلم والدين إلى الطفو مجددا على سطح شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في الفضاء العربي. إحدى تمثّلات هذا الصراع، عكسها الهجوم الذي شنّه “د. إياد قنيبي” على برنامج اليوتيوبر المصري أحمد الغندور الشهير بـ”ا…

من التأويل إلى الهرمنيوطيقا: ما الذي تعدُ به الهرمنيوطيقا النَّصَّ القرآني؟

إن الفائدة التي يُتوخى من الهرمنيوطيقا أن تضفيها على عملية فهم النصوص الدينية، حتى تساهم في تحديث الفكر الديني، تتمثل في كونها تخضع القبليات الأولى والميول التي يحملها المفسّر والفقيه والمتكلم للمساءلة والنقد، الأمر الذي سيحرر الحقيقة التي يكتنزُها النص الديني ويسمح بعملية إصلاح الفكر الديني، التي ما زالت متعثرة في معاهدنا الدينية، كون النقد والتجديد لا يتجاوزان مباحث اللغة والألفاظ والمباني الأصولية وطريقة الاستدلال، مع إغفال كامل للمباني الأنثروبولوجية والسوسيولوجية والسيكولوجية للمتكلم والفقيه والمفسر

هل نحن بحاجة إلى عصر الأنوار؟

ساهم فكر الأنوار في استقلال الفرد ضد السلطة والدين، ودافع عن فكرة الصالح العام والكونية، والمبادئ أيضا، وقد دامت حركة الأنوار أكثر من قرن في الواقع، وتتطور في عدة دول، ودخلت حربا مع آراء متناقضة، قد يكون فكر الأنوارأكثر تعقيدا من أن يُعرَّف في بضع كلمات قليلة، وقد نهضم حقه إن اختزلناه في تيار فكري …

أصل المقدّسات والمحرمات

ما الذي يدفع الهندوس إلى تقديس البقر؟ ولماذا قام الأوربيون في العصور الوسطى بحرق الساحرات؟ ولماذا لا يأكل المسلمون واليهود لحم الخنزير؟ هل هناك تفسير عقلاني لكل هذا أم أنها مجرد مجموعة عادات ظهرت نتيجة لقلة المعرفة في ذلك الوقت وسيطرة الخرافات على العقل البشري، أم أنها تطبيق لأوامر إلهية لا يمكن لل…

الهرمنيوطيقا: إتيمولوجيا المفهوم ودلالاته

الأصل والاشتقاق الإتيمولوجي للهرمنيوطيقا مصطلح الهرمنيوطيقا مصطلح دخيل على اللغة العربية، واللفظة مأخوذة من الأصل اليوناني Hermenuein ; Hermeneus ، والذي يحمل عدة معانٍ من قَبيل: التفسير والتعبير، الإعلام، الترجمة. اللفظ مشتق من Hermes، و”هرمس” هو رسول الآلهة في الأسطورة اليون…

العلم كوسيلة للفصل في القضايا: إلى أيّ حدٍّ نستطيع الوثوقَ بالدراسات العلمية؟

يُعتبر العلم في وقتنا الحالي لدى أغلب الناس الطّريقَ الوحيدَ للحقيقة، وهو الدّليلُ الكاملُ والحجة الدامغة والفاصلة في أيّ اختلاف حاصل، بينما يستطيع الفرد ببضعة أبحاث صغيرة اكتشافَ أنّ أغلب المواضيع العلمية المستجدة لها مؤيّدون ومعارضون من داخل الأوساط العلمية، يدعمون وجهة نظرهم بأبحاث ودراسات وأدلة…

إيميل سيوران.. دعوة للغوص في العدم والفراغ والسخرية.

اسمح لي أن أبدأ مقالتي بسؤالك: “هل تعرف إيميل سيوران؟!” الكاتب، الفيلسوف، ابن الشيطان إن شئت أن تقول!ربما سمعت به من قبل، وقد لا يهم إن كنت تعرفه أم لم تعرفه؛ فهو نفسه قد لا يعرف نفسه تمام المعرفة: فالتناقض إنجيله، والشكّ عقيدته، والمفارقات صكوك الغفران لديه؛ فهو المؤمن والملحد والقدّيس…

الإنسان والتدين – إجابات سؤال الشهر، العدد الأول.

يقول الطبيب والأديب المصري “مصطفى محمود” في مقدمة كتابه “الأحلام”: “الإنسان تأكله شهوة غامضة خطرة، أخطر من شهوة الجنس .. وأخطر من شهوة الطعام، هي شهوة العقيدة .. شهوة اليقين .. الشهوة إلى شيء يؤمن به ويصدقه وهو في سبيل هذه الشهوة قد يؤمن بحجر أو صنم أو تعويذة أو حجاب أ…

الإنسان كائن ديني – إجابات سؤال الشهر، العدد الأول.

الثابث أن الإنسان منذ ولادته وحتى هذه اللحظة، تتحكم به قِوى أكبر منه تجعله خاضعًا وراكعًا لطقوسها وقوتها -أو هذا ما يعتقده فطرياً- وفي المقابل تجعل منه إنساناً! إذ لا يمكن للإنسان التحرك في عالمه الدنيوي دون اقتناعه بوجود شيء يدفعه لذلك، وهذا الشيء هو الدين؛ فهو المتحكم في سيرورة حياته ومنظّمها، وه…

رؤية ميرسيا إلياد للإنسان المتدين – الإجابة الفائزة، العدد الأول.

يُعد ميرسيا إلياد[1] من بين أهم المُؤسِسين لعِلم وتاريخ الأديان في القرنِ العشرين وأحد أبرز المُفسرين للرُّموز الدِّينية والأساطِير في العالم، من بين أهم الأفكار التي عُرف بها تتجلى في عبارة كررها في كتابين له؛ البَحث عن التَارِيخ والَمعنى في الدِين ترجمة سعود المولى -ص41- “فإذا عدنا إلى أقدم…

ما الذي قصده ميرسيا إلياد ب”الكائن الديني”؟ – إجابات سؤال الشهر، العدد الأول

يقول ميرسيا: “إننا إذا عدنا إلى أدنى مستويات الثقافة نجد أن العيش ككائن بشري هو بحد ذاته فعل ديني، إذ أن الغذاء والحياة الجنسية والعمل لها قيمة قدسية، وبتعبير آخر لأن نكون بشرآ، يعني ذلك أننا كائن ديني!.” وهذا ما يضعنا أمام سؤال مهم، ما الذي يقصده ميرسيا بالكائن الديني هنا؟! فهو يجمع بذ…

غريزة التدين لدى الإنسان – إجابات سؤال الشهر، العدد الأول.

إن التّاريخ البشريّ هو السّجل الأمين لكلّ التّحوّلات الّتي شهدتها البشرية، فمن خلاله يظهر لنا جليّا أنّ الدّين ثابث من ثوابث شخصيّة البشر وماهيتهم الجوهرية، بداية من الإنسان البدائيّ الّذي جعل المشاهد الكونيّة مادّة دسمة لتفكيره؛ ما جعله يطرح أسئلة تدور في معظمها حول تواجده في هذا العالم، مدركًا بذ…